رغم تقديمهن المعاملات الخاصة بالحصول على التعويضات وصرف راتب شهري لهن، إلا أن طلبات العشرات من الايزيديات الناجيات من أسر داعش قوبلت بالرفض.
حسب متابعات (كركوك ناو)، حوالي 200 ناجية ايزيدية من مناطق مختلفة في محافظة نينوى لم يتم تسيير معاملاتهن للحصول على التعويضات وراتب شهري وقطعة أرض سكنية بحجة وجود نقص في مستمسكاتهن الثبوتية.
"قانون الناجيات هو القانون الوحيد الذي صدر لنا لكنه لا يشملنا جميعاً، راجعت المديرية العامة لشؤون الناجيات ووكلت محامياً، لكن طلبي يلقى الرفض في كل مرة"، حسبما قالت زريف رشو، ناجية ايزيدية.
نهاية شهر كانون الثاني الماضي، نظمت مجموعة من الناجيات تجمعاً في قضاء سنجار احتجاجاً على حرمانهن من التعويضات.
وقالت رشو لـ(كركوك ناو)، "لدي كافة الوثائق والمستمسكات اللازمة، لكنهم يصرون على الرفض في كل مرة، أوصلنا شكوانا للجهات المعنية عدة مرات لكن دون نتيجة".
يتضمن قانون الناجيات الذي أقر من قبل البرلمان العراقي في الأول من آذار 2021، منح الناجيات تعويضات مادية ومعنوية بهدف توفير حياة كريمة لهن وإعادة دمجهن بالمجتمع ومنحهن راتب و قطعة أرض أو وحدة سكنية.
وكان عدد من المختطفين قد صرفت لهم رواتب وخصصت قطع أراض سكنية لتوزيعها عليهم في إطار القانون.
يشترط للحصول على التعويض أن تكون الناجية الايزيدية مسجلة رسمياً كناجية في محاكم العراق و اقليم كوردستان ومكتب إنقاذ المختطفين الايزيديين التابع لحكومة الاقليم.
شهاب أحمد، مدير شؤون الناجيات في قضاء سنجار قال لـ(كركوك ناو) بأنهم على إطلاع بمشكلة الناجيات، لكن الموضوع خارج نطاق صلاحياتهم، حيث تم تشكيل لجنة من القضاة والمديرية تتولى المتابعة.
"اللائي قدمن طلب الحصول على التعويضات بإمكانهن الطعن في القرار ونحن بدورنا سنوصل اللجنة بشكاواهم"، بحسب مدير شؤون الناجيات.
القانون لا يشمل الايزيديات فقط، بل ايضاً النساء والفتيات من المكون المسيحي، التركماني والشبكي اللائي تعرضن للاختطاف من قبل مسلحي داعش وتحررن من ألأسر أو اللائي نجين من حملات القتل التي كان ينفذها التنظيم.
رعد نواف، نائب رئيس منظمة بتريكور التي تعنى بحقوق الانسان صرح لـ(كركوك ناو) بأن المنظمة تعمل من أجل ضمان شمول كافة الناجيات بامتيازات القانون وأنها ستواصل متابع القضية، لكن مساعيهم لم تثمر عن شيء حتى الآن.
منظمة بتريكور تقدم المشورة القانونية للناجيات دون مقابل.
وأظهرت إحصائية حصل عليها موقع (كركوك ناو) أن حوالي 1600 ناجية من المكون الايزيدي، التركماني، الشبكي والمسيحي شملتهن التعويضات التي نص عليها القانون.
مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام- داعش" سيطروا على مدينة الموصل في 10 حزيران 2014، وفي 3 آب من نفس العام هاجموا قضاء سنجار واختطفوا ستة آلاف و417 مواطن ايزيدي، وتم حتى الآن تحرير أكثر من ثلاثة آلاف و500 مختطف.
حسب احصائيات نشرها (كركوك ناو) في وقت سابق، من مجموع ألف و300 مختطف تركماني، معظمهم من قضاء تلعفر، تم تحرير 48 منهم فقط، كما أن 62 مسيحياً أصبحوا في عداد المفقودين خلال فترة سيطرة داعش، لكن لا توجد إحصائية تخص مختطفي المكون الشبكي.
توجد محاولات لتعديل قانون الناجيات الايزيديات الذي يضم عدة مواد وفقرات أخرى تتعلق بالتعويضات، وذلك بهدف توسيع دائرة المشمولين بالقانون في العراق، وهذه المحاولات تلقى معارضة من قسم من الايزيديين.