دعوات لـ" حصاد المياه" الإيرانية لاحياء اقدم حوض زراعي بالعراق

ديالى 2019، مشهد للسيول المتدفقة صوب وادي ترلساق اشهر الوديان الحدودية بين العراق وايران من جهة ناحية قزانية، تصوير: اعلام مدير الناحية

كركوك ناو - ديالى - مندلي

منذ يوم امس تتدفق سيول جارفة قادمة من الحدود العراقية - الايرانية صوب مناطق واسعة شرق محافظة ديالى، خاصة الوديان الحدودية والمسماة بالوديان السبعة، ابرزها ترلساق لتمتلا بالكامل بسبب غزارة هطول الامطار وبكميات كبيرة، ما دفع نواب ومسؤولين الى تجديد الدعوات لمفهوم حصاد المياه، الذي قد يؤدي في حال تطبيقه العملي الى احياء اقدم حوض زراعي بالعراق ككل.

وتبلغ طول الحدود العراقية – الايرانية ضمن محافظة ديالى اكثر من 200كم وهي تتميز بتضاريس معقدة للغاية من تلال وجبار ووديان عميقة.

وقالت النائبة ناهدة الدايني لـ كركوك ناو، ان" مناطق شرق ديالى وتحديدا ناحيتي مندلي وقزانية، تعانيان من تدفق السيول الجارفة القادمة من الحدود العراقية- الايرانية وبكميات كبيرة جدا تؤدي في بعض المواسم الى اضرار مادية كبيرة وتشكل خطر على حياة الاهالي خاصة في القرى الحدودية".

وتعد مندلي وقزانية من اشهر المدن الحدودية العراقية مع ايران وتسكنها الكورد والعرب والتركمان يعتمد 50% من سكانها على الزراعة.

ليست خطرة حتى الان وتجري بمعدلات متوسطة.

واضافت الدايني، ان" مندلي وقزانية تحويان سدين ولكنهما ذات قدرة تخزينية لاتنناسب مع حجم السيول التي تصل الى مئات الملايين من الامتار المكعبة والتي لو استثمرت من خلال تطبيق مفهوم حصاد المياه عبر انشاء سد كبير ستؤدي الى قفزة نوعية في مجال الزراعة وتعيد احياء مئات الاف من الدونمات".

ويقصد بحصاد المياه هو خزنها والاستفادة منها لاغراض الزراعة وتامين مياه الشرب.

من جانبه يقول مدير ناحية مندلي وكالة مازن اكرم، ان"موجة السيول التي برزت يوم امس هي الخامسة خلال موسم الشتاء ولكنها ليست خطرة حتى الان وتجري بمعدلات متوسطة وليست كالموجات السابقة والتي كانت اقوى بكثير".

وكانت ديالى تعرضت خلال الموسم الشتوي الحالي الى 5 موجات سيول قادمة من الحدود العراقية- الايرانية اسهمت في امتلاء ثلاثة سدود وارتفاع كبير في خزين بحيرة حمرين الذي يمثل الخزين الاستراتيجي للمحافظة.

واضاف اكرم،ان" موجات السيول يجري تصريفها صوب الوديان الكبيرة لافتا الى ان الوضع ليس خطيرا ولم تسجل اي حالة غرق او محاصرة لاي قرى".

الى ذلك بين رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى حقي الجبوري بان" السيول المتدفقة شرق ديالى هي بمثابة نهر كبير يمكن لو استثمرت مياه بالطريقة الصحيحة لتحولت اراض شرق ديالى بكاملها الى اراض خضراء ولتم احياء اكبر حوض زراعي بالعراق ككل".

وكانت مناطق شرق ديالى من اهم المناطق الزراعية في البلاد بسبب خصوبة اراضيها لكنها تعرضت الى موجات جفاف حادة وتضائل كمية المياه القادمة من ايران ما ادى الى هجرة نسبة كبيرة من فلاحيها.

واضاف الجبوري،ان" مفهوم حصاد المياه يجب تطبيقه في ديالى من خلال بناء اكثر من سد شرق المحافظة للاستفادة من مياه الامطار الموسمية مبينا ان المناطق المهددة بالسيول شرق ديالى تعاني في موسم الصيف من جفاف حاد واغلب سكانها يعتمد على الابار في تامين مياه الشرب وهذا ما يدفعنا لتطبيق مفهوم حصاد المياه".

في غضون ذلك يؤكد المختص بشؤون البيئة، عبد الله الشمري، ان " اراض شرق ديالى ومنها مندلي وقزانية منخفضة بعدة امتار عن الارضي الايرانية ولمسافات تصل الى 50 كم في العمق ما يعني ان هطول الامطار في الجانب الايراني يجري مباشرة صوب الاراضي العراقية وهذه ميزة يجب الاستفادة منها مستقبلا".

واضاف الشمري، ان" خزن مياه السيول في شرق ديالى لو طبق سيشكل خزين مائي ليس لديالى فحسب بل للعاصمة ومناطق اخرى لان الكميات ليست قليلة خاصة في مواسم الامطار الغزيرة لافتا الى المناطق الواقعة شرق ديالى هي حوض زراعي ضخم جدا فقد اغلب فلاحيه في العقود الماضية بسبب الجفاف واستثمار حصاد المياه سيؤدي الى خلق مدن كاملة خلال سنوات قليلة".

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT