آمل أن يستمع قادة العالم للشباب والأطفال ويأخذوا مقترحاتهم بنظر الاعتبار
آمل أن يستمع قادة العالم للشباب والأطفال ويأخذوا مقترحاتهم بنظر الاعتبار
"حان وقت الأفعال الكبيرة لمواجهة تغير المناخ. ناقوس الخطر دُقّ لكوكبنا. نحن شباب العراق نخشى أن نضطر لمهاجرة أراضينا ومنازلنا"، هذا ما قالته هيلا جلال (22 سنة)، فتاة كوردية من مدينة أربيل، خلال مشاركتها في فعاليات قمة تغير المناخ بدبي، لكي توصل لقادة العالم مخاوف شباب العراق من آثاره.
رغم صغر سنها، لكن نشاطاتها في مجال البيئة بالعراق كانت وراء دعوتها للمشاركة في فعاليات قمة تغير المناخ (كوب 28) المقامة بمدينة دبي. بصفتها إحدى المتحدثات باسم منظمة World Vision International تطرقت هيلا في حديثها أمام شبان الدول المشاركة عن آثار التغيرات المناخية.
هيلا شاركت يوم 5 كانون الأول كناشطة بيئية، في جلسة نقاشية تحت عنوان (القيادة الشبابية والتكيف مع التغيرات المناخية).
وتحدثت هيلا عن بداية عملها في مجال البيئة وما الذي جعلها تحمل هموم البيئة والشباب. روت هيلا قصتها أمام الحاضرين، "قصتي مرتبطة بقصة عائلتي التي تأثرت بوضوح بتغير المناخ... كان لدينا بستان في المنطقة التي نعيش فيها، أحسسنا بتأثيرات تغير المناخ حين شحت مصادر المياه ولم يعد لدينا ماء نسقي به بستاننا".
عدد من ناشطي البيئة في قمة تغير المناخ يطالبون بأخذ انوع الاجتماعي بنظر الاعتبار خلال صياغة استراتيجية جديدة لمواجه آثار تغير المناخ تصوير: COP28 / Christophe Viseux
"اضطررنا لشراء الماء لري الأشجار لكي لا تجف... هذه الطريقة فضلاً عن تكلفتها المالية كانت تؤدي الى ازدياد انبعاث الغازات المضرة، لأننا كنا نحتاج لنقل الماء بصهاريج كبيرة متنقلة تنبعث منها كمية كبيرة من الكربون الى الهواء. لم يبق الآن من ذلك البستان الكبير غير شجرة رمان وشجرة زيتون. شعرت عائلتي، بالأخص والدي، بحزن كبير بسبب ما حل ببستاننا"، وتضيف "كنا نشعر وكأننا فقدنا فرداً من عائلتنا، ما حدث مع عائلتي هي قصة تكررت مع العديد من المزارعين والعوائل العراقية الأخرى بسبب ارتفاع معدلات درجة الحرارة، العواصف الترابية وجفاف مصادر المياه".
هذه القصة شجعت هيلا على العمل كناشطة بيئية وأن تحمل على عاتقها هموم الشباب والطفال الذين هم ضحايا تغير المناخ.
حان وقت الأفعال الكبيرة لمواجهة آثار تغير المناخ، لأن ناقوس الخطر دُقّ لكوكبنا
تخرجت هيلا جلال من جامعة صلاح الدين بمدينة أربيل، منذ أن كانت طالبة جامعية برزت هيلا كناشطة في مجال البيئة ونظمت العديد من الفعاليات بهدف تقليل استخدام البلاستيك، تنظيف الكلية من المخلفات البلاستيكية وإعادة تدويرها، إضافةً الى نشر الملصقات التوعوية من أجل تقليل استخدام البلاستيك وتأثيراتها على البيئة الطبيعية.
تعمل هيلا حالياً مديرة لقسم المشاريع في منظمة (شياو) بإقليم كوردستان العراق. المنظمة تساعد الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق مشاريعها التي يتعلق قسم منها بمواجهة آثار تغير المناخ.
"في قمة تغير المناخ أردت أن أتحدث نيابةً عن الأطفال والشباب الذين تأثرت عوائلهم مثل عائلتي بتغير المناخ"، وأضافت "آمل أن يستمع قادة العالم للشباب والأطفال ويأخذوا مقترحاتهم بنظر الاعتبار أثناء صياغة خارطة الطريق الخاصة بمجابهة آثار تغير المناخ".
ولفتت هيلا الى أنه "حان وقت الأفعال الكبيرة لمواجهة آثار تغير المناخ، لأن ناقوس الخطر دُقّ لكوكبنا".
هيلا جلال (22 سنة)، ناشطة في مجال البيئة، أثناء مشاركتها في جلسة نقاش سردت فيها قصتها وتحدثت عن أهمية إعطاء الدور للشباب في قضية تغير المناخ تصوير: آهنك حبيب
في قمة تغير المناخ التي استمرت لحوالي أسبوعين، التقت هيلا بمسؤولي عدد من الدول، منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتحدثت معهم حول إعطاء الدور للشباب في النقاشات الخاصة بصياغة خارطة طريق لمجابهة تغير المناخ، "لأن الجيل الحالي من الشباب هم الأكثر تأثراً بتغير المناخ لذا يجب أن يكونوا جزءاً من عملية اتخاذ القرار على النطاق القومي، الاقليمي والعالمي".
مع أنها ترى بأن النساء في مقدمة الفئات المعرضة لآثار تغير المناخ، تقول هيلا إن "العمل على قضية مواجهة آثار التغير المناخي واجب الجميع، لكن العديد من الأبحاث تظهر أن النساء هن أكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ. على سبيل المثال، تغير المناخ يؤثر على الوضع المعيشي للأُسر ويؤدي الى تردي وضعهم المادي. نتيجة لذلك تزداد حالات الإجهاض، الزواج المبكر للفتيات والعنف ضد المرأة. لذا يجب أن يكون صوت المرأة قوياً ومسموعاً حين يتعلق الأمر بقضية التغير المناخي".
وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته منظمة World Vision International، 99 بالمائة من أطفال وشباب العالم شعروا بارتفاع معدلات درجة الحرارة وأكثر من 85 بالمائة منهم شعروا بجفاف مصادر المياه.
وتختتم هيلا حديثها برسالة الى قادة العالم، حان وقت الأفعال الكبيرة لمواجهة تغير المناخ لآن ناقوس الخطر دُقّ لكوكبنا".
إعداد: آهنك حبيب
