بعد سيطرته على محافظة نينوى، باشر تنظيم داعش بتفجير المراقد والمزارات المقدسة والتاريخية للطائفة الكاكائية في نينوى، وبعد استعادة تلك المناطق من قبل القوات الامنية، لم تحرك الحكومة العراقية ساكنا لاعادة اعمار المراقد الدينية للكاكائيين.
بسبب الاهمال الحكومي وعدم التحرك لاعادة اعمار المراقد والمزارات الدينية، بدء الكاكائيين ومن خلال جمع التبرعات فيما بينهم أو من خلال المنظمات الدولية باعادة اعمار ثلاثة مراقد تأريخية.
"على الرغم من اقدام داعش على تهديم منازل المواطنين، دمر التنظيم اربعة مراقد للكاكائيين وهم كل من مرقد سيد بابا يادكار، باوة حيدر، شاهياس وبيرة قمبر شاهوي" خليل رشيد الكاتب واحد شخصيات الكاكائية قال ذلك.
وقال رشيد والذي هو من سكنة قرية وردك الكاكائية بنينوى، لـ (كركوك ناو)، بسبب هجمات داعش نزح اكثر من 12 الف كاكائي في حدود محافظة نينوى، من قرى وردك، تولبن، كزكان وكولةبور.
"بعد القضاء على داعش، باشر الكاكائيين ومن خلال التبرعات باعادة اعمار مراقدهم المهدمة"، وأضاف خليل رشيد، الا ان الحكومة العراقية والجهات المعنية لم تقدم اي دعما لاعمار المراقد الدينية للكاكائيين.
الكاكائيون، يعتنقون ديانة خاصة بهم، ولديهم العديد من المراقد والمزارات الدينية الخاصة بهم في محافظات كركوك، نينوى وحلبجة، الا ان الدستور العراقي لم يعترف بديانتهم رسميا، كما وتعرضت اغلب اماكنهم المقدسة لاضرار جسيمة والتفجير من قبل داعش.
فقي عبدالله، من سكنة قرية تولبن الكاكائية في نينوى قال لـ (كركوك ناو) "بدأنا باعادة اعمار مرقد سيد بابا يادكار بمساعدة منظمة فرنسية... يعتبر المرقد من المراقد المقدسة ويرجع تاريخه الى ما قبل 730 عاما".
وأضاف هذا المواطن، بأن مسلحي داعش لم يتوقفوا بتهديم منازلهم، بل وقاموا بتفجير متحف ثفافي داخل القرية، من دون ان يعوضهم الحكومة العراقية بشيء.
تعرض الكاكائيين جنبا الى جنب الاقليات الدينية والقومية الاخرى كالتركمان، المسيحيين والايزيديين الى حملات التهجير والانتهاكات من قبل مسلحي داعش في منتصف 2014 الى نهاية عام 2017، ويعيش بعض الاسر في النزوح الى الوقت الحالي.
تقع قرى الكاكائيين في مناطق قرقوش بمركز قضاء الحمدانية جنوبي غرب الموصل ومنها قرى زنكل، تولبند، وردك مع كبرلي.
ابراهيم حسن، من اهالي قرية وردك الكاكائية على رغم من تسجيل اسمه في مكتب الهجرة والمهجرين، وبعد عودته من النزوح، الا انه لم يتلقى اية مساعدات وقال بسبب الاضرار التي لحقت بالمنطقة لا يعود اغلب النازحين الكاكائيين الى مناطقهم.
العبوات المزروعة من قبل داعش، واثار الحرب بسبب الاشتباكات ضد التنظيم، وعدم وجود الخدمات واغلاق الطرق الرئيسية بين القرى الكاكائية من ابرز المشاكل التي يعاني منه الكاكائيين.
"نحن معرضون للخطر بأستمرار لسببين، الاول بسبب قوميتنا وكوننا ننتمي الى القومية الكوردية والثاني بسبب انتمائنا الديني وهي الكاكائيية"، ويقول ابراهيم ان "تبين لنا بعد هجمات داعش لا احد يدعم الكاكائيين ونحن بلا مساند و لا احد يسمعنا صوتنا كما ولم نتلقى اية مساعدات".
ويسكن الكاكائيين في عدة مناطق في العراق واقليم كوردستان، كما وينتشرون بكثافة في كركوك وقضاء حلبجة في محافظة السليمانية، وفي قضاء قرقوش في سهل نينوى، وفي محافظة أربيل، وقضاء خانقين ومندلي وجلولاء في محافظة ديالى، وبحسب الاحصائيات الغير رسمية يبلغ عدد نفوس الكاكائين في عموم العراق بحوالي 100 الف شخص.
باوة كمال الكاكائي، ومن سكنة سهل نينوى يقول، طالب الحكومة العراقية بتقديم المساعدات للكاكائيين، الا ان الحكومة لم تلبي طلبنا واهملت الكاكائيين، وحتى في اعادة اعمار المراقد والمزارات الدينية.
الكاكائيون في العراق لديهم العديد من الملاحظات والانتقادات من كيفية ادارة البلد، لانهم يتعبرون المكون الوحيد في البلد لا يمتلكون مقاعد كوتا، ولم يكن لهم ممثلا في الدورات السابقة لمجلس النواب العراقي كما ولم يحصل اي كاكائي على عدد كافي من الاصوات ضمن القوائم الكبيرة.