عانت شريهان رشو في حياتها من آثار التعذيب الجسدي الذي تعرضت له على يد مسلحي داعش، ومن وفاة والدتها وفراق شقيقها المفقود قبل أن يقضي المرض على ما تبقى من عزمها.
11 آب 2025 كان اليوم الذي انتهت فيه معاناة شريهان في هذه الحياة، حيث وافتها المنية في أحد مستشفيات دهوك متأثرة بمعاناة طويلة مع مرض قرحة المعدة.
"ريهان كانت تعاني من قرحة في المعدة، لم تكن تستطيع الأكل وأصبحت هزيلة وخائرة القوى، تفاقم مرضها ورغم تلقي العلاج توفيت"، حسبما قال شهاب أحمد، مسؤول مكتب شؤون الناجين من أسر داعش في سنجار.
وأشار شهاب إلى أن آلام ومعاناة شريهان لم تكن بسبب ذلك المرض فقط، بل كانت تعاني من آثار جروح قديمة خلال فترة اختطافها، "مسلحو داعش عذبوها بشدة جسدياً، أصبح سمعها ضعيفاً بسبب الضرب المبرح الذي تعرضت له وكانت تستخدم سماعة طبية".
شريهان التي نشر موقع (كركوك ناو) قصتها في عام 2019، نشأت في كنف عائلة كبيرة بناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار مؤلفة من أبوين، ثمان شقيقات وشقيقان. خلال هجوم داعش على المنطقة في 3 آب، 2014، وقعت شريهان مع والدتها وأحد اشقائها في يد مسلحي التنظيم. والدتها التي تعرف بـ(كولي)، هي تلك الإمرأة التي يعتبرها الإيزيديون رمزاً للمقاومة.

نينوى/ مام رشو يقف أمام صورة زوجته في منزلهم بناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار تصوير: أفشين اسماعيل
(كركوك ناو) نشر سابقاً قصة (دايه كولي" وكيف تصدت لمسلحي داعش وأطلقت النار على عدد منهم حينما اعتقلت وحاول المسلحون أخذ إحدى بناتها. بعد أن قتلت أميراً في داعش وأصابت مسلحاً آخر، قتلت دايه كولي رمياً بالرصاص أمام أعين ابنها وابنتها.
"بعد استشهاد والدتي نقلت مع شقيقي إلى خانصور (في سنجار) وبقينا هناك أربعة ايام، ثم نقلنا إلى سوريا، بقينا داخل مدرسة لمدة شهر، الطعام كان شحيحاً والمكان كان قذراً"، حسبما قالت شريهان في وقت سابق حول اختطافها ومن ثم بيعها لعدد من المسلحين، وكيف نقلت بعدها من سوريا إلى تلعفر والبعاج والموصل ومناطق أخرى في محافظة نينوى.
شريهان التي اقتيدت الى سوق السبايا وتعرضت للاغتصاب 21 مرة، نجت من الأسر في عام 2018 بعد أربع سنوات من الحادث بمساعدة عائلة ايزيدية، بعد دفع فدية مقدارها 13 ألف دولار.
بالاستناج إلى قانون الناجيات، تم تخصيص راتب شهري لشريهان وفي هذا الإطار تولت الحكومة نفقات علاجها. ولفت شهاب أحمد إلى أنهم قبل يومين من وفاة شريهان حصلوا على الموافقة لنقلها إلى مستشفى خارج البلاد.
أسفرت هجمات داعش عن مقتل ألف و293 إيزيدي على يد مسلحي داعش، إلى جانب اختطاف ستة آلاف و417 إيزيدي، بينهم نساء وأطفال، لا يزال مصير ألفين وخمسمائة منهم مجهولاً، بينهم شقيق شريهان.
"سئمت من الحياة ولا أريد شيئاً باستثناء وصول أخبار مفرحة تخص تحرير شقيقي"، هذا ما قالته شريهان قبل سنوات، لكنها غادرت الحياة قبل أن يصلها هذا الخبر السار.