الأحداث الأخيرة في سوريا أعادت من جديد ملف المختطفين الايزيديين إلى الواجهة، وبحسب نائب في البرلمان العراقي، لا يزال نحو 600 مفقوداً من المكون الايزيدي موجودين في مخيمات وسجون سوريا.
المطالبات بالبحث عن المختطفين الايزيديين في سوريا تأتي بعد اسبوعين من سوقط النظام "البعثي" وانتقال السلطة إلى "هيئة تحرير الشام".
النائب في البرلمان العراقي عن المكون الايزيدي، محما خليل، قال لـ(كركوك ناو)، "لدينا معلومات دقيقة حول وجود ما يقرب 600 ايزيدي في سوريا، قسم منهم في مخيم الهول والبقية في السجون"، وأشار إلى أنهم أبلغوا المنظمات الدولية والحكومة العراقية بضرورة الإسراع في تقصي مصير المفقودين الايزيديين عن طريق لجنة رسمية تزور سوريا.
يقع مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة السورية ويتواجد فيه آلاف العراقيين، بينهم زوجات وأطفال مسلحي داعش. وقد تم العثور بين فترة وأخرى على ايزيديين داخل المخيم وأعيدوا إلى العراق.
"نحن في تواصل مع ذوي المختطفين الذين نقلهم مسلحو داعش إلى سوريا، لدينا معلومات دقيقة ومن واجب الحكومة العراقية الكشف عن مصيرهم"، بحسب محما خليل الذي يرى بأن هناك تقاعس من قبل الحكومة بهذا الجانب.
حكومة السوداني أولت اهتماماً كبيراً بملف المختطفين الايزيديين ونجحت عن طريق إحدى لجانها من تحرير 10
"في آب 2014، سيطر مسلحو داعش على قضاء سنجار واختطفوا ستة آلاف و417 ايزيدي، تم حتى الآن إنقاذ ثلاثة آلاف و584 منهم، فيما لا يزال مصير بقية المختطفين مجهولاً، وفقاً لإحصائيات حكومة إقليم كوردستان.
حسين قائدي، مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الايزيديين التابع لحكومة الإقليم قال لـ(كركوك ناو) إن "البحث جار عن المختطفين الايزيديين، وسنستمر في مهامنا لحين العثور على آخر مختطف"، دون الإشارة إلى تفاصيل عمليات البحث مكتفياً بالقول، "مستمرون في تنفيذ خططنا".
الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني أعلن خلال هذا العام مبادرة تقضي بمنح مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات تساعد على كشف مصير المختطفين الايزيديين، وكانت الحكومة قد شكلت من قبل لجنة خاصة لمتابعة الملف.
شهاب أحمد، مسؤول فرع سنجار لدائرة شؤون الناجين الايزيديين التابعة للحكومة العراقية، قال لـ(كركوك ناو)، إن "حكومة السوداني أولت اهتماماً كبيراً بملف المختطفين الايزيديين ونجحت عن طريق إحدى لجانها من تحرير 10 مختطفين حتى الآن، ولا زال العمل مستمراً".
أسفر هجوم داعش على سنجار ونينوى عن مقتل ألف و293 ايزيدي اضافة إلى تدمير 68 مزار ديني، كما عثر حتى الآن على ما يقرب من 90 مقبرة جماعية، إلى جانب العديد من المقابر الفردية.
وفقاً لقانون الناجيات الايزيديات الخاص بتقديم تعويضات مادية ومعنوية للنساء والفتيات اللاتي اختطفن من قبل داعش وتعرض لأنواع من العنف والتعذيب، تلتزم الحكومة العراقية بالعمل على كشف مصير المختطفين.
أعداد الايزيديين في العراق كانت تقدر بـ250 ألف شخص، هاجر أكثر من 100 ألف منهم، والبقية يقيمون في مخيمات النازحين بإقليم كوردستان، أو ينتشرون في قضاء شيخان (شمال الموصل) وقضاء سنجار (120 كم غرب الموصل ويتبع محافظة نينوى إدارياً).