بعد ما كانت تمتلك مدينة الموصل ثلاثة فنادق بتقييم 5 نجوم هم (اوبروي في الساحل الايسر)، و (الموصل الدولي، واشور في الساحل الأيمن)، و15 فندقا اهليا بتقييم 3 الى 4 نجوم، باتت اليوم المدينة تخلو من الفنادق الحكومية التي تضررت جراء الحرب، ففندق الموصل الدولي تم تسويته مع الأرض، في حين فندق اشور تحول الى هيكل بناء متضرر، اما اوبروي فد تضرر أيضا ولم يتم إعادة اعماره، في حين لم يبق من الفنادق الاهلية سوى 4، ثلاثة منها في الساحل الايسر، والأخر في منطقة الدواسة وسط الموصل.
لا سكن ملائم للضيوف
يقول الشاب عمر وليد في حديث مع (كركوك ناو)، "انا من العاصمة بغداد وقد عشت في مدينة الموصل نحو ست اعوام قبل عام 2014 لالتزامات العمل، وعندما دخل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" غادرت، الا ان علاقتي مع أصدقائي هناك استمرت وبعد التحرير بعامين زرت المدينة صباحا وتحديدا في 17 اذار 2019 الا انني واجهت صعوبة في السكن فهناك فندق واحد فقط ويمكن تصنفيه بنجمة نظرا لخدماته غير الجيدة وبعيد عن مركز المدينة، ما اضطرني الى تغيير برنامجي الذي كُنت مقرر فيه الإقامة لنحو سبعة أيام وعدت الى أربيل في مساء اليوم ذاته ثم قضاء اجازتي بين أربيل ودهوك".
ويتابع " بعد الذي حصل معي ارفض زيارة الموصل رغم توجيه عشرات الدعوات الي من قبل الأصدقاء للقدوم ومشاركة افراحهم، وقضاء أوقات معهم، وان السبب هو عدم وجود مكان سكان خاص ملائم في المدينة".
تحركات حكومية لإعمار فنادق الموصل
رئيس لجنة الخدمات والاعمار في مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع، كشف عن قرب إطلاق حملة اعمار شاملة خاصة بالفنادق الحكومية المدمرة داخل مدينة الموصل.
يقول الوكاع في حديث خاص مع (كركوك ناو)، ان الفرق الهندسية في وزارة الاعمار باشرت في المرحلة الأولى الخاصة بإعمار “فندق الموصل الدولي” و”فندق أوبروي” و”فندق آشور” والمتمثلة برفع الأنقاض منها، لتنطلق بعدها المراحل القادمة، والتي ستكون في الغالب من قبل شركات اجنبية وتحديدا التركية".
الفنادق الرئة الثانية للموصل
يقول المواطن الموصلي يونس النجار ان رئة أي مدينة في العالم (المطار والفنادق) فعندما تتوفر تلك البنى التحتية فان المدينة تزدهر وتتطور لأنها ستكون موقع جذب الى السياح والشركات.
ويوضح الى (كركوك ناو)، ان" الموصل لا تمتلك مطارا او فنادقا حكومية، وان الفنادق الاهلية تعمل دون رقابة على مستوى الخدمات والاسعار، وهذا أضر بواقع المدينة التي باتت لا أحد يأتي اليها الا للحاجة الضرورية وبالتالي أصبحت اليوم معزولة عن العالم".
وأضاف بالمقارنة بين الموصل واربيل بهذا الشأن نرى" ان أغلب سكان مدينة أربيل يمارسون الاعمال التجارية الحرة لاعتمادهم على السائحين الذين يأتون إليهم من جميع انحاء العراق والعالم ولا يواجهون مشكلة في الحصول على السكن، وهذا ساهم في تحسين مستواهم الاقتصادي، اما سكان الموصل فهم يعانون من واقع اقتصادي صعب للغاية جراء انعدام السياحة وغياب البنى التحتية التي من واجب الحكومة توفيرها".
تأخر صرف التعويضات للمتضررين
لجنة تعويض متضرري محافظة نينوى عزت أسباب تأخر صرف التعويضات الى أصحاب الفنادق الاهلية التي تضررت جراء الحرب الى صعوبة الإجراءات من قبل اللجنة المركزية للتعويضات في بغداد، وكثرة عدد المتضررين.
وقال رئيس لجنة التعويضات في نينوى سعد النعيمي بحديث صحافي (لكركوك ناو) “بدأنا بصرف مبالغ التعويضات لنحو 370 متضرراً من بين من كانوا قد قدموا طلبات للتعويضات بشأن ممتلكاتهم (منازل ومحال وسيارات ومراكز خدمية) التي تضررت خلال سيطرة داعش”.
وأضاف، ان" عملية تدقيق معاملات المتضررين متواصلة من قبل لجان مختصة ليتم صرف المبالغ الى مستحقيها" مؤكدا" ان الأولية بالطبع في صرف التعويضات الى متضرري المنازل وبعدها المراكز الخدمية الاهلية، وهكذا حسب سلم الضرر واهميته على حياة الفرد والمجتمع".
تجدر الإشارة الى ان الموصل فقدت وحسب مختصون نحو 80% من بناها التحتية الخاصة بالسياحة والخدمات والصحة والتعليم، بعد الحرب التي انتهت في 10 تموز 2017، في حين تواجه عمليات الاعمار وإصلاح الاضرار جملة مصاعب ومعوقات تسببت بتأخر إعادة الحياة الى المدينة.