اغلب الايزيديين المهجرين من قراهم على جبل سنجار ينون العودة اليها بعد مرور اكثر من 44 عاما على تهجيرهم وترحيلهم قسرا من ديارهم الى مركز القضاء والنواحي والمجمعات السكنية التابعة للقضاء.
في عام 1975 بدأ النظام العراقي السابق بقيادة حزب البعث، عمليات ترحيل وتهجير سكان اكثر من 155 قرية ايزيدية في موطنهم الاصلي على جبل سنجار وإسكانهم في مجمعات قسرية باطراف سنجار.
خلف حمد، مواطن إيزيدي يبلغ من العمر 75 عاما، يعيش منذ عشرات الاعوام بعيدا عن موطنه الاصلي وقريته على جبل سنجار، وطلبه الوحيد من الجهات المعنية الاهتمام بقراهم وتمكين الاهالي من العودة مرة اخرى الى ديارهم.
ويسرد خلف قصة تهجيرهم من قريته قبل 44 عاما ويقول "كنا في بداية فصل الخريف، دخلت قوات الحكومة العراقية وابلغتنا بترك القرية وامهلونا 24 ساعة فقط للخروج من القرية وترك منازلنا".
وبعد انتهاء مهلة الحزب البعث، ترك خلف حمد مع مئات الاسر الايزيدية منازلهم قسرا في جبل سنجار باتجاه المجمعات القسرية.
"بعد اخراجنا من القرية، بدأت الحكومة العراقية بتجريف المنازل واحراق المزارع، لاجبارنا على البقاء في المجمعات وعدم العودة الى القرى".
بعد فقدان امل العودة الى القرية، بدأ خلف حمد قبل عشرات الاعوام ببناء منزلا له في النزوح أسوة بمئات الاسر الايزيدية، كونه حرم من جميع حقوق قريته.
وبعد سقوط النظام العراقي السابق، لم يتمكن سكان قرى جبل سنجار من ترك المجمعات القسرية والعودة الى قراهم بسبب الدمار الذي لحقت بالقرى، الى ما شهر أب 2014 عندما سيطر تنظيم داعش على القضاء ونزحوا مرة اخرى باتجاه جبل سنجار.
بعد استعادة سنجار من قبضة داعش منذ اربعة اعوام، وبسبب الاضرار الذي لحق بالقضاء، لم يتحقق حلم خلف والاف النازخين الذين اخرجوا من قراهم قسرا من العودة الى ديارهم مرة اخرى.
بدأ النظام العراقي السابق قبل 44 عاما بتهجير وترحيل الايزيديين من جبل سنجار قسرا، بتهمة مساندة ودعم قوات البيشمركة انذاك.
مدير ناحية تل عزير، جلال خلف وهو من النازحين الذي اخرجوه قسرا من قريته بجبل سنجار قال في حديث مع (كركوك ناو) "في عام 1975 كان جميع الايزيديين يعيشون على الجبل، كان الجبل ملاذا امنا للايزيديين، ولم يستطيع اي جهة ان يبسط سيطرتها على الايزيديين في جبل سنجار، وكان المواطنين يتعمدون على انفسهم من الناحية المادية".
"في ذلك العام، احترق الايزيديين بنيران الاحزاب الكوردية، بداعي تعاونهم مع تلك الاحزب وتقديم الدعم للبيشمركة، وهُجر اهالي 155 قرية ايزيدية قسرا الى 11 مجمعا سكنيا.
المجمعات السكنية القسرية، بنيت بعضها شمالي جبل سنجار وعدد اخر منها في ناحية تل عزير، كما وتعرض الايزيديين للاعتقالات العشوائية وارسالهم الى الخدمة العسكرية الالزامية بعد وصولهم للمجمعات السكنية.
وأضاف جلال خلف ان "الايزيديين تركوا جبل سنجار رغما عنهم وتخلوا عن تربية المواشي وزراعة اراضيهم.. ومُنع الايزيديين من العودة الى جبل سنجار ومن يذهب الى الجبل كان يتعرض للاعتقال".
جبل سنجار هو جبل يقع على الحدود السورية العراقية بين محافظة نينوى ومحافظة الحسكة، وتقع قربه مدينة سنجار ويبلغ ارتفاعه حوالي 1400 متر وفيه العديد من مواقع العبادة الأثرية التي تعود للإيزيدين واصبح ملاذا امنا للايزيديين بعدما هاجم داعش قضاء سنجار في 2014.
المواطن ايزدين علو، يسكن منذ 10 عاما في قرية نصيرة شمالي جبل سنجار وقال لـ (كركوك ناو) "اشعر بفرحة كبيرة في هذه القرية ولا توجد مخاوف علينا، امتلك اكثر من 300 رأس من المواشي، ولم اترك قريتي عندما هاجم داعش سنجار".
ويسعى النازحين الساكنين على جبل سنجار منذ عام 2014 العودة الى مركز القضاء والمناطق التابعة له، اما المواطنين الذين هُجروا من قراهم في الجبل قبل 44 عاما، يحاولون العودة الى قراهم على جبل سنجار.
مدير بلدية سنجار، قحطان علي يقول بعد عام 2014 اغلب اهالي قرى سنجار عادوا الى قراهم في جبل سنجار (اثناء هجوم داعش)، حاولنا كثيرا ايصال الخدمات الى المواطنين وخصوصا المياه الصالحة للشرب".
وأضاف "المياه المتوفرة لا تكفي لسد احتياجات المواطنين بالكامل، كون اغلبهم سيستغلونها لارواء مزارعهم ويعانون من شحة المياه من جديد".
وتابع قحطان علي، بأن البلدية لها خطة بانشاء طريق الى قرى جبل سنجار بهدف اعادة الحياة الى تلك القرى وتشجيع المواطنين على العودة وتسهيل الوصول الى المزارات الدينية على الجبل.