شهدت بعض القرى في المحو الجنوبي لمدينة الموصل، خلال الساعات الـ 48 الماضية نزوحا عكسيا هربا من الهجمات المسلحة (الليلية) التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقال مصدر في جهاز شرطة نينوى المحلية بحديث صحافي خاص لـ(لكركوك ناو)، يوم الثلاثاء 27 اب 2019، ان" 15 عائلة نزحت من قرية خربة تل طيبة، التابعة الى ناحية الشورة في المحور الجنوبي، والشروق والعين في المحور الغربي للموصل".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان" مسلحي التنظيم باتوا يشنوا هجمات خطرة على المدنيين العزل في القرى الجنوبية والغربية لمحافظة نينوى وان هذه الهجمات تكون خلال الليل فقط وتسفر في الغالب عن وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، وهذا ما دفع ببعض العائلات الى النزوح نحو المخيمات ونحو مركز المدينة هربا من الموت".
وعزا المصدر أسباب تزايد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة الى قلة عديد القوات الأمنية الذي هو غير كافٍ لتأمين جميع القرى والقصبات والمناطق في نينوى، فضلا عن اعتماد التنظيم على أسلوب المباغتة في تنفيذ عملياته".
وأشار الى ان" معالجة هذا الخلل الأمني يتم من خلال إعادة المنتسبين المفصولين الى الخدمة وفتح باب التطوع امام أبناء القرى، فضلا عن تفعيل الجانب الاستخباراتي على نطاق واسع في تلك المناطق".
وكان قائد عمليات نينوى السابق اللواء نجم الجبوري قد أكد نهاية شهر نيسان – ابريل 2019 إن الحكومة العراقية قررت تسليح ابناء العشائر في 50 قرية بمحافظة نينوى من أجل صد هجمات داعش، فيما كشفت مصادر عسكرية عن تأكيدات من رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي بتسليح أبناء القرى جنوب الموصل وغربها للدافع عن نفسها ضد أية هجمات محتملة يمكن أن تنفذها مجموعات صغيرة تابعة للتنظيم، الا انه لم يتم لغاية اليوم تنفيذ وعود التسليح دون بيان الأسباب من الجهات ذات العلاقة.
من جانبه يقول المواطن محمود رعد الجبوري من سكنة ناحية الشورة جنوب الموصل، ان" الهجمات المسلحة تجاه المدنيين العزل في القرى التابعة الى النواحي الجنوبية لمحافظة نينوى بدأت تتصاعد".
ويوضح (لكركوك ناو)، ان" الكثير من السكان (رجال ونساء وأطفال)، فقدوا حياتهم بسبب الهجمات المسلحة، وان الاهالي لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بسبب عدم امتلاكهم أسلحة خفيفة بعد مصادرتها في أوقات سابق من قبل القوات الأمنية خلال حملات الدهم والتفتيش التي كانت تقوم بها".
وأشار الى ان" الطريق البري الرابط بين اقضية (تلعفر والحضر والموصل) يعد بغاية الخطورة مع قرب نزول الشمس، وان المدنيين يتجنبون الخروج مهما كانت الظروف خشية تعرضهم الى التصفية من قبل بعض الجماعات المسلحة التي تبدأ بالظهور وتهديد الواقع الأمني في الليل من كل يوم".
وتشن المجاميع المسلحة، بين فترة وأخرى، غارات على القرويين لـ "تصفية الحسابات" مع بعض العشائر أو لغرض السطو ويتمتع المهاجمون بإمكانات كبيرة في التحرك، لوجود فراغ أمني في مناطق شاسعة.
وتشير احصائيا غير رسمية الى ان نحو 1600 كم في نينوى لا توجد فيها قطعات عسكرية كافية لتأمينها، وهذا أحد الأسباب وراء إعطاء الفرصة للخلايا المسلحة من التحرك وتنفيذ هجماتها بسهولة.
الى ذلك تنفي الإدارة المحلية لناحيتي الشورة والقيارة جنوب الموصل حدوث حالات نزوح من القرى.
وقال صالح الجبوري مدير ناحية القيارة في حديث مع مراسل (كركوك ناو)، ان" الوضع تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية وان الحياة طبيعية داخل الناحية وخارجها".
اما خالد الجار مدير ناحية الشورة فـ"نفى هو الاخر نزوح عائلات من الناحية بسبب الوضع الأمني"، لافتا الى ان" التنسيق مستمر بين القوات الأمنية والمواطن وهذا ما عزز الاستقرار المتحقق على حد وصفه".