تضررت محاصيل عشرات المزارعين بعد زيادة تصريف مياه سد الموصل ما تسبب بغمر مئات الدونمات من الأراضي الزراعية.
وتم زيادة تصريف مياه السد من 700 متر مكعب في الثانية الى 1000، بعد ارتفاع منسوب مياه السد نتيجة لموجة الأمطار الغزيرة التي شهدها العراق منذ مطلع شهر أيار الحالي، حيث بلغت نسبة الأمطار في الموصل خلال بضعة أيام 50 ملم، بحسب احصائيات الأنواء الجوية.
كما أن تركيا زادت تصريف مياه دجلة الى العراق، وفقاً لوزارة الموارد المائية في خطوة تتعلق باتفاق أبرم بين البلدين خلال زيارة رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد في شهر نيسان الماضي.
"زرعنا البطاطا على أرض تبلغ مساحتها 100 دونم وتبعد كيلومترين عن السد، تبقى حوالي شهر فقط على بدء جني المحصول، لكن ارتفاع منسوب مياه سد الموصل أدى الى غمر نصف مساحة الأرض"، بحسب سكفان ادريس علي، مزارع من قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك.
حسب متابعات مراسل (كركوك ناو)، قرابة 30 مزارعاً من أهالي قضاء سيميل وناحية باتيل التابعتين لإدارة زاخو المستقلة زرعوا حوالي 500 دونم قرب سد الموصل، وتكبد كل واحد منهم خسائر تقدر بأكثر من 10 ملايين دينار.
يقول سكفان، إن منسوب مياه سد الموصل ارتفع "بشكل مفاجئ"، ولم يكونوا يتوقعون أن يصل لحد يسبب لهم أضرار، وذلك في حين كانت الشرطة النهرية في نينوى قد حذرت قبل أيام أصحاب القوارب والمرافق السياحية على ضفاف نهر دجلة بسبب زيادة تصريف مياه السد.
نينوى/ 2019/ سد الموصل يبعد حوالي 50 كم شمال غربي المحافظة تصوير: علي أياد
قبل اسبوعين، بنى سكفان وعدد آخر من المزارعين سواتر قرب أراضيهم الزراعية لمنع وصول مياه النهر اليها، "لكن منسوب الماء ارتفع بشكل كبير وغمر ثلاثة صفوف من السواتر ولو غمرت المياه الساتر الرابع كنا سنخسر محصولنا بأكمله"، بحسب سكفان.
تضم أرض سكفان الزراعية حوالي 150 طن من البطاطا وقد تكبد، على حد قوله، خسائر تقدر بملايين الدنانير.
تعتبر محافظة نينوى الأولى على نطاق العراق في انتاج البطاطا، تم زراعة أكثر من 29 ألف دونم بمحصول البطاطا ووصل الانتاج الى ما يقرب من 124 ألف طن، وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2022.
"قمت بتأجر أرض زراعية مساحتها 100 دونم بواقع 800 ألف دينار لكل دونم، زرعتها بالبطاطا وقد غمرت مياه السد معظمها، "حسبما قال اسماعيل الحاج موسى، مزارع من ناحية باتيل لـ(كركوك ناو).
وشدد اسماعيل على أن "منسوب مياه السد لم يصل لهذا الحد منذ 15 عاماً".
حسب احصائيات وزارة الموارد المائية، ازداد منسوب مياه سد الموصل خلال شهر نيسان بنسبة 10 بالمائة وتبلغ السعة التخزينية للسد 11 مليار متر مكعب.
مصدر من دائرة زراعة ناحية باتيل، طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح اشار الى أن الأراضي الواقعة بالقرب من السد، "زرعت بمحصول البطاطا بصورة غير قانونية حيث أن الزراعة في هذه الأراضي محظورة"، لأنه كلما ازداد منسوب مياه السد ستُغمر هذه الأراضي، بالأخص أراضي قرية خراب ديمي بناحية باتيل، قرية كمونة وعدة مناطق أخرى ضمن حدود ناحية خانكي التابعة لقضاء سيميل.
"المزارعون ابلغونا عن الخسائر التي لحقت بهم وسنتابع بدورنا الموضوع"، بحسب المصدر، الذي لم يذكر شيئاً عن امكانية تعويض المتضررين.
سد الموصل هو أكبر سد في العراق، ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط، يقع على نهر دجلة على بعد حوالي 40 كيلومترًا شمال مدينة الموصل. تم افتتاحه في عام 1986، ويتكون من سد صخري بطول 3.2 كيلومتر وارتفاع 131 مترًا.
