بحسب أحد الناشطين: "لا تزال تحوي رفات ضحايا"... انتهاء عملية انتشال الرفات من حفرة  علو عنتر

نينوى/ 28 أيار 2024/ رفات قسم من ضحايا حفرة علو عنتر بقضاء تلعفر، تمهيداً لنقلها للتعرف على هوياتهم  تصوير: ليث حسين

عمار عزيز

يشتبه وجود رفات عدد من الضحايا المدفونة في حفرة علو عنتر بقضاء تلعفر، في الوقت الذي أعلنت فيه دائرة شؤون المقابر الجماعية في العراق انتهاء عمليات انتشال الرفات من الحفرة.

الدائرة بدأت في 28 أيار 2024 عملية انتشال الرفات من حفرة علو عنتر التي تبعد نحو ستة كيلو مترات شمالي مركز قضاء تلعفر بمحافظة نينوى.

خيري علي ، مدير منظمة بتريكور التي تعنى بحقوق الانسان في سنجار قال لـ(كركوك ناو)، "رأينا رفات عدد من الضحايا داخل الحفرة، في الحقيقة لا نعرف عددها بالضبط لكنها تُرِكت والدائرة أنهت أعمالها".

في 8 أيلول الجاري زار فريق من منظمة بتريكور حفرة علو عنتر.

خلال فترة عملها، انتشلت فرق دائرة شؤون المقابر الجماعية رفات 158 شخص من الحفرة، الى جانب عظام وبقايا 39 ضحية أخرى.

ويأتي ذلك في حين أشارت تحقيقات سابقة للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الى وجود رفات "أكثر من ألف" مواطن تركماني وايزيدي دفنوا في الحفرة بعد إعدامهم من قبل مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش".

 وقال خيري علي، "كانت هناك حالات إهمال مشابهة لمقابر جماعية أخرى في سنجار، لذا طلبنا من الجهات المعنية زيارة تلك المقابر مرة أخرى وانتشال ما تبقى فيها من رفات".

"نحن مستاؤون من تكرار هذه الحالات التي تؤثر بشكل سلبي على الناحية النفسية لذوي الضحايا، لذا يجب تنفيذ عمليات فتح المقابر وانتشال الرفات بمزيد من الحذر".

أثناء عملية انتشال الرفات من حفرة علو عنتر قال مدير دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء التابعة للحكومة الاتحادية العراقية، ضياء كريم، إن "حفرة علو عنتر موقع جريمة شنيعة ارتكبها داعش وتعتبر تحدياً كبيراً في ملف فتح المقابر الجماعية والتعرف على هويات الضحايا".

وأوضح بأن المرحلة الأولى للعملية تتم على مساحة 20 الى 30 متر مربع، وبعمق يتراوح بين 10 و25 متر، وذلك بالتعاون مع جهات أخرى، من ضمنها دائرة الطب العدلي في بغداد، القوات الأمنية، الدفاع المدني، مديرية الصحة ومنظمات دولية.

اسوةً بالايزيديين، تعرض تركمان تلعفر لعمليات القتل، الاختطاف والتهجير على يد مسلحي داعش، ولا يزال مصير حوالي 1300 مواطن تركماني مجهولاً، بينهم مئات الفتيات والنساء، ويشتبه أن تكون رفات قسم كبير منهم داخل حفرة علو عنتر.

حفرة علو عنتر تسمى في الأصل ببئر الحمائم حيث أن سرب الحمام يعلوه عادةً، ويسميها تركمان تلعفر بـ(علو عنتر)، وهي حفرة تكونت بفعل الطبيعة، لم يتدخل الإنسان في حفرها، بل يروي سكان تلعفر أن نيزكاً ضخماً سقط قبل مئات السنين وأحدث هذه الحفرة.

يُقدّر قطر الحفرة بنحو 50 متراً وعمقها حوالي 100 متر، إلا أن عمقها تقلص كثيراً بسبب رمي الجثث وردمها بالتراب من أطرافها.

تم اكتشاف أكثر من 200 مقبرة جماعية تضم رفات ما يصل إلى 12 ألف ضحية في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش سابقًا في العراق، في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار في الأجزاء الشمالية والغربية من العراق، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الصادر في نوفمبر 2018.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT