شباب محافظة كركوك يعانون من قلة فرص العمل وصعوبة الحصول على قوتهم اليومي، بسبب مرور المحافظة بضائقة مالية وصراعات سياسية وعسكرية في الاونة الاخيرة، حيث وصل مستوى البطالة الى اقصى حده حسب الاحصائيات الرسمية.
هذه المحافظة الغنية بالنفط، توقفت جميع المشاريع الخدمية والاستراتيجية فيها، بعدما اوقفت الحكومة الاتحادية ارسال ميزانية البترودولار الى المحافظة، والحرب ضد داعش بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة جنوبي وجنوبي غرب المحافظة.
الشاب عدنان اسو، والذي كان اجره اليوم 50 الف دينار عراقي مقابل العمل الذي كان يقدمه، الا انه شبه عاطل عن العمل في الوقت الحالي، بسبب صعوبة الحصول على العمل وان كان بسعر اقل.
بصورة عامة الوضع صعب للغاية في كركوك.
"منذ ثلاثة اشهر لم اعمل ولا يوما واحدا، واقترضت مبلغ مليون دنيار عراقي لسد مصاريف المنزل، ولكن في السابق كنت اعمل مقابل 50 الف دينار يوميا" عدنان قال هذا لـ (كركوك ناو).
ويعاني اغلب العمال في كركوك من صعوبة الحصول على العمل، ويقصد عدنان ساحة العمال في احمد اغا بمركز مدينة كركوك يوميا املا منه للحصول على العمل، الا انه يعود الى منزله بعد ساعات خالي اليدين.
"عندما يأتي شخص الى الساحة، يهرع 50 عاملا اليه وهناك من يخرج معه بسعر اقل، وبصورة عامة الوضع صعب للغاية في كركوك".
بعد سيطرة داعش على مناطق جنوب غربي كركوك والتي تشكل 30 بالمائة من مساحة المحافظة في منتصف 2014، نزح عشرات الاف من اهالي تلك المناطق الى مدينة كركوك، في وقت كانت المحافظة تعاني من ضائقة مالية وشكل النازحين عبئا على الادارة من الناحية المالية واثرت ذلك سلبا على العمال بصورة سلبية.
بالتزامن مع ايقاف ميزانية كركوك، الا ان الصراعات الادارية بين المحافظة وبغداد، وهبوط اسعار النفط والازمة المالية اثرت سلبا على المحافظة وتوقفت اغلب المشاريع الاستثمارية على اثرها.
افتتاح ورشات التدريب لتعليم العاطلين على اصلاح الاجهزة الكهربائية والموبايل.
مدير دائرة العمل والشؤون الاجتماعية، جمعة محمد امين، قال في تصريح (كركوك ناو) ان "البطالة في كركوك وصلت الى مستوى خطير للغاية، بحسب الاحصائيات المسجلة لدينا، وبعد افتتحا الدائرة في عام 2005 سجل اكثر من 90 الف شخصا اسمائهم كعاطلين عن العمل الى نهاية عام 2017، الان ان النسبة ارتفعت في العام الماضي وسجل 45 شخصا اسمائهم.
وأوضح ان دائرة العمل والشؤون الاجتماعية من خلال عدة طرق تسعى لتقليل البطالة، من بينها افتتاح ورشات التدريب لتعليم العاطلين على اصلاح الاجهزة الكهربائية والموبايل وغيرها من المهن، وهدفنا تعليم الشباب مهن خاصة بهم.
لا توجد احصائيات دقيقة للبطالة على مستوى العراق، وبحسب موقع المؤسسة المركزية للاحصاء، تبلغ نسبة البطالة لدى الشباب اكثر من 20 بالمائة.
وبحسب تلك الاحصائية وفي عام 2014، بلغت نسبة البطالة لدى الشباب الذين يتراوح اعمارهم 15 الى 24 عاما في محافظة كركوك، 5.2 بالمائة وارتفعت النسبة في عام 2016 الى 28.7.
هلو عثمان، كان يعمل في مجال البناء سابقا، الا انه يعمل سائق تاكسي في الوقت الحالي، ويرجع هذا الشاب سبب تغيير مهنته الى قلة فرص العمل في مجال البناء وقال لـ (كركوك ناو) "فرص الحصول على العمل في هذه المحافظة ضئيلة جدا او شبه معدومة، لان اغلب الشركات الاجنبية التي تنفذ المشاريع يأتون بعمال من خارج المحافظة".
بدأت الحكومة العراقية، من العام الماضي بصرف ميزانية كركوك على مراحل، وبحسب ادارة محافظة كركوك، تم صرف الميزانية لتسديد الديون واعادة العمل في المشاريع المتوقفة.
ويقول مدير دائرة العمل والشؤون الاجتماعية ان احد الاسباب الرئيسية لارتفاع نسبة البطالة يرجع الى الوضع الامني، لان المنطقة مرت بضروف امنية غير مستقرة وشهدت المحافظة تنفيذ اقل عدد من المشاريع الاستثمارية، والانهيار الاقتصادي في العراق بسبب هبوط سعر النفط في الاسواق العالمية، وهذا من اهم الاسباب الرئيسة لزيادة البطالة في كركوك.
بعد القضاء على داعش في كركوك، والصراعات بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان وخصوصا على قضية استفتاء الاستقلال، وبعد عودة القوات العراقية انتشارها في المحافظة وباقي المناطق المتنازع عليها، نزح الاف المواطنين مرة اخرى باتجاه محافظات اقليم كوردستان، الا ان الوضع بدأت بالتحسن شيئا فشيئا فيما بعد.