لم يمض وقتاً طويلاً منذ أن بدأت ليلى أحمد العمل كصحفية، لكن جودة وتنوع نتاجاتها تثبت بأنها تريد أن تتبع مساراً مختلفاً في العمل يميزها عن الآخرين، في الوقت الذي تبحث فيه عن قصص النجاح، أصبحت هي نفسها قصة نجاح.
تقول ليلى أن أهم شيء في عملها الصحفي هو أن تكون دقيقة في المعلومات التي توصلها للقرّاء، والأهم من ذلك إيصال أصوات المهمّشين والبحث عن قصصهم.
ليلى أحمد، مراسلة (كركوك ناو) في محافظة كركوك وإدارة كرميان، خانقين وطوزخورماتوو، زارت نهاية شهر حزيران حتى مطلع شهر تموز مدينة برلين الألمانية وذلك بدعوة من وزارة الخارجية الألمانية في إطار مشاركتها بدورة صحفية مدتها ثمانية أشهر، نظمتها مؤسسة "تاز بانتر" الاعلامية.
دخلت ليلى أحمد مجال الصحافة عام 2016، في البداية تطوعت للعمل كمخبرة ودأبت على إرسال الصور والمعلومات لعدة مؤسسات إعلامية، لكنها ومنذ عام 2017 كرّست جزءاً كبيراً من حياتها للإعلام وذلك بعد مشاركتها في دورة صحفية نظمت من قبل مؤسسة (كركوك ناو).
ليلى أحمد تجري مقابلة صحفية مع طالبة نازحة عام 2017
"بعد مشاركتي في تلك الدورة قررت العمل لكركوك ناو، كنت أؤمن بأنهم يقدمون نتاجاتهم بصورة مهنية، وبالفعل هم كذلك، أعمل في هذه المؤسسة منذ 6 أعوام"، تقول ليلى.
أول عمل صحفي أنجزته ليلى لمؤسسة (كركوك ناو) لم يكن سهلاً على حد قولها، نظراً لأنها كانت في بداية مسيرتها المهنية، لكنها تقول بأنها غامرت وواجهت التحديات التي اعترضت طريقها، وحاز تقريرها على جائزة أفضل تقرير عن حقوق الانسان في ذلك العام.
التقرير الذي أعدته ليلى أحمد كان عبارة عن متابعة صحفية حول معركة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة في قضاء طوزخورماتوو انتهت بسيطرة القوات العراقية على القضاء وانسحاب البيشمركة منه، وأسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً من الجانبين، فضلاً عن نزوح مئات العوائل وحرق ونهب العشرات من منازل المواطنين.
سردت ليلى في متابعتها قصص ما بعد المواجهات ومقتل المدنيين واستهداف النساء والأطفال ونزوح السكان. وبعد ذلك قررت تخصيص جزء من عملها لقضية النازحين في المنطقة بصورة عامة.
ليلى احمد في مكتب (كركوك ناو) بالسليمانية
"الأطفال، النساء، النازحون والآن قضايا البيئة ضمن أولوية أعمالي، لكن في بعض الأحيان أعد تقارير سياسية بطلب من مؤسستي الاعلامية"، وتضيف ليلى، "أسعى من خلال تقاريري أن أعطي الأولوية للناس، أبدأ بقصصهم، لكي يصنع صوتهم تأثيراً، أعتقد أن هذا أسلوب فعال ويصل بصورة اسرع للجهات المعنية".
خلال ثلاث سنوات، حصلت ليلى مرتين على جائزة أفضل تقرير صحفي في مجال حقوق الانسان الى جانب جائزة أفضل قصة حول حقبة "كورونا" في كرميان عام 2021.
تقول ليلى بأنها تريد إيصال صوت المهمشين، وهذه هي نقطة القوة في عملها. وتشير ليلى الى أن هذه النقطة "كانت من أسباب فوزها بالجوائز"، معربة عن شكرها للدعم الذي حصلت عليه من قبل مؤسستها وزملائها.
(فجر اليوم الذي سقط في حي كومار بطوزخورماتوو) وتقرير (كركوك: رَميُ الرُضَّع، قصة ليست لها بداية ولا نهاية) هما التقريران اللذان حصلت بفضلها ليلى أحمد على جوائز وتعتبرهما من افضل التقارير التي أنجزتها. العنف الذي مارسة رجل بحق زوجته أثناء فترة تفشي فيروس كورونا والحجر المنزلي كان من بين التقارير التي حصلت ليلى بفضلها على جائزة.
ليلى أحمد، بالزي القومي، أثناء تسلمها شهادة المشاركة في الدورة الصحفية التي نظمتها مؤسسة تاز بانتر في ألمانيا
في عام 2022، اختيرت ليلى ممثلة عن (كركوك ناو) للمشاركة في دورة صحفية لمؤسسة "تاز بانتر" الألمانية حول كيفية تغطية قصص النجاح وقضايا العنف ضد النساء والأطفال، بعدها زارت ألمانيا للاطلاع على عمل المؤسسات الاعلامية في ألمانيا وتُرجِم بعض تقاريرها باللغتين الانجليزية والألمانية.
في عان 2023، نظمت نفس المؤسسة دورة مدتها ثمانية اشهر حول قضايا البيئة، وشاركت ليلى مجدداً في الدورة وأعدت ونشرت لهذه المؤسسة عشرات التقارير حول قضايا البيئة.
في 25 حزيران 2023، زارت ليلى أحمد ألمانيا مرة اخرى وتحدثت في وزارة الخارجية الألمانية عن المشاكل البيئية وتأثيراتها ومخاطر التغيرات المناخية، من ضمنها تراجع منسوب المياه الجوفية، الجفاف وإخلاء القرى وانتشار النفايات.
تواجدها في دورات متنوعة وبحثها المستمر عن اساليب عمل جديدة دليل آخر على حرص هذه السيدة على التفاني في عملها.
تقول ليلى، "أريد أن أتعلم المزيد، أن أكون مطّلعة على التغييرات وأساليب العمل الصحفي الجديدة".
مطلع شهر حزيران 2023، أثبتت ليلى في تقرير لها أن النفايات تختلط بمصادر المياه في منطقة كرميان، لأن إدارة المنطقة لم تكن تجمع النفايات بصورة علمية وصحية، لكن بعد أسبوع من نشر التقرير، أعلنت الحكومة اتباع آلية جديدة لرفع وإزالة النفايات.
تقول ليلى، "حين تبدأ الحكومة والجهات المعنية بالبحث عن حلول للمشاكل التي أعرضها في تقاريري، اشعر حينها بأنني سجلت قصة نجاح... أريد أن أستمر على نهذجي وأتعلم المزيد".
