طلبة الموصل يتنفسون موتهم

الموصل 2018، تجمع النفايات في احدى الساحات العامة بالساحل الايسر لمدينة الموصل: تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

طلبة الموصل يعانون من تكدس النفايات قرب مدارسهم، ما يمنعهم من التعلم الصحيح ويؤثر على صحتهم، وبالتالي تحميلهم أعباء تضاف الى تدهور البنى التحتية الخاصة بواقع التعليم.

الموصل وبعد ان تحررت قبل أكثر من عامين ونصف من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، واجهت مشكلة تضرر المدارس وفقدانها الكثير من المستلزمات الدراسية.

مليون طالب وطالبة التحقوا بمقاعد الدراسة في نينوى بعد انتهاء العطلة الصيفية، فيما لا تزال البنى التحتية الخاصة بواقع التعليم لا تلبي طموحات الطلبة واولياء امورهم.

 2
تكدس النفايات في الموصل 

"أخشى على اولادي الطلبة (محمد ومحمود واية)، في المرحلة الابتدائية الإصابة بأمراض او أذى الحيوانات السائبة المتجمعة عند النفايات قرب مدرستهم في حي الحدباء بالساحل الايسر للموصل" يقول ذلك احمد عبد العزيز ولي امر الطلبة الثلاثة.

يوضح في حديث اجراه معه (كركوك ناو) عبر الهاتف ان اكوام النفايات تحيط بالمدرسة وان الطلبة وابنائي منهم يرفضون التوجه الى مقاعد الدراسة بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من تلك النفايات ومنظرها القبيح كذلك ما تجمعه حولها من كلاب وقطط وحشرات ترعب حتى الكبار فكيف الحال لأطفال تبلغ اعمارهم 6 سنوات؟

٢٠٤٧ مدرسة في عموم نينوى كانت جاهزة في 30 أيلول 2019 لاستقبال الطلبة، موزعة ما بين "١٤٤٦" مدرسة للتعليم الابتدائي و "٥٣٨" مدرسة للتعليم الثانوي و "١٤" مدرسة للتعليم المهني و٢ المعاهد و"٤٧" بالنسبة لرياض الأطفال، حسب ما قاله سامي الفضلي مسؤول العلاقات العامة والإعلام في مديرية تربية نينوى بحديث صحافي في وقت سابق لـ (لكركوك ناو).

هلع قرب المدارس

"حرق النفايات قرب المدارس من الاعمال السيئة والخطرة على سلامة المدارس والطلبة" تؤكد ذلك التدريسية ندى الناصري.

وتقول بحديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان" النفايات المتكدسة قرب المدارس يجرى حرقها بعد نهاية الدوام الرسمي او حتى اثناء الدوام، وهذا يؤدي الى تضرر المدارس بالدخان الأسود المنبعث منها وكذلك يؤثر على صحة الطلبة".

وتشير الى ان حرق النفايات خلال الدوام الرسمي يثير الفزع بين الطلبة والكوادر التدريسية والخوف من امتداد النيران الى الصفوف.

المدارس المتضررة خلال معارك التحرير 2464 مدرسة في عموم نينوى، جرى إعادة إعمار بعض المدارس المتضررة من خلال منظمات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات محلية، إضافة إلى الدعم المالي من وزارة التربية.

 لجمع النفايات
الية لبلدية الموصل تعمل على تجميع النفايات

يجب توجيه المواطنين بعدم تجميع النفايات قرب المدارس

مدير اعلام دائرة البيئة في محافظة نينوى نشوان شاكر يحمل جزءً من تكدس النفايات قرب المدارس في الموصل الى المواطن والجزء الاخر لكوادر البلدية.

يقول نشوان شاكر في حديث صحافي الى (كركوك ناو) "انه يجب توجيه المواطنين بعدم تجميع النفايات قرب المدارس من قبل الجهات الحكومية وعلى المواطن التعاون بهذا الامر، كذلك على كوادر البلدية بذل المزيد من الجهد في تجميع النفايات والتخلص منها".

الأراضي الفارغة قرب المدارس والتي تكون في الغالب غير مستثمرة باتت تستغل من قبل الأهالي في رمي النفايات والمستلزمات التي يتم الاستغناء عنها لتتحول الى بؤرة تهديد حقيقي تجاه الطلبة والكوادر التدريسية.

بلدية الموصل من تتحمل مسؤولية تكدس النفايات

"بلدية الموصل من تتحمل مسؤولية تكدس النفايات قرب المدارس والجوامع والمتنزهات" المواطن إسماعيل سلام يقول ذلك.

يوضح خلال حديثه الى (كركوك ناو)، ان كوادر البلدية لا تدخل الاحياء وتجوب الازقة لجمع النفايات من الأهالي، ما يدفع بهم الى حمل النفايات والالقاء بها في الاراض الفارغة للتخلص منها.

حرق النفايات في الهواء الطلق يتم عندما تنهار خطط إدارة النفايات الصلبة، وهذا العملية تعرض الأطفال وكبار السن للخطر أكثر من غيرهم، حسب مختصون.

كارثة صحية

"النفايات في الموصل منتشرة في كل مكان وامام مرأى الحكومة المحلية وتجمعها قرب المدارس ينذر بكارثة صحية" يقول ذلك الطبيب رائد الحطاب بحديث الى (كركوك ناو).

"الديوكسين، المركبات العضوية المتطايرة، ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات وثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو وأمراض تنفسية وعرقلة الهرمونات وإلحاق أضرار بالجهاز المناعي، وهذه كلها تنتج من عملية حرق النفايات قرب المدارس"، يوضح الدكتور رائد الحطاب

عدد المدارس المدمرة في المدينة القديمة في الموصل التي شهدت أشرس المعارك بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم الدولة، قرابة 35 مدرسة.

 رفع النفايات
كوادر من بلدية الموصل تعمل على رفع النفايات

"قلة الوقود، والايادي العاملة، والاليات أسباب عدم تمكن دائرة بلدية الموصل القيام بواجبها في معالجة ازمة انتشار النفايات في المدينة" وفق تصريح لمديرها رضوان الشهواني.

ويشير بحديث الى (كركوك ناو)، ان مشكلة النفايات كبيرة جدا وبحاجة الى تعاون المواطن مع كوادر البلدية كذلك دعم المؤسسات الخدمية كافة والحكومة الاتحادية، وفي ذات الوقت نعد بمعالجة ازمة النفايات قرب المدارس والمرافق الحيوية والحد منها.

فرض حظر على حرق النفايات قرب المدارس في مدينة الموصل وإيجاد إدارة متكاملة للنفايات الصلبة مطلب جماهيري بانتظار تنفيذه ومعالجات حقيقية من قبل الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن يشمل نينوى وليس الموصل فقط.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT