أثناء قيامه بالصلاة، في مكان العمل وحتى في الأسواق، وعبدالجبار محمد يرفع يده الى السماء ويتضرع لله ليمكن فرق الدفاع المدني في الموصل من العثور على جثة أبنته الصغيرة البالغة من العمر 5 سنوات. لايزال المشهد المروع لغرق زوجته وأبنتيه موجود أمام عينيه.
فى مساء يوم 21 اذار، وفي وقت كان الناس يتمتعون بقضاء أعياد نوروز والربيع، ركبت عائلة عبدالجبار، المتكونة من زوجته و أبنتيه، عبارة سياحية على نهر الدجلة في الموصل، بغية الوصول الى أحدى الجزيرات السياحية، وفجأة غرقت العبارة ومن على سطحها من السياح في النهر، وغرقت معها زوجة عبدالجبار وأبنتيه.
" مع الأسف، فقد عثر فرق الدفاع المدني على جثة زوجتي وأحدى بناتي فقط، دون العثور على جثة أبنتي الصغيرة ، والى الان أنتظر العثور عليها"، قال عبدالجبار.
ويرافق عمليات البحث عن جثث المفقودين من ركاب العبارة، الضعف والملل، في حين لايزال هناك 50 شخصا مفقودا، وذلك بعد مرور أكثر من شهرين على الحادث.
وفي وقت هناك تكتم على قصة الضحايا المفقودين على مستوى الادارة والشارع الموصلي، تنتظر عشرات العائلات مصير جثث أبنائها وبناتها الغارقين في نهر دجلة " ليلا ونهارا في أنتظار العثور على جثة أبنتي، وأتضرع الى الله وأساله أن يمكننا من العثور عليها لكي أقوم بدفنها بجوار أمها و أختها"، وأستطرد عبدالجبار بالقول" أنني حزين جدا، ولاأعرف ماذا أقول، في كل الأوقات وأنا أفكر بأبنتي لأنني كنت أحبها كثيرا، انها كانت جزء من روحي".
ومنذ أكثر من شهرين تقوم فرق الدفاع المدني التابعة لمحافظة نينوى وعدد اخر من الفرق من خارج المدينة، من ضمنها فرقة تركية، بالبحث عن جثث السياح المفقودين. بيد أنه وبحسب اخر المعلومات التي حصل عليها (كركوك ناو)، تم الى الان أنتشال 124 جثة ولايزال هناك 50 جثة مفقودة. كما وتم أنقاذ 60 شخصا في بداية الحادث.
وبحسب لقطات فيديو، يقوم 287 شخص بركوب عبارة سياحية في جزيرة أم الربيعين بموصل، وكان معظم الركاب من النساء والأطفال، قبل أنت تغرق العبارة.
وبعد الحادث تظاهر الألاف من أهالي الموصل أستنكارا لما حدث وأستياءا لتراخ و تقصير المسؤلين، وأعلن الحداد العام في عموم العراق.
وأمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بعد الحادث بساعات، بتشكيل خلية الأزمة والذي يشرف عليها شخصيا، لحل الأوضاع المأساوية في محافظة نينوى. واللجنة تتكون من رئيس جامعة نينوى، قائد عمليات نينوى وقائد شرطة المحافظة.
كما وقرر أبعاد محافظ نينوى نوفل حمادي سلطان ونائبه، بتهمة التقصير والفساد. وبعدها بفترة قصيرة صدر مذكرة أعتقال بحق نوفل حمادي، والذي غادر المحافظة الى مكان اخر.
وفي 30 اذار المنصرم، أعلن قائد عمليات نينوى أعتقال صاحب الجزيرة السياحية التي غرقت فيها العبارة والسياح مع أبنه في مدينة أربيل، و لايزال ملفهم القضائي في المحكمة.
ورغم أن مجلس النواب العراقي، قد قررتعويض ذوي الضحايا ماديا، الى انه وبحجة عدم أكتمال التحقيقات الجارية حول القضية، لم يتم الى الان تعويض أي عائلة من عوائل الضحايا.
وبهذا الصدد يقول عبدالرحمن: لقد قمنا بزيارة مركز الشرطة وقائمقامية قضاء مركز الموصل، وسلمناهم كل المستمسكات المطلوبة، غير أنهم يقولون لنا مرارا بأنه لم يصدر لحد الان الحكم النهائي حول القضية.
وقال رئيس اللجنة الصحية في مجلس محافظة نينوى، خضر ألياس، في حديث ل(كركوك ناو): "مر وقت طويل على الحادثة، لذا فأن عملية البحث عن جثث الضحايا أصبحت في غاية الصعوبة".
بيد أن عائلات الضحايا تنتقد أداء الحكومة ازاء القضية. يقول عبدالجبار: " يقولون لنا أن نتائج التحقيقات لم تنتهي لحد الان، عجيب لقد مر أكثر من 50 يوما والنتائج لم تكتمل".
ولكن خضر ألياس له رأي أخر ازاء الموضوع ويقول:" لم ننسى هذه القضية، نتابعها بأستمرار، وخاصة موضوع البحث عن جثث الضحايا وتعويض ذويهم. اننا في تواصل مع بغداد لعمل أي أجراء ضروري".
وبحسب مدير الطب العدلي في الموصل، الدكتور حسن نواف، فقد تم عمليات الفحص لجثث 124 ضحية ومن ثم تسليمهم الى ذويهم.
غير أن عبدالجبار يقول: " نطلب من الجهات المختصة الأستمرار بالبحث عن جثث المفقودين، دون التراخي والأهمال".