كانت قد مرت دقائق قليلة على دخول ايبك احد مولات شارع القدس وقبل وصولها الى قسم ملابس الاطفال لشراء ملابس العيد لابنتها الوحيدة زينب، هز صوت انفجار المنطقة وتوجه جميع المتبضعيت في المول باتجاه باب الخروج.
وفي تلك الاثناء كان والد ايبك خارج المول وينادي باعلى صوته "ابتعدوا اكثر من المكان ابتعدوا اكثر من المكان".
خيم الهلع على الاجواء بعد الانفجار الاول، وبعد مرور دقائق وعلى بُعد 150 مترا من الانفجار الاول، انفجرت عبوة ناسفة ثانية امام ايبك وابنته الوحيدة زينب مباشرة.
"بالتزامن مع الانفجار الاول وبعدما خرجت ايبك من المحل برفقة شقيقاتها، ناديتهم باعلى صوتي ان يرجعوا الى المنزل تفاديا لوقوع انفجارات متعاقبة، ولكن مع الاسف انفجرت عبوة اخرى على ابنتي امام انظاري وحولتها الى اشلاء" نظام جاسم والد ايبك هكذا سرد لـ (كركوك ناو) تفاصيل الانفجار الثاني.
في تلك الليلة قصدت ايبك احد المولات مع شقيقاتها واقاربها في شارع القدس بمدينة كركوك لشراء ملابس ومستلزمات العيد اسوة ببقية المواطنين.
بعد الافطار، توجه نظام مباشرة الى منزل ابنته ايبك ليأخذها الى احد المولات رفقة شقيقاتها، وبدلا من شراء مستلزمات العيد، الا ان الوالد عاد الى المنزل في تلك الليلة محملا خبر مقتل ابنته واصابة اربعة اخرين من افراد عائلته.
في غضون دقائق هزت اربعة انفجارات شارع القدس بكركوك، اسفرت عن مقتل امرأتين احداهما تدعى ايبك نظام واصيبت ابنتها الوحيدة التي تبلغ من العمر عامين ونصف وجُرح عدد اخر من افراد عائلتها، اصابة احداهما خطيرة.
"انا الان في وضع صعب للغاية، لا اعلم اذهب الى مجلس عزاء ابنتي ايبك، ام الى المستشفى لاكون بجنب كل من ابنة ايبك التي اصيبت في الانفجار مع ثلاثة اشخاص اخرين من عائلتي"، نظام كان جالسا في مجلس عزاء ابنته عندما كان يتحدث لـ (كركوك ناو) ويبكي بحرقة على مقتل ابنته واضاف "استشهدت ابنتي امام انظاري، لم استطع ان افعل شيئا لاجلها، ولم يساعدنا اي شخص بسبب كثرة الانفجارات، قمت بايصال جثتها الى مستشفى كركوك العام بسيارتي".
بعد الساعة التاسعة والنصف من ليلة الخميس 30 ايار، هزت خمسة انفجارات عدد من شوارع مدينة كركوك، اسفرت عن مقتل واصابة عدد من المواطنين من ضمنهم ايبك وعدد من افراد عائلتها.
ايبك نظام ذات الـ (25 عاما) دخلت حياة الزوجية قبل اربعة اعوام ورزقت بطفلة وحيدة تدعى زينب والتي هي الاخر التي اصيبت ليلة الانفجارات وهي الان تبلغ من العمر عامين ونصف، وكانتا تعشقان بعضهما البعض معا والدتها، هذا بحسب اقوال ذويهم.
ومن جهته قال زوج ايبك يدعى لؤي ولي لـ (كركوك ناو) ان "ايبك كانت تراقب ابنتنا زينب باستمرار ولم تكن تسمح له بأن تطلع الى خارج المنزل وحدها، ولم تكن تذهب الى اية مكان من دونها، الا انها استشهدت مع الاسف وتركتنا الى الابد".
"ايبك كانت طيبة للغاية، وربة منزل متمكنة، كانا تراعي مشاعر الجميع في المنزل من ضمنهم والداي وذويها" هذا ماقاله لؤي ولي عن زوجته ايبك التي فارقت الحياة في انفجارات ليلة الخميس.
اصيبت زينب في الانفجار، وبعد معالجتها من قبل الاطباء، سمحت لها بالخروج من المستشفى، الا انها لا تدرك حقيقة ما حصل بسبب صغر عمرها.
وبحسب متابعات لمراسلي (كركوك ناو) في كركوك والمسؤولين الامنيين، هزت خمسة انفجارات شارع القدس، المحافظة وطريق بغداد، عندما كان الشوارع مكتظة بالمواطنين الذين خرجوا لشراء مستلزمات العيد.
ولي شريف، والد زوج ايبك والذي استلم راتبه قبل يوم واحد من الانفجارات واعطى جزءا منه لايبك لتشتري ملابس العيد لحفيدته زينب يقول "افطرنا تلك المساء معا جميعا، وتحدثنا كثيرا بأمور الحياة، كانت زينت تلعب معنا كعادتها الى ان ذهبت مع والدتها الى السوق".
"بعد وصولهم الى شارع القدس، انفجرت عليهم عبوة ناسفة، استشهدت زوجة ابني على اثرها واصيبت حفيدتي زينب ولاتزال ترقد في المستشفى متأثرا بإصابتها".
في شارع القدس الذي فقد فيها ايبك حياتها، اقيمت مجلس عزائها في احدى الحسينيات الموجودة في المنطقة، بعدما وري جثمانها الثرى.
بشار قادر، احد اقارب عائلة ايبك والذي كان شاهدا على انفجارات شارع القدس يقول، لم يمر شهر رمضان الا واستهدفت الانفجارات المنطقة، وبسبب الانفجار تحولت ايبك الى اشلاء، وشاهدت العديد من الجرحى في المستشفى".
واضاف "قبل ايام من الانفجار، تعرض والد ايبك الى وعكة صحية، وعندما شاهد وضع ابنته قام بنقله وبسيارته الشخصية الى المستشفى".
بعد الحادث بساعات، اعلنت القوات الامنية ارقام مختلفة عن عدد الضحايا، الا ان الاحصائيات الرسمية اكدت فيما بعد وقوع ثلاثة قتلى و22 جريحا، الا ان عدد الضحايا في اليوم التالي كان مختلفا ايضا.
وقال مدير دائرة صحة كركوك، الدكتور كريم ولي في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "انفجارات ليلة الخميس في كركوك وبناء على احصائيات مستشفى كركوك العام وازادي، اسفر عن استشهاد مواطنتين اثنين هما كل من (ايبك وحنان) واصابة 38 شخصا".
وأضاف ان عددا من المصابين لا يزالون يرقدون في المستشفيات نظرا لحالتهم الصحية ولتلقي العلاج اللازم ومراقبة وضعهم الصحي من قبل الكوادر الطبية.
وبعد مرور اكثر من 48 ساعة على الانفجارات، لم تكشف بعد نتائج التحقيقات كما ولم تعلن اية جهة مسؤولتها عن الانفجارات، على الرغم من ان المسؤولين الامنين وقيادة العمليات المشتركة اكدت وقت الحادث بأن الانفجارات من عمل تنظيم داعش.