"نبحث عن مكان امن لننقذ اطفالنا من موت محتم"، لقمان عثمان بعد اعوام من تحمل المعاناة العيش في القرية، ترك منزله الاسبوع الماضي في منطقة حفتغار بقضاء داقوق، بعدما تعرضت قريته للقصف مكثف بقنابر الهاون.
"تعرضت منزلنا لاضرار جسيمة بسبب القصف وتهدم منزلنا بسبب القصف... لا يمكننا البقاء اكثر لان المخاطر الامنية تحدق بنا ولن نسلم انفسنا لمصير مجهول"، هذا ما قاله لقمان.
وبحسب احصائية غير رسمية، ترك اكثر من 50 عائلة في الاسابيع الماضية منازلهم في القرى الواقعة جنوبي قضاء داقوق، اغلبهم كانوا من الكاكائيين، بعد سلسلة من الهجمات وانفجار العبوات الناسفة وقصف القرى بقنابر هاون.
واسفرت الهجمات عن مقتل 13 شخصا وإصابة 11 اخرين، والحقت اضرار مادية كبيرة باهالي المنطقة، وهي السبب الرئيسي لنزوح عدد من سكان قرى داقوق.
وأضاف لقمان "المخاطر الامنية مستمرة منذ أكثر من عامين، الا اننا تحملناها، ولكن الوضع الامني يتدهور يوما بعد الاخر ولا نستطيع البقاء في قرية وننتظر متى تتهدم منازلنا على رؤوسنا".
لا نستطيع البقاء في قرية وننتظر متى تتهدم منازلنا على رؤوسنا
مواطن اخر من سكنة حفتغار حنوبي داقوق، اسمه رزكار عبد الله قال لـ (كركوك ناو) ان "لم تتحرك الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان لوضع حد للمشاكل، سيتعرض قضاء داقوق لكارثة مماثلة لكارثة سنجار غرب الموصل".
وأضاف عبدالله "لم نترك مناطقنا عندما كانت جبهات القتال ووقفنا بوجه داعش مع قوات البيشمركة، ولكن لا احد يدافع عنا اليوم وعدونا مجهول".
جميع القرى التي تواجه مخاكر امنية، ذات غالبية كاكائية وتتبع قضاء داقوق (44 كم جنوبي كركوك)، وقرار النزوح من القرى وترك المواطنين لمنازلهم، جاء بعد تحذيرات مستمرة لارسال تعزيزات عسكرية لمسك الارض وحمايتهم من الهجمات، الا ان الجهات المعنية لم تتحرك لتلبية طلباتهم.
وزار ممثلين عن اهالي قضاء داقوق العاصمة بغداد والتقوا برئيس الجمهورية، برهم صالح، وياسين الياسري وزيز الداخلية العراقي مع عدد من القيادات العسكرية للتباحث حول الوضع الامني في مناطقهم.
نجاة الشيخ مكرم الطالباني، احد وجهاء قضاء داقوق وعضو الوفد الذي زار بغداد قال في حديث سابق مع (كركوك ناو) ان "رئيس الجمهورية عبر عن دعمه لمطالبنا بخصوص تردي الوضع الامني عموما والاحداث التي تشهدها قرى داقوق خصوصا".
"اكد الرئيس الجمهورية بأنه سيتصل بالجهات المعنية بهدف وضع حل يتناسب مع مشاكل قضاء داقوق"، هذا ماقاله نجاة الطالباني.
عضو مجلس قضاء داقوق، برزان غازي قال لـ (كركوك ناو) "ابلغنا الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان بخطورة الوضع في المنطقة، ولكن دون جدوى" تعبيرا عن امتعاضه من عدم استجابة الجهات المعنية لطلباتهم.
"اهالي القرى والمزارعين لا يتمكنون من ممارسة اعمالهم بصورة طبيعية ودون خوف، ويتعرضون للقصف حتى في الليل، ويتعرضون لهجمات تنظيم داعش".
اهالي القرى والمزارعين لا يتمكنون من ممارسة اعمالهم بصورة طبيعية ودون خوف
عدنان زوراب، مواطن من سكنة قرية طوبزاوة - اكبر قرى الكاكائيين، والتي تعرضت للقصف بـ 10 قنابر هاون قبل اسبوعين، ترك قريته باتجاه مركز قضاء داقوق.
وقال زوراب لـ (كركوك ناو) "سقطت قنبرة هاون بالقرب من منزلنا في قريتنا، واتصلنا بقوات الشرطة الاتحادية الا انهم جاءوا الى القرية بعد 11 ساعة".
وأضاف "كنا نعيش في تلك الفترة في حالة خوف وهلع شديد، وفضلنا ترك القرية بعد ذلك وعدم تعريض حياتنا للخطر".
ديلان غفور، عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة كركوك والتي شاركت في اجتماع رئيس الجمهورية مع ممثلين عن اهالي قضاء داقوق تقول، تم التطرق في الاجتماع الى مخاطر تحركات مسلحي داعش مع المشاكل الادارية التي تعاني منها اهالي القضاء.
وأضافت "سلمنا مذكرة الى رئيس الجمهورية يتضمن جميع المشاكل التي تواجه القضاء وألية معالجة تلك المشاكل".
وجاء نزوح اهالي القرى الكاكائية جنوبي داقوق، بالتزامن مع محاولات وجهاء ورؤساء عشائر داقوق لتطبيع الاوضاع في القضاء واجتماعهم مع رئيس الجمهورية ووزير الداخلية العراقي.