نقص الكوادر وغياب الأدوية

كارثة إنسانية تهدد ايمن الموصل

نينوى 3 ايلول 2017، جانب من الساحل الايمن للموصل، تصوير: جعفر التلعفري

كركوك ناو - ايمن الموصل

أزمة صحية تهدد أهالي الجانب الأيمن في مدينة الموصل، بكارثة انسانية، كما يصفها المعنيون، نتيجة لنقص الكوادر الصحية في المدينة، مع انتشار عدد من الأمراض بالتزامن مع تحذيرات من عدم انتشال الجثث المدفونة تحت ركام الحرب.

 

وتواجه مدينة الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق من حيث الكثافة السكانية خطر انهيار القطاع الصحي الذي أصبح يهدد حياة الآلاف من سكانها ، جراء خروج 80% من المراكز الطبية في محافظة نينوى عن الخدمة نتيجة المعارك الضارية التي شهدتها قبل استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ١٠ تموز ٢٠١٧.

 

يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر إن " الحرب في الموصل أدت إلى تدمير ما يقرب من 20 مستشفى رئيسا وفرعيا في عموم المحافظة، وأكبر الأضرار كانت من نصيب الجانب الغربي لمدينة الموصل المعروف بالجانب (الأيمن) الذي يضم المجمع الطبي الرئيس في المدينة الذي يشبه إلى حد كبير مدينة الطب في العاصمة بغداد".

 

 هجرة الكوادر للايسر بشكل متعمد

 

الناشط المدني وليد خالد وجه نداء الى كل من نواب نينوى وحكومة نينوى المحلية ومدير عام صحة نينوى، للالتفات الى أزمة نقص الكوادر الطبية في مؤسسات ايمن الموصل الصحية.

 

ويقول خالد في حديثه لـ(كركوك ناو) : "المئات من أهالي أيمن الموصل يناشدوننا بشكل شبه يومي عن وجود نقص كبير في الكوادر الطبية في المؤسسات الصحية بأيمن الموصل، خصوصا في أعداد الأطباء والطبيبات، كون الكثير منهم يعمدون في الأنتقال الى الأيسر".

 

ويضيف خالد : "المركز الصحي في منطقة الزنجيلي - على سبيل المثال وكما موضح في الصور المرفقة - يشهد زخما كبيرا من المراجعين المرضى، وبالمقابل لا يوجد فيه سوى طبيب واحد وطبيبة واحدة".

  

 

وهنا يشدد خالد على ان "الواجب يتمثل بضرورة اعادة توزيع الكوادر الطبية والصحية ، حيث هناك نقص وعجز في بعض المؤسسات هنا وهناك ، وبالمقابل هناك فائض في مؤسسات أخرى".

 

وبحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان فان سكان الموصل تهددهم أمراض وأوبئة لا تقل خطورتها عن ممارسات تنظيم "داعش" أثناء سيطرته على المدينة، مع شح المساعدة الحكومية لسكانها.

 

وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، نقلا عن 4 مواطنين التقاهم داخل احدى مستشفيات المحافظة، أن "السكان يعانون من النقص المستمر في الأدوية، وعدم القدرة على مراجعة العيادات الخاصة لعدم توفر المال الكافي لذلك".

  المواقع البديلة التي فتحت خالية من المستلزمات والبيئة الصحية.

أما الدكتور، هاشم شلاوي الأخصائي بطب الأسرة، فقد عدد "الأمراض التي يعاني منها عدد كبير من سكان الموصل ومنها: التهاب الكبد الوبائي، والتهاب الرئة والجهاز التنفسي، ونقص المناعة العام نتيجة فشل التطعيم، والتهاب الأوتار الصوتية بسبب شرب الماء غير الصالح للشرب"، وفقا لما نقله عنه المرصد.

من جانبها، قالت الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، نغم طلال إن "المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة دمرت ولم تعد قادرة على استيعاب المراجعين، كما أن المواقع البديلة التي فتحت خالية من المستلزمات والبيئة الصحية".

 

وبحسب المرصد بقي "سُكان مدينة الموصل أشهرا طويلة في حصار دون طعام أو شراب، مما اضطرهم إلى شرب ماء النهر غير الصالح للشرب، وطعامهم كان عبارة عن حنطة مسلوقة، إلى جانب الحرب التي خلفت الكثير من الأمراض النفسية والصحية لحوالي 4000 عائلة".

 

وتشهد مدينة الموصل عودة متقطعة للعوائل التي نزحت منها خلال فترتي سيطرة "داعش" والعمليات العسكرية التي انتهت. بتحريرها في ١٠ تموز ٢٠١٧.

 

 كوادر في الهجرة واخرى مازالت برحلة النزوح

 

ويتحدث لـ (كركوك ناو) مصدر في مديرية صحة نينوى، مبينا : “الواقع الصحي في الموصل مهدد بالانهيار لاسيما مع نفاد الادوية الخاصة بمرضى الامراض المزمنة والامراض الخطيرة، واللقاحات الخاصة بالأطفال مثل (شلل الأطفال، والحصبة، والكوليرا، والتهاب الكبد الفايروسي)".

 

ويبين المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه،  ان "اغلب المؤسسات الصحية في الموصل تعاني من نقص الكوادر الصحية، لان بعض تلك الكوادر هاجر الى خارج العراق خلال فترة سيطرة المسلحين على المدينة، وبعض اخر يلا يزال في مخيمات النزوح، ومن عادوا الى عملهم لا يسدون حاجة المؤسسات الصحية".

 

هذا وحذرت تقارير دولية من خطورة استمرار الواقع الصحي على ما هو عليه في الموصل، مع عدم إيلاء ملف الصحة الأولوية لدى الحكومتين المحلية والمركزية.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT