بعد مرور 50 عاماً على ترحيلهم قسراً، بدأ سكان قرية تل بهلول بالعودة الى ديارهم، لكنهم يعيشون في الخيم دون أن تتوفر لهم الخدمات الأساسية.
قرية تل بهلول تتبع ناحية القحطانية (تل عزير) بقضاء البعاج وتقع في المناطق الجبلية غربي محافظة نينوى. سكان القرية تم ترحيلهم من قبل الحكومة العراقية عام 1975 وأسكنوا في مجمعات قسرية.
شاكر خيرو، الذي عاد إلى القرية منذ بضعة أشهر، قال "حين هاجم مسلحو تنظيم داعش سنجار ونينوى في 2014، اضطررنا للنزوح من المجمعات القسرية والعيش في مخيمات النازحين، بعد 10 سنوات من الحياة في المخيمات، قررنا العودة إلى قريتنا وليس المجمع القسري، وأضاف "رغم أننا الآن في ديارنا، لكننا لا زلنا نعيش تحت الخيم".
شاكر أب لطفلين، كلاهما كانا طلاب في المخيم، لكن بسبب عدم وجود مدرسة في القرية يضطر يومياً لقطع مسافة طويلة لإيصال طفليه إلى المدرسة، كما أن القرية تفتقر لمركز صحي وتعاني من شح مياه الشرب.
حتى الآن، عادت 100 عائلة إلى قرية تل بهلول، بعضها تخطط لبناء منازل لها في القرية، لكن الجانب المادي يمثل حجر عثرة أمام قسم من العوائل العائدة.
الطريق المؤدي إلى القرية غير مبلط، بالرغم من أن الحكومة المحلية في نينوى أعلنت بأنها تعتزم إعادة إعمار كافة المناطق التي عاد سكانها اليها من النزوح.
مراد حسن، عاد إلى قرية بهلول قبل شهرين، يقول، "حين رُحِّلنا من القرية كان عمري 12 سنة، الآن بلغت الـ62... الوضع في القرية لم يتغير رغم مرور 50 سنة، لا توجد خدمات، وها نحن نعيش تحت الخيم"، وطالب مراد حسن الحكومة بإعادة تأهيل القرية.
في الفترة من 1979 إلى 2003، اتبع النظام البعثي في العراق برئاسة "صدام حسين" سياسة الترحيل القسري ضد سكان آلاف القرى في المناطق المتنازع عليها، من بينها قرية بهلول.
قائمّقام قضاء البعاج، أحمد يوسف، قال لـ(كركوك ناو)، "نحن على علم بأوضاع تلك العوائل التي عادت مؤخراً إلى قريتها بعد 50 سنة من ترحيلها.... العوائل العائدة كانت تعاني من مشكلة شح مياه الشرب، وفرنا لهم صهاريج مياه متنقلة بالتنسيق مع إحدى منظمات المجتمع المدني".
وأشار إلى أنهم أرسلوا لجنة خاصة للقرى لتقييم أوضاع السكان وإبلاغ الحكومة المحلية عن احتياجاتهم.