تتزايد نسب انتشار تعاطي والاتجار بالمخدرات بسرعة كبيرة بين الشباب في مراكز التعليم والكافتريات بكركوك، ويؤكد مسؤولون في شرطة كركوك ان مافيات تجارة المخدارة يتلقون الدعم من بعض المسؤولين، ولديهم القدرة على مواجهة القوات الامنية عسكريا.
انتشار المواد المخدرة في المدارس
بحسب متابعات مفوضية حقوق الانسان العراقية وشرطة كركوك، انتشرت المواد المخدرة في الاونة الاخيرة بسرعة كبيرة في المؤسسات التعليمة والكليات في المحافظة.
وظهرت تلك المخاطر في ندوة اقامها جامعة كركوك، حول مخاطر المواد المخدرة على طلاب الجامعة، شارك فيها مسؤولين امنيين، وممثلين عن حقوق الانسان مع باحثين اجتماعيبن.
سروين علي، اسم مستعار لطالبة في جامعة كركوك وكانت احدى المشاركات في الندوة، حاولت ان تقول للحاضرين، ان خطر مواد المخدرة وصلت الى الجامعة ايضا.
وقالت لـ (كركوك ناو) "مافيات تجارة المخدرات دخلوا الى جامعة كركوك، ولدينا طلاب ادمنوا على المخدرات، والمسؤولين في جامعة كركوك ليس لديهم اي موقف".
وأضافت "اطالب الجهات المعنية بالعمل للحد من ظاهرة انتشار المخدرات، لانها تشكل خطرا على المجتمع".
مافيات تجارة المخدرات دخلوا الى جامعة كركوك، ولدينا طلاب ادمنوا على المخدرات
ونظم مكتب كركوك لحقوق الانسان العراقية، الندوة بعد شعروهم بخطورة انتشار المواد المخدرة في المدارس وبين طلبة الجامعة.
وبحسب احصائيات مكتب كركوك لمفوضية حقوق الانسان العراقية، تم تسجيل 70 حالة تجارة بالمواد المخدرة وتعاطيها في حدود محافظة كركوك.
سجاد جمعة، مدير مكتب كركوك لمفوضية حقوق الانسان قال لـ (كركوك ناو) "باعتقادنا تتزايد مافيات التجارة بالمواد المخدرة بسرعة كبيرة في كركوك، ونحن على علم بوجود حالات خطيرة في المدارس وجامعة كركوك".
وطالب المشاركون في المؤتمر، بضرورة متابعة المدراس والجامعات للحد من المتاجرة بالمواد المخدرة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
"ليس من المعقول ان نترك شبابنا يتم استهدافهم من قبل المافيات وتجار المخدرات للايقاع بهم وادمانهم على المخدرات، لذا يجب ان نعمل جميعا لوضع حد للظاهرة"، سجاد قال ذلك.
تجار المخدرات يواجهون الشرطة
اعتقلت شعبة مكافحة المخدرات في شرطة كركوك 40 شخصا بتهمة تعاطي وتجارة المخدرات، الا ان الخطر تكمن في قوة المافيات ومواجهتهم للقوات الامنية، من ضمنهم الشرطة.
وقال مدير شعبة المخدرات في شرطة كركوك، العقيد هوما رؤوف لـ (كركوك ناو) ان "اغلب الذين تم اعتقالهم في الاونة الاخيرة كانوا يتجارون بمادة الكريستال".
واضاف ان "عدد من اعضاء المافيات، واجهوا قوات الشرطة اثناء محاولة اعتقالهم، لذا مهمتنا صعبة للغاية" مؤكدا على ان انتشار المواد المخدرة في كركوك لم تصل بعد الى مستوى خطير ونتعامل معهم وفقا للقانون.
وبحسب قانون مكافحة المخدرات العراقية لعام 2017، يعاقب بالإعدام أو بالسجن المؤبد كل من استورد أو جلب أو صدر مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية أوسلائف كيميائية بقصد المتاجرة بها في غير الأحوال التي أجازها القانون او انتج أو صنع موادا مخدرة أو مؤثرات عقلية بقصد المتاجرة بها.
ويعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت وبغرامة لأتقل عن 10 ملايين دينار ولأ تزيد على30 مليون دينار كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو باع أو تملك مودا مخدرة أو مؤثرات عقلية أو سلائف كيميائية.
وبحسب اخر احصائية للهيئة العليا الوطنية لمكافحة المواد المخدرة، اكثر من 7 الف شخص ادمنوا على المواد المخدرة في عموم العراق.
ويعاقب بالسجن المؤبد او المؤقت كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو باع أو تملك مودا مخدرة
من يقف وراء مافيات المخدرات
لا يخفي شرطة كركوك تزايد حالات الاتجار بالمواد المخدرة في كركوك بعد عودة القوات العراقية الى المناطق المتنازع عليها في 16 تشرين الاول 2017.
تنتشر صنوف مختلفة من القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها بعد 16 تشرين الاول 2017 في المناطق المتنازع وخصوصا في كركوك وطوزخورماتو.
ويقول العقيد هوما "نحن كقوات الشرطة نرى بأن سبب تزايد التجارة بالمخدرات في كركوك تعود الى تورط مسؤولين كبار في تجارة المخدرات والوقوف خلف المافيات وهذا من اهم المشاكل التي تواجه الشرطة".
وقالت الامم المتحدة في اخر تقرير لها، حول المواد المخدرة، ان تعاطي والاتجار بالمواد المخدرة انتشرت بصورة واسعة بين القوات المسلحة، وتحذر من سرعة الانتشار تلك المواد وتأثيرها على الشباب في السنوات الـ 10 المقبلة.
ويعتقد الباحث الاجتماعي، بشتيوان بياد، بأن البطالة تعتبر من الاسباب الرئيسية التي تدفع الشباب للادمان على المواد المخدرة.