المسيحيون يطالبون باستمرار قرع اجراس الكنائس في كركوك

كركوك، نيسان 2019، جرس كنيسة العائلة المقدسة، الكنيسة الوحيدة التي تقرع اجراسها كل يوم احد من مجموع 12 كنيسة تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي - كركوك

"طالت الانفجارات اغلب اماكن عبادة المسيحين، هجر اهالينا وقرع اجراس الكنائس على وشك ان تتوقف بصورة نهائية في كركوك"، هكذا بدأ خادم كنيسة القلب الاقدس، قيس ممتاز حديثه حول وضعهم في كركوك.

عندما كان يتحدث ممتاز لـ (كركوك ناو) كان يستذكر ايام التسعينيات القرن الماضي وقال "كان كل شيئا مختلفا آنذاك، 12 كنيسة كانت تقرع اجراسها في آن واحد، ولكن في الوقت الحالي كنيسة واحدة تقرع اجراسها بكركوك".

ويأتي مخاوف قيس ممتاز، خادم كنيسة القلب الاقدس بالتزامن مع استعدادات الكنيسة لاحياء عيد القيامة اليوم الثلاثاء 21 نيسان 2019.

يرغب مسيحيوا كركوك باستمرار قرع اجراس كنائسهم مرة اخرى والتغلب على جميع العقبات التي تدفع المسيحين للهجرة من المحافظة خصوصا والعراق عموما.

"استمرار قرع اجراس الكنائس يثبت وجودنا وبقائنا على هذا الارض، واستمرار هذه العادات والتقاليد الدينية للاجيال القادمة، ويحثنا على البقاء ويجعلنا نحث بوجودنا"، هذا ماقاله قيس واكد على ان الوضع في العراق ومن ضمنها كركوك في العقدين الماضيين كان خطرا على الاقليات الدينية والقومية ومن ضمنهم المسيحيين.

كركوك، نيسان 2019، مسيحية من داخل كنيسة العائلة المقدسة تؤدي المراسم الدينية بعيد القيامة تصوير: كاروان الصالحي

"كان من واجب الحكومة ان تأمن حياة المواطنين اثناء اداء المراسم الدينية وتوفير الحماية لاماكن العبادة، الا ان ذلك لم تحدث مما دفع المسيحيين نحو الهجرة".

بحسب احصائيات ادارة الكنائس في كركوك، توجد 12 كنيسة داخل مركز المدينة، الا ان كنيسة واحدة فقط لا تزال تقرع اجراسها، وانفجرت سبعة منها بعد عام 2003 بواسطة السيارات المفخخة.

وأثرت تلك الاحداث على قرع اجراس الكنائس ومن ثم دفع المسيحيين للهجرة من كركوك خصوصا والعراق عموما.

ويقول بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، ان عدد المسيحيين في العراق عام 2003 كان اكثر من 1 مليون 500 الف شخصا الا ان عددهم الان لا يتعدى نصف مليون شخص.

وقال ساكو لـ (كركوك ناو) "اتمنى ان يأتي يوما يعود فيها الجميع وان يعيش جميع المكونات والاديان معا بسلام وامان".

يحتفل المسيحيون اليوم الاحد 21 نيسان، بعيد القيامة وبعد زيارة الكنائس لا يذهبون مباشرة الى البيت، بل يتجمعون أمام الكنيسة، يتبادلون الحديث، يتعانقون ويقبلون بعضهم البعض، ويتمنون ان لا تتسبب الاحداث بهجرة عدد اكبر من المسيحيين مستقبلا ويدعون من اجل احلال السلام والعيش مع جميع المكونات بسلام.

كركوك، نيسان 2019، كنيسة القلب الاقدس بمركز مدينة كركوك تصوير: كركوك ناو

عيد القيامة، هو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، يستذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوماً.

راعي كنيسة العائلة المقدسة، عماد عنا - والذي يعتبر الكنيسة الوحيدة التي تقرع اجراسها ايام الاحد ويقول لـ (كركوك ناو) ان "الهدف من قرع جرس الكنيسة اعلام المؤمنين باوقات الصلاة والعبادة، الا ان اعمال العنف والهجمات الارهابية لحقت اضرار كبيرة بسبعة كنائس في المدينة".

المواطن علي محمد (25 عاما) من سكنة منطقة الماس يقول، في صغري كنا نسمع صوت الاذان واجراس الكنائس في آن واحد، "مع الاسف في الوقت الحالي نسمع فقط صوت المؤذنين".

ويطالب المسيحين في عيد القيامة، الحكومة بضرورة العمل على الحد من هجرة المسيحيين الى الخارج واعادة قرع الاجراس بجميع الكنائيس بمدينة كركوك.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT