تدخلات وضغوطات اميركية افضت إلى إطلاق سراح محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم وعودته إلى أربيل وعدم تسليمه الى بغداد، بعد احتجازه لاكثر من 26 يوما في لبنان.
واحتجزت شرطة انتربول، محافظ كركوك السابق، نجم الدين كريم في 21 ايار الماضي بمطار رفيق الحريري ببيروت، بعد اتهامه من قبل القضاء العراقي بتهمة الاختلاس.
وبحسب متابعات (كركوك ناو) لقضية محافظ كركوك السابق في بيروت، اطلقت السلطات اللبنانية سراحه في اليوم التالي من احتجازه بعد ان منعته من السفر ومصادرة جواز سفره الاميريكي في إنتظار أن يرسل العراق ملّفه القضائي إلى بيروت، وقبل تسليمه الى بغداد اطلق سراح كريم وعاد الى اربيل عاصمة اقليم كوردستان بعد ضغوطات وتدخلات امريكية.
وقال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى في حديث لـ (كركوك ناو) ان تدخلات وضغوطاً اميركية افضت إلى إطلاق سراح محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم وعودته إلى أربيل.
تدخلات وضغوطاً اميركية افضت إلى إطلاق سراح جم الدين كريم
وعاد نجم الدين كريم يوم 15 حزيران عن طريق مطار اربيل الى اقليم كوردستان وعقب عودته التقى كل من رئيس اقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ورئيس اقليم كوردستان السابق، مسعود البارزاني.
المصدر الأمني الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع قال أن "فور شيوع نبأ توقيف كريم، انهالت عليه الإتصالات الهاتفّية للاستفسار عن القضية. وخلال لقاء جمعه بالمسؤول الأمني، قال محافظ كركوك السابق ان خلفية قضيته سياسية.
وأن مذكرة قبض الانتربول الصادرة بحق نجم الدين كريم، سببها تصرّفه بأربع سيارات مصفحّة تعود للمحافظة واسغلاله لمصالحه الشخصية، الان ان كريم رفض تلك الاتهامات واوضح بأنه اعادها إلى الجهات المختصة.
وفي اخر مقابلة له مع فضائية رووداو - القريبة من رئيس اقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اكد نجم الدين بانه سلم جميع السيارات التي كانت بصحبته الى الجهات المعنية، الا ان السلطات العراقية تتهمه "بالاختلاس وإهدار المال العام"
وصدر قرار أعتقال نجم الديم كريم في 31 من شهر تشرين الأول من العام 2018 من القضاء العراقي وقد تم اشعار الشرطة الدولية بالقرار، بحسب بيان للوزارة الداخلية العراقية نشرتها في 26 ايار عقب احتجاز محافظ كركوك السابق.
وأكدت وزارة الداخلية العراقية على موقفها من اعادة كريم الى بغداد ومحاكمته وفقا للتهم المنسوبه اليه من المحاكم بتهمة الاختلاس.
بعد إطلاق سراحه من المطار وحجز جواز سفره، طالب القضاء اللبناني من خلال القاضي عماد قبلان باستلام الملّف لمتابعته.
وابلغت شرطة الانتربول اللبناني وزارة الداخلية العراقية بعد احتجاز نجم الدين كريم بأيام واكدت اطلاق سراحه بكفالة بموجب القوانين اللبنانية النافذة وتم سحب جوازات سفره ومنع سفره.
واضاف المسؤول الأمني اللبناني اثناء حديثه لـ (كركوك ناو) أن "الاتصالات والضغوطات تكثّفت لمنع تسليم كريم إلى السلطات العراقية، لا سيما من قبل الخارجية الاميريكية ودوائر أخرى في واشنطن".
الاتصالات والضغوطات تكثّفت لمنع تسليم كريم إلى السلطات العراقية،
وتابع ان السفير اللبناني من العاصمة الاميريكة غابي عيسى اتصل بالمسؤولين اللبنانيين لإبلاغهم أنه تلقى اتصالات متكررّة من قبل وزارة الخارجية الاميريكية ومرجعيات أخرى تؤكد الاهتمام البالغ التي تبديه واشنطن تجاه هذه القضية وتطالب بيروت بعدم تسليمه إلى بغداد.
نجم الدين عمر كريم، من مواليد 1949 كركوك منطقة الشورجة، هاجر الى امريكا في 1976 ويحمل الجنسية الامريكية، قبل ان يعود الى العراق في 2009.
وبعد قرابة شهر على بقائه بير بيروت، كانت التدخلات الاميريكية كفيلة بفتح باب الحريّة لنجم الدين كريم حيث وقّع رئيسا الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري مرسوماً يقضي بعدم ترحيل محافظ كركوك السابق إلى بغداد.
بعد توقيع هذا المرسوم اعيد جواز السفر إلى كريم، الذي غادر بيروت متجهاً إلى اربيل بعد عشرين يوماً على توقيفه في العاصمة اللبنانية وتركه طليقاً بانتظار القرار السياسي.
رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي اكدس يوم 18 حزيران في مؤتمره الصحفي الاسبوعي على "عدم وجود تسهيلات من قبل الحكومة العراقية بشأن محافظ كركوك السابق بخصوص مغادرته لبنان".
واضاف ان "الانتربول العراقي والسفارة العراقية قاما بواجبهما بشأن محافظ كركوك السابق، لكن صدور مرسوم جمهوري لبناني مكن المحافظ السابق من السفر".
وتفيد مصادر مطّلعة أن امتناع السلطات اللبنانية عن تسليم نجم الدين كريم ادّت إلى أزمة سياسية صامتة بين بيروت وبغداد بعد ان تحّسنت العلاقات بين البلدين وشهدت تنسيقاً امنياً وقضائياً على أثر مساعي قام بها مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم والتي توّجت بزيارة قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى بغداد في شباط 2018.