باشرت الحكومة العراقية، باعادة النازحين من مخيمات محافظة نينوى قسرا الى مناطقهم الاصلية، على الرغم من التهديدات التي تواجه بعض الاسر من قبل السكان الاصليين بتهمة انتمائهم لتنظيم داعش، وعبرت الامم المتحدة عن قلقها من اعادة النازحين قسرا الى مناطقهم.
وبحسب متابعات (كركوك ناو) بدأت حملة إعادة النازحين منذ اكثر من اسبوع وأعيد مئات الاسر الساكنين في المخيمات الى مناطقهم الاصلية او إسكانهم في المخيمات القريبة من مناطقهم، من خلال ادارة تلك المحافظات وبناءا على قرار من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
قائممقام الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، علي دودح قال في تصريح لـ (كركوك ناو) "نُقل قبل ايام 150 اسرة مكونة من 650 شخصا قرابة 90 بالمائة منهم من النساء والاطفال من مخيم حمام العليل في الموصل الى مخيم بستان الشيوخ في قضاء الشرقاط بقرار من وزارة الهجرة والمهجرين".
النازحين العائدين الى الشرقاط، كانوا من سكنة مناطق بيجي، الشرقاط وقضاء سامراء، واضاف دودح بأنهم نزحوا الى مخيمات النزوح قبل القضاء على داعش نهائيا في تلك المناطق.
وأضاف "كإدارة ووجهاء الشرقاط، عبرنا عن رفضنا من قرار اعادة عوائل مسلحي داعش، كون بعضا منهم كانوا ذوي امراء التنظيم أو كانوا مسؤولين بارزين في داعش".
وتابع قائممقام الشرقاط "ابلغنا القوات الامنية بان عدد من تلك العوائل كانت تربطهم علاقة وثيقة بتنظيم داعش، وبحسب معلوماتنا اعتقلت القوات الامنية ستة اشخاص من بين النازحين العائدين، ونطالب من قيادة عمليات صلاح الدين ايقاف عمليات اعادة النازحين من مخيمات نينوى الى المنطقة".
ونشرت بعثة الامم المتحدة في العراق بيانا إزاء عودة النازحين من نينوى إلى محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين وحذرت من عواقب وخيمة في حال استمرار العملية.
وبحسب احصائيات الامم المتحدة، بدأت سلطات محافظة نينوى في إعادة النازحين الذين لم يعودوا من نينوى إلى محافظاتهم الأصلية؛ وفي كثير من الأحيان دون سابق إنذار أو تخطيط واضح. الوضع الميداني متقلبٌ، وتتغير الأرقام المُبلَّغ عنها، ولكن حتى الآن، تمت إعادة حوالي 300 أسرة (أي ما يقدر بنحو 1،600 شخص) من مخيمات حمام العليل والسلامية ونمرود في نينوى إلى مناطق في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق،ان أسر النازحين الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامتهم الشخصية إنْ أُجبروا على العودة إلى مناطقهم الأصلية، لكن السلطات نينوى تجاهلت هذه المخاوف.
نزح قرابة ستة ملايين شخص في منتصف عام 2014 بسبب هجمات داعش والحرب ضد التنظيم وبلغ عدد النازحين 15 بالمائة من مجموع عدد سكان العراق.
مصطفى الحميداوى، من سكنة قضاء الشرقاط وهو أحد المعارضين لاعادة عوائل داعش الى المنطقة قال في حديث مع (كركوك ناو) "هؤلاء الاشخاص يشكلون خطرا على المجتمع، لان الاطفال والنساء يحملون فكرة ازواجهم وابائهم، وعندما تتيح لهم الفرصة ينفذون هجماتهم ضدنا المواطنين".
واعادت الحكومة العراقية الاسبوع الماضي 116 عائلة مكونة من 615 شخصا، عددا منهم كانوا من سكنة محافظة كركوك ونزحوا باتجاه مخيمات نينوى.
مدير مكتب كركوك لدائرة الهجرة والمهجرين، عمار صباح قال في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "اعادة تلك الاسر كانت بناءا على قرار من الحكومة العراقية، بعدما قرر مجلس الوزراء اعادة جميع النازحين الى مناطقهم الاصلية.
كما وجاء في بيان بعثة الامم المتحدة، ان العديد من الأُسر النازحة، وخاصة تلك الموجودة في الحويجة اعربت مرة أخرى عن مخاوفها من تعرضهم للتهديد فور عودتهم. وتفيد التقارير أنهم تلقوا مكالمات هاتفية تهديدية من أفراد المجتمع في مناطقهم الأصلية تحذرهم من العودة.
وأضاف البيان، على الرغم من هذه المخاوف، صادرت الجهات الفاعلة الأمنية الهويات المدنية للنازحين، وأبلغت الأسر بأن وثائقهم لن تُعاد إليهم إلا بعد ذهابهم مع القافلة. وفي 28 آب/ أغسطس، تم نقل 116 أسرة (651 شخصًا) من مخيمات نينوى إلى مخيم ليلان 1 في محافظة كركوك.
وعبرت الامم المتحدة عن استعدادها للتنسيق مع الحكومة العراقية لضمان التخطيط الملائم لعمليات العودة المنظمة والطوعية والآمنة.