التركمان يخرج عن صمته
مطالبات باعادة دمج الناجيات التركمانيات من داعش بالمجتمع

كركوك، 17 أب 2019، اجتماع مسؤولين تركمان مع عدد من الناجيات التركمانيات من قبضة داعش تصوير: اعلام راشد الصالحي: رئيس الجبهة التركمانية

خرج المكون التركماني عن صمته وطالب الحكومة العراقية بتقديم مساعدات عاجلة وتلبية الاحتياجات لـ 119 إمرأة تركمانية و22 طفلا تحرروا من قبضة تنظيم داعش والعمل على اعادتهم الى المجتمع وممارسة حياتهم الطبيعية.

وجاء هذا الطلب في اجتماع موسع عُقد في مدينة كركوك بحضور عدد من الناجين التركمان من اهالي تلعفر مع رئيس الجبهة التركمانية العراقية ونواب ونائبات مجلس محافظة نينوى ومسؤولون في الجبهة التركمانية العراقية وبحسب احصائية للجنة حقوق الانسان النيابية، تحرر 119 إمرأة و22 طفلا تركمانيا من قبضة داعش بعد اختطافهم في منتصف 2014.

وللمرة الاولى يعترف المكون التركماني امام القنوات الاعلامية باختطاف نساء وفتيات التركمان من قبل داعش وتعرضهن للاغتصاب والاستبعاد الجنسي، وقال الصالحي في كلمة له بالمؤتمر "الأعراف والقيم العشائرية السائدة في تلك المناطق تحول دون الإفصاح عن اعدادهن وأسمائهن"

كلثوم محمد ذات الـ (40 عاما) مواطنة من سكنة قضاء تلعفر وأم لاربعة اطفال كانت احدى ضحايا تنظيم داعش، وقعت في قبضة التنظيم في حزيران 2014 مع ثلاثة من اطفالهن واقتادوهن الى مدينة الرقة - عاصمة خلافة داعش في سوريا.

وقالت كلثوم "احد بناتي كانت متزوجة قبل مجيء التنظيم، الا انها كانت عائدة الى المنزل بزيارة ولكنها وقعت في قبضة التنظيم واقتادونا باتجاه الحدود السورية مع ابنتي وثلاثة اخرين من اطفالي وشقيقتي مع مئات النساء والاطفال التركمان، مشيا على الاقدام ومن ثم نقلونا الى مدينة الرقة السورية.

"في مدينة الرقة السورية بدء مسلحي داعش ببيع الفتيات فيما بينهم، وتزويج النساء والفتيات قصرا لمسلحي التنظيم، كانت بعض الفتيات تترواح اعمارهن بين 10 الى 12 عاما، كما وتم توزيع عدد اخر من النساء على مقرات التنظيم لخدمة المسلحين"، وكانت كلثوم تعمل طباخة في احدى المقرات بمدينة الرقة.

وتحدثت كلثوم في الاجتماع الذي عُقد بكركوك عن قصتها وقصة التركمانيات اللاتي اختطفهن داعش وشارك عدد منهن في الاجتماع بعد مرور خمسة اعوام على اخفاء قضية النساء والفتيات التركمانيات المختطفات، على عكس ما تعرض له الايزيديين الذين اثاروا الرأي العام بخصوص قضيتهم.

rfenrawan
نينوى، 12 أيار 2019، لحظة وصول اربعة اطفال مختطفين من القومية التركمانية الى تلعفر تصوير: جعفر تلعفري

وقال ارشد الصالحي، والذي يترأس لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب العراقي ان "عصابات تنظيم داعش الإرهابي قد ارتكبت جرائم فضيعة في المناطق التركمانية التي استولت عليها في عام 2014 ومارست ضد أبنائها واطفالها وبناتها شتى أنواع جرائم العنف ،بما في ذلك الخطف والتعذين والحرق والاسترقاق، وعمدت الى نقلهن الى مناطق أخرى لا سيما مدينة الرقة السورية".

"اليوم وللمرة الاولى نكشف تلك المعلومات للجميع وامام القنوات الاعلامية، وعلى الجهات الحكومية رد الاعتبار اليهن كعراقيات كن ضحية عنف إرهابي مجرم ، وتلبية احتياجاتهن الملحة من خلال تقديم الخدمات الطبية والنفسية لهن" هذا ماقاله الصالحي في المؤتمر.

وبحسب احصائية لادارة محافظة نينوى، بلغت عددىالنساء والفتيات التركمانيات الناجيات من قبضة داعش 119 إمرأة و22 طفلا من اهالي قضاء تلعفر، الا ان مصير اغلب المختطفين لا يزال مجهولا.

من جانبها قالت سكينة محمد، مسؤول لجنة النساء والاطفال ومسؤولة الناجيات من قبضة داعش في ديوان محافظة نينوى قالت في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "عدد من النساء والاطفال التركمان المختطفين قتلوا بسبب استغلالهم من قبل داعش لتنفيذ تفجيرات انتحارية".

وأضافت "اغلب الناجيات اجبرن على الزواج من مسلحي داعش تحت الضغط او تم الاتجار بهن من قب التنظيم".

كلثوم الناجية التي تحدثت لـ (كركوك ناو) قالت، "بعد وصولنا الى سوريا، ابعد مسلحي داعش ابنتي وشقيقتي عني، وبعد المعارك التي خسرها التنظيم، تمكن زوجي من تحريري بمبلغ 15 الف دولار وعدت الى العراق.

عدد من النساء والاطفال التركمان المختطفين قتلوا بسبب استغلالهم من قبل داعش لتنفيذ تفجيرات انتحارية

اغلب الناجين والناجيات من قبضة داعش، يعيشون في مناطق بعيدة عن مناطقهم الاصلية ولا يمكنهم العودة الى ديارهم، بسبب الاضرار التي لحقت بمنازلهم.

وتعيش كلثوم برفقة عائلتها في بغداد، واغلب الاسر التي نزحت من تلعفر تعيش في الوقت الحالي بمخيمات النزوح.

يبعد قضاء تلعفر 70 كم غرب مدينة الموصل، يسكنها خليط سكاني من العرب والتركمان من المذهبين الشيعي والسني وتمكنت القوات العراقية من استعادة القضاء في أب 2017.

وقال أرشد الصالحي ان "التركمان في نينوى ضحوا كثيرا، واستشهد 2500 منتسبا تركمانيا من الشرطة والقوات الامنية، وعازمون على مقاضاة الأطراف المحلية والدولية التي ساهمت في تسليح التنظيم الإرهابي ودعمته وساعدته".

وطالب رئيس الجبهة التركمانية العراقية، بضرورة اعادة اعمار قضاء تلعفر وناحية العياضية، وتمكين التركمان من العودة الى ديارهم.

نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نورالدين قبلان والذي شارك في اجتماع كركوك يقول ان "الحكومة العراقية لم تدعم الناجين من داعش من الايزيديين والتركمان، الا اننا خصصنا لهم مبالغ مالية قليلة من ميزانيتنا الخاصة".

مهما بلغت نسبة المساعدات التي قدمتها الحكومة العراقية للناجين من قبضة داعش، الا انها لم تكن كافية لاعادة كلثوم محمد ومئات الاسر من التركمان النازحين الى ديارهم على الرغم من الظروف التي مروا بها بسبب اختطافهن من قبل داعش والعيش في النزوح.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT