على مقربة من ترلساق اكبر الوديان الحدودية بين العراق وايران ضمن حدود ناحية قزانية في محافظة ديالى يقف عدد من شباب القرى وهم يتابعون باهتمام بالغ تدفق السيول منذ 4 ايام متتالية وهم يقولون الوضع لايزال امن.
سجاد بدري وهو من سكنة قرية قريبة على وادي ترلساق وعمره 21 سنة، يقول لـ كركوك ناو: "يمكن ان تسمينا طلائع السيول نحن نتابع مسارات السيول المتدقفة على بعد مسافات ليست بعيدة عن قرانا يوميا لتحذير اهالينا في حالة ارتفع الموجات واصبحت تشكل خطرا على عوائلنا".
ويعد ترلساق احد اكبر الوديان الحدودية بين العراق وايران ضمن حدود ناحية قزانية وهو مسار مهم لتدفق السيول بكميات كبيرة مع حلول مواسم الشتاء.
هم بمثابة جرس انذار مبكر.
واضاف بدري، اننا" نعرف لغة الماء والرياح في هذه المناطق لاننا نعيش بها منذ ولادتنا والسيول امر طبيعي في مناطقنا مع حلول موسم الشتاء".
وتنتشر على طول الحدود العراقية – الايرانية من جهة ديالى عشرات القرى الزراعية والتي تسكن منذ عشرات السنين رغم البيئة الصعبة ومخاطر السيول الموسمية.
اما محمد صابر وهو من سكنة قرى دحلة القريبة من الحدود العراقية – الايرانية، يؤكد ان" هناك متطوعين من القرية وبقية القرى يذهبون يوميا الى مسارات تدفق السيول لمعرفة اخر المستجدات وهم بمثابة جرس انذار مبكر".
واضاف محمد وهو فلاح عمره 30 سنة متزوج ولديه 4 اطفال ان "شباب القرى الحدودية يملكون حس وموهبة فريدة في معرفة لغة المياه والرياح لدرجة بانهم قادرين على معرفة متى تمطر السماء من خلال فهم لغة الرياح وخفاياها".
من جانبه يقول مدير ناحية قزانية، مازن اكرم ، ان" اهالي القرى الحدودية سواء في قزانية او مندلي بالفعل لديهم خبرة واسعة في ملف السيول وتحركاتها وماهي مساراتها بين الوديان".
وتعد ناحيتي مندلي وقزانية من المدن الحدودية المهمة في ديالى ويزيد سكانهما عن 100 الف نسمة ويعمل 50% منهم بالزراعة وتضم قوميات عربية وكردية وتركمانية.
واضاف اكرم، ان" اغلب سكان قرى الحدودية يرفضون الاخلاء في مواسم الفيضانات لانهم على قدرة كبيرة في مواجهتها لانهم عاشوا وترعرعوا وسط بيئة خطيرة سواء اكانت شتاء او صيفا".
الى ذلك اقر عضو مجلس ناحية مندلي، حيدر المندلاوي، ان" سكان القرى يلعبون دور مهم في اسناد الدوائر المختصة بالمعلومات واخر مستجدات تدفق السيول منذ بداية موسم الشتاء".
وشهدت المدن والقرى الحدودية خمس موجات سيول خلال الاشهر الاربع الماضية بسبب غزارة الامطار الموسمية.
واضاف المندلاوي ،ان" شباب القرى بالفعل يخرجون في مفارز متقدمة نحو مسارا السيول لمراقبة تحركاتها وانذار الاهالي في حال كان مستواها خطيرا ويشكل تهديد لحياة العوائل".