يترقب الشارع الموصلي بحذر وقلق، تحركات الحكومة الاتحادية الرامية الى ادخال عائلات تنظيم داعش المحتجزة في مخيم الهول السوري الى اطراف مدينة الموصل، فيما تتصاعد الصراخات والاحتجاتات الشعبية الرافضة لتلك العملية جملة وتفصيلا، اما أروقة السلطة المحلية في محافظة نينوى والحكومة الاتحادية فتسودها أجواء التوتر.
نائب: وزير الهجرة يرفض ادخال عائلات داعش
يقول النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى شيروان الدبوبرداني، بحديث صحافي خاص (لكركوك ناو)، ان" خطة بعض الجهات المسؤولة في الحكومة كانت تروم ادخال نحو 32 ألف نازح في مخيمات الهول السوري الى مخيمات حمام العليل والجدعة والسلامية والنمرود بواقع 800 عائلة يوميا عبر منفذ ربيعة، الا ان الرفض السياسي والشعبي لهذه الخطوة جاء بثماره، ودفع بتلك الجهات للتريث في تنفيذ الخطة".
وتابع الدوبرداني، ان" وزير الهجرة والمهجرين نوفل بهاء، اكد خلال الاجتماع الذي جرى معه، امس الأربعاء، في مقره الرسمي ببغداد، رفضه القاطع لنقل عوائل داعش واسكانهم بمخيمات جنوب الموصل".
يذكر انه في أعقاب حرب الخليج بتسعينيات القرن الماضي، أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيماً على مشارف بلدة الهول والتي تقع شرقي محافظة الحسكة السورية، وتخضع حالياً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، واطلق عليه مخيم الهول، واصبح المخيم ملاذاً للاجئين العراقيين إبان حرب الخليج، الا انه فيما بعد بات ملاذاً آمناً للفارين والمعتقلين من تنظيم داعش وخاصة نساؤهم وأطفالهم.
رفض شعبي في الموصل لادخال عوائل داعش
التظاهرات الشعبية الموصلية الرافضة لادخال عائلات داعش، انطلقت منذ يوم الاثنين الماضي شرقي الموصل، في وسيلة الغرض منها الضغط على أصحاب القرار من المضي في خطتهم.
يقول عضو اللجنة التنسيقية للتظاهرات محمد الجاف، في حديث صحافي (لكركوك ناو)، انه" لليوم الرابع على التوالي يتجمع عشرات المواطنين في منطقة المنصة بالساحل الايسر للموصل، وهم يحملون لافتات تعبر عن رفضهم من تحويل الموصل الى مخيم للإرهابيين"
ويتابع، ان" الموصل مدينة تحب الحياة وتمتاز بتنوعها الاجتماعي لذا على الجهات الحكومية احترام ذلك، وتشجيع إعادة الحياة اليها"، مؤكدا ان" التظاهرات ستتحول الى احتجاجات في حال أصرت الجهات الحكومية على ادخال عائلات التنظيم الى جنوب الموصل".
التريث في نقل عائلات داعش الى الموصل
وفي هذا الشأن اعلن مدير دائرة الهجرة والمهجرين فرع نينوى خالد عبد الكريم، تجميد قرار نقل عائلات التنظيم من سوريا نحو الموصل.
يقول عبد الكريم في حديث صحافي (لكركوك ناو)، ان" مستشار الأمن الوطني في العراق فالح الفياض وجه وبشكل رسمي وعاجل بالتريث في عملية نقل وجبات من نزلاء مخيم الهول السوري، الى مخيمات النزوح جنوب الموصل الى اشعار اخر".
وتابع، ان" عملية نقل النازحين من الهول الى الموصل تأجلت منذ بداية العام الحالي ولغاية اليوم اكثر من ثلاث مرات".
ويضم المخيم حسب تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش 30 ألف عراقي، غالبيتهم العظمى من أسر تعيلها نساء، وغالبا ما تضم أطفالا كُثر، هرب بعضها من داعش عندما سيطر على أجزاء من العراق، وعاشت أخرى في ظل سيطرة داعش في سوريا لغاية معركة استعادة الباغوز، الجيب الأخير في سوريا، في بدايات 2019.
تحذيرات من ادخال عواائل التنظيم
الباحث في الشأن السياسي الموصلي محمد الخفاف، يقول ان" نقل عائلات التنظيم من سوريا الى الموصل سوف ينسف بالدرجة الاساس الجهود الإنسانية المبذولة لترميم الاضرار التي خلفها التنظيم بالنسيج الاجتماعي".
أبناء الموصل بمختلف اديانهم وقومياتهم ومذاهبهم تضرروا من قبل تنظيم داعش
يوضح، الخفاف في حديث صحافي (لكركوك ناو)، ان" الحكومة العراقية اذا كانت مجبرة على نقل عائلات تنظيم داعش نحو الموصل، فعليها ان تتخذ جملة من الخطوات التي تضمن اندماج تلك العائلات بالحياة المدنية، أي يجب اخضاع افراد تلك العائلات الى دورات تأهيل نفسي واجتماعي وانساني ومدني، وتوفير حقوق الأطفال من تعليم وصحة ووسائل ترفيه، حتى لا يصبحوا أعداء للمجتمع ويعملون على الحاق الضرر بامنه واستقرار في المستقبل القريب".
وتدعو خطة للأمم المتحدة الصادرة أوائل عام 2019، بشأن عودة العائلات العراقية من الهول، السلطات العراقية إلى ضمان عدم احتجاز العائلات في مخيم واحد محدد، إنما دمجهم مع سكان المخيمات الموجودين، لضمان عدم تعرض العائلات للظلم والتهميش.
مخاوف أبناء الموصل من عودة الارهاب
يقول المواطن محمد نجم احد سكنة مدينة الموصل، ان" جميع السكان يرفضون بشكل قاطع ادخال عائلات التنظيم وجعلهم يتمركزون قرب المدينة.
ويشير في حديث (لكركوك ناو)، الى ان" أبناء الموصل بمختلف اديانهم وقومياتهم ومذاهبهم تضرروا من قبل تنظيم داعش بشكل كبير، فهناك من فقد احد أبنائه على يد التنظيم وهناك من فقد المأوى، وباب الرزق، اما الاضرار التي لحقت بالبنى التحتية والتي ماتزال مظاهرها شاخصة لغاية اليوم، كتدمير الجسور والمشافي ومراكز التعليم ومشاريع الماء والكهرباء سببها التنظيم، وهذا يولد الكره لدى سكان الموصل على التنظيم وعائلاته وكل من يحاول مساعدتهم".
ويتابع ان" الحكومة اذا كانت مجبرة على ادخال عائلات تنظيم داعش فعليها نقلهم الى مناطق أخرى، فالعراق ليس الموصل فقط، انما هناك أراضي شاسعة فارغة بعيدة عن نينوى يمكن وضع ما تشاء الحكومة بها".
