"أنا سعيدة لأنني شاركت في هذا التدريب وتعلمت التفصيل والخياطة. أنا الآن أخيط الملابس بماكينة الخياطة الخاصة بي"، قالت سارة بفخر.
واجهت سارة، البالغة من العمر 17 عامًا من قضاء تلعفر في محافظة نينوى، تحديات كبيرة. تقيم سارة الآن في مدينة الموصل مع عائلتها، وهي مسجّلة في برنامج التعليم السريع الذي تدعمه اليونيسف، وقد أكملت الصفين الثاني والثالث في سنة واحدة. سارة شغوفة بالرسم، وتجد عزاءها في الفن، حيث تستخدمه للتعبير عن مشاعرها وتجاربها.
في عام 2014، أجبر النزاع سارة وعائلتها على الفرار من منزلهم. وانتهى بهم المطاف في مخيم الهول في سوريا، حيث كانت الحياة قاسية وغير مستقرة. "تتذكر سارة قائلة "كان العيش في مخيم الهول صعباً للغاية. ”كنا نعيش في خوف ونفتقر إلى الماء والغذاء الكافي، مما قوض بقاءنا وسلامتنا".
بقيت العائلة في مخيم الهول في سوريا حتى عام 2022. ثم عادوا إلى العراق واستقروا في مركز جدعة 1 لإعادة التأهيل في محافظة نينوى. تضيف سارة "بالمقارنة مع مخيم الهول، تحسن وضعنا“. ”في جدعة 1، كان لدينا إمكانية أفضل للحصول على الطعام وفرص التعلم وشعرنا بالأمان".
خلال النزاع، فقدت سارة وعائلتها جميع وثائقهم. بمساعدة من فريق التوثيق المدني في اليونيسف، قام محامٍ بتزويد سارة بالأوراق اللازمة لتسجيلها في المدرسة، وهو يعمل حاليًا على استخراج هوية جديدة لها.
في مركز جدعة 1 لإعادة التأهيل، لعبت اليونيسف دورًا محوريًا في حياة سارة. مثلها مثل جميع الفتيات في المركز، استفادت سارة من دورات مختلفة، بما في ذلك دورات أدوات المراهقين وأنشطة مثل الرسم والنسيج والحرف اليدوية. استمر هذا الدعم حتى بعد مغادرة الأسرة مركز إعادة التأهيل. تلقت سارة جلسات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في المنزل، مما كان له تأثير تحويلي عليها.
وأضافت سارة مبتسمة "بعد خمس جلسات، أصبحت أكثر تفاؤلاً". "لم يكن لدي أصدقاء من قبل، ولكنني أصبحت الآن أكثر اجتماعية" استفادت سارة من تقنيات التنفس التي تعلمتها خلال هذه الجلسات، مما ساعدها على التحكم في عواطفها، خاصةً في الأوقات الصعبة.
شاركت سارة أيضاً في برنامج تدريب مهني لمدة شهر واحد يركز على الخياطة. وهي الآن قادرة على خياطة الملابس من منزلها وتحلم بامتلاك محل خياطة خاص بها يوماً ما.
رحلة سارة هي مثال على الصمود والتصميم. فبدعم مستمر من اليونيسف، وبتمويل من حكومة كندا، تمكنت سارة من تحويل التحديات التي تواجهها إلى فرص. ومع تفوقها في دراستها وتطويرها لمهاراتها في الخياطة، تحلم سارة بامتلاك محل خياطة خاص بها.
ملاحظة: لحماية خصوصية وسرية الأفراد المذكورين في هذه القصة، تم تغيير بعض الأسماء.
المصدر: يونيسف العراق