أحمد ومحمد لم يشاهدا نهاية المباراة
قصة الشقيقين اللذين قتلا بقصف قرية زين العابدين بداقوق

احمد ومحمد، الشقيق اللذين قتلا في قصف قريتهم بقنابر هاون في داقوق الصورة خاصة بكروك ناو

محمد الماس - داقوق

أحمد ذو الـ (15 عاما) خرج في احد ليالي الصيف برفقة شقيقه الاصغر محمد ذو الـ (13 عاما) لمشاهدة لعبة كرة القدم التي كانت تقام على ملعب خماسي صغير داخل قريتهم، الا ان سقوط قنبرتين هاون بالقرب من الملعب افسد فرحتهم واوقعهم على الارض مباشرة.

قبل الساعة 11:30 من ليلة 24 أب 2019، ودع هذين الشقيقين والدتهما وتوجها الى ملعب خماسي لكرة القدم بقرية زين العابدين التابعة لداقوق حالهم حال ابناء قريتهم وطلبا من والدتهما ان تعد لهم وجبة السمك لحين عودتهما الى المنزل.

عندما كانا يصفقان للاعبين اثناء مشاهدة المباراة، تدهور الوضع، عقب تعرض القرية للقصف بقنابر هاون وسقطت قنبرتين بالقرب من الملعب الذي كان احمد ومحمد يشاهدان لعبة كرة القدم فيه ولقيا مصرعها في الحال، كما واعقبت القصف اطلاق عيارات نارية وانفجار عبوات ناسفة.

قاسم يشار (28 عاما) خال كل من احمد ومحمد تحدث لـ (كركوك ناو) عن الحادث وقال ان "ابناء شقيقتي اصيبا بشظايا قنابر الهاون، كما وكان اثار اطلاق العيارات النارية على اجسامهم".

هذين الشقيقين كانا يقضيان اغلب اوقاتهما مع بعضهما البعض، في المنزل، المدرسة والملعب وكان يعملان معا في المحل الذي فتحه والده لهما بداخل القرية.

"كانا يحبان بعضهما كثيرا، كأنهما جسدين بقلب واحد، وفي اغلب الاوقات وعند انتهاء دوام احدهما في المدرسة، لم يكن يترك احدهم الاخر وكان ينتظرون بعضهم الى ان يخرج من المدرسة ويعودان معا الى المنزل، على الرغم من ان مدرستهما كان قريبا من منزلهم" قاسم يشار قال ذلك.

daquq-5
داقوق، 25 اب 2019، اثار القصف الذي استهدف قرية زين العابدين بداقوق واسفر عن مقتل ستة اشخاص تصوير: محمد الماس

قبل أيام من الحادث، قام والدهما بشراء الملابس ومستلزمات الدراسة للعام الدراسي الجديد، الا ان قصف قريتهم حول حلم والدهم الى سراب.

الحادث الذي قُتل فيه هذين الشقيقن، بدأ بقصف قريتهم (قرية زين العابدين)، ومن ثم اطلاق العيارات النارية وانفجار العبوات الناسفة وأودى بحياة سبعة أشخاص من اهالي القرية.

وقالت الخلية في بيان ان "عصابات داعش الإرهابية اقدمت مساء يوم أمس السبت على عمل إجرامي بعد أن قامت بإطلاق النار بواسطة رمي قذائف RBG7 والأسلحة المتوسطة على ملعب خماسي لكرة القدم في "قضاء داقوق قرب مقام الإمام زين العابدين عليه السلام في محافظة كركوك"، ضمن قاطع اللواء السادس عشر في الحشد الشعبي، مما ادى الى استشهاد ٦ مدنيين وإصابة ٩ آخرين".

وتابع قاسم "كان محمد سعيدا جدا هذا العام، كونه انهى المرحلة الابتدائية وكان ينتظر بشوق العام الدراسي الجديد والذهاب الى المرحلة المتوسطة".

الا ان احمد كان هيواته لعبة كرة القدم "كان لاعبا ماهرا ويقول بأستمرار سأصبح معروفا في المستقبل، وشقيقه محمد كان يشجعه بأستمرار" هذا ماقاله خال الاطفال.

حتى في وقت وفاتهما كانا معا ويسمكان بيد بعضهما البعض

احمد ومحمد، لم يتمكنا من مشاهدة نهاية المباراة تلك الليلة، ولم يتمكنا من تذوق الطعام الذي اعدتها والدتهم لهما.

وتابع قاسم "حتى في وقت وفاتهما كانا معا ويسمكان بيد بعضهما البعض".

كان من المقرر ان تسافر عائلة احمد ومحمد الى إيران، وكان هذين الشقيقين يتمنيان زيارة إيران، وكانت والدتهما تقول تردد بأستمرار في مجلس عزائهما "لم اكن اعلم بأن اصدار جواز السفر لهم كان جواز سفر أبدي".

وعبر قائممقام داقوق وكالة، لويش الشيخ فندي، عقب الحادث بيوم عن قلقه من تمكن "تنظيم داعش باستهداف المواطنين" في مركز قضاء داقوق ووصفه بسابقة خطيرة وطالب القوات الامنية بالتنسيق اكثر فيما بينهم وعدم اعطاء الفرصة "للارهابيين" باستهداف المدنيين.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT