قضية النائب في البرلمان العراقي والعضو السابق في المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني بطوز خورماتوو، كريم شكر (ملا كريم) ، حُسمت بصلح عشائري، رغم أن ملا كريم والاتحاد الوطني وصفوا الحادث سابقاً بـ"محاولة اغتيال".
بعد مرور شهرين و10 ايام على حادث إصابة شاب داخل مبنى مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في طوزخورماتوو من قبل أفراد حماية ملا كريم، حلت القضية يوم الجمعة، 20 تشرين الأول "عن طريق عقد صلح عشائري وطلب الاعتذار " من ذوي الشاب ، بحسب محمد علي حسين، والد الشاب الذي أصيب في الحادث.
وقال محمد لـ(كركوك ناو)، "أنهينا المشكلة بجلسة صلح وذلك في سبيل الحفاظ على التعايش في طوزخورماتوو، فالقضاء لم يعد قادراً على تحمل المزيد من النزاعات، أعلننا الصلح انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية ولكي لا تتعقد الأوضاع في القضاء".
أنهينا المشكلة بجلسة صلح وذلك في سبيل الحفاظ على التعايش في طوزخورماتوو
"جميعنا كورد، قررنا المصالحة لكي لا يفرح بنا أعداءنا.... من المقرر أن نمثل خلال أيام أمام المحكمة لتقديم التنازل وغلق القضية"، بحسب والد الشاب المصاب.
في 10 آب الماضي، سلم شابان رسالة لكريم شكر أثناء خروجه من مقر مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في قضاء طوزخورماتوو، وكانت الرسالة بطاقة دعوة لحضور مراسيم افتتاح مكتب نائب تركماني في البرلمان في حي كوماري ذات الأغلبية الكوردية بطوزخورماتوو والذي يشرف عليه والد الشاب المصاب.
وبعد أن قرأ الرسالة، قام بتمزيقها ثم توجه نحو الشابين، في تلك الأثناء أقدم شخص يرتدي الزي العسكري، يبدو بأنه أحد أفراد حماية ملا كريم، على لكم أحد الشابين، بحسب مقطع فيديو انتشر اليوم التالي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحدث نوع من الإرباك وعاد كريم شكر بسرعة الى داخل مبنى مركز التنظيمات، فيما رفع الشخص الذي لكم الشاب، مسدساً بوجه الشاب.
وفي جزء آخر من مقطع الفيديو، حين يعود الشابان لمركبتهما –المقطع صور داخل مركز التنظيمات- يظهر أحد الشابين حاملاً مسدساً ويرفعه بوجه أفراد الحماية، في تلك الأثناء يصاب برصاصة ويقع على الأرض، قبل أن ينهض ويعود رفقة الشاب الآخر الى المركبة ثم يغادران المكان.
الشاب أصيب برصاصة في صدره ونقل على الفور الى مستشفى طوزخورماتوو ومن ثم الى كركوك.
مكتب إعلام كريم شكر ذكر في بيان مقتضب نشر في حينه حول الحادث، "نطمئن المواطنين الأعزاء بأن ملا كريم سالم وقد نجا من محاولة اغتياله داخل مركز تنظيمات حمرين"، كما وصف الاعلام الرسمي للاتحاد الوطني الحادث بـ"محاولة اغتيال".
لم نقبض أي مبلغ من أجل عقد الصلح
بعد أيام من الحادث تم اعتقال الشخص المتورط في إطلاق النار وهو أحد أفراد حماية كريم شكر وسجل طرفا القضية شكاوى ضد الآخر.
محمد علي حسين، والد الشاب، قال لـ(كركوك ناو)، "لم نقبض أي مبلغ من أجل عقد الصلح، طلبوا الاعتذار مني ومن ابني وعشيرتي، ونحن قبلنا اعتذارهم بطلب من عشيرتي ووجهاء المنطقة، عبروا عن ندمهم الكبير عما حدث".
واضاف، "صحيح أن ابني لم يكن يستحق ما حدث له من قبل ملا كريم، لكنه أصر على المصالحة وتندّم كثيراً عما حصل، بدورنا قررنا وضع حد للمشكلة لأنها كانت في الحقيقة تضر الطرفين".
آسو محمد، عم فرد الحماية المتورط في الحادث قال لـ(كركوك ناو)، "ابن اخي بقي في السجن 20 يوماً ثم أطلق سراحه بكفالة، مددنا يد المصالحة وطلبنا الصفح وحلت القضية بالصلح العشائري... اشترط الطرفان على عدم ذكر المال أو السلاح في جلسة الصلح وتصالحنا"، وقال "خلال أيام سنتوجه الى المحكمة ليتنازل الجانبان عن القضية".