أُغلقت المراكز الصحية في عدد من مخيمات النازحين، فيما تعجز المراكز الصحية في مخيمات اخرى على تقديم الخدمات اللازمة للنازحين بسبب غياب الدعم الذي كانت تتلقاه من المنظمات.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، من مجموع 15 مركز صحي داخل مخيمات النازحين في محافظة دهوك، أغلقت ثلاث مراكز أبوابها أمام النازحين.
"نعاني كثيراً من عدم توفر الخدمات الصحية، البعض يعانون من أمراض مزمنة ويضطرون للتوجه الى مركز زاخو لتلقي العلاج"، حسبما قال زيد حيدر، نازح مقيم في مخيم بيرسيف بإدارة زاخو المستقلة، لـ(كركوك ناو).
يوجد في كل من مخيمي بيرسيف-1 وبيرسيف-2 حوالي 10 آلاف نازح، أغلبهم من أهالي نينوى، تحديداً من سنجار.
بحسب زيد، قبل إغلاق المركز الصحي في المخيم، كانت الخدمات الصحية "جيدة جداً"، لكن الوضع تغير الآن، بحيث يصعب على النازح الوصول الى الخدمات الصحية ما لم تكن لديه مركبة.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، يعود إغلاق المراكز الصحية في المخيمات الى غياب الدعم الذي كانت تقدمه المنظمات الدولية والمحلية، ويتزامن ذلك مع تكثيف الحكومة العراقية مساعيها لإغلاق المخيمات نهائياً قبل نهاية تموز 2024، بالاستناد الى قرار من مجلس الوزراء العراقي.
قرار مجلس الوزراء تمخض عن مطالب مختلفة من المحكمة الاتحادية، فيما طالبت وزيرة الهجرة المهجرين حكومة اقليم كوردستان بالالتزام بتنفيذ القرار وإغلاق مخيمات النازحين، في المقابل سجلت شكوى تطالب بإلغاء قرار إغلاق المخيمات، ومن المقرر أن تحسم الدعاوى في حزيران القادم.
بير ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات التابعة لحكومة الاقليم في دهوك قال لـ(كركوك ناو)، "حالياً تقدم حكومة الاقليم الخدمات الصحية للنازحين، لكن لا توجد خطط لإعادة فتح المراكز التي تم إغلاقها لأن الحكومة العريقة تريد عودة النازحين".
وزارة الهجرة والمهجرين العراقية رفعت سقف المنح المالية التي تقدم للنازحين الراغبين بالعودة من مليون و500 ألف دينار الى أربعة ملايين دينار، فضلاً عن توزيع المستلزمات المنزلية وبعض الامتيازات الأخرى كالتعيينات ورواتب الرعاية الاجتماعية، بهدف تشجيع النازحين على العودة وإغلاق المخيمات.
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 600 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً، 16 منها في دهوك تعيش فيها 26 ألف عائلة، معظمهم من أهالي نينوى بالأخص من المكون الايزيدي لقضاء سنجار، وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان.
يعاني النازحون في اقليم كوردستان من العديد من المشاكل، من ضمنها غياب المساعدات المالية وشح مياه الشرب بسبب انتهاء عمل معظم المنظمات الدولية في المخيمات، وأظهرت متابعات سابقة لـ(كركوك ناو) أن بعض النازحين يعزفون عن العودة بسبب عدم استتباب الوضع الأمني، قلة الخدمات وقلة فرص العمل في مناطقهم.