ارتفع عدد ضحايا حادثة غرق العبارة السياحية في مدينة الموصل الى 128 قتيلا بعد العثور على جثث تعود لضحايا الحادثة، فيما لا يزال هناك عشرات المفقودين الذين لم يتم العثور على جثثهم لغاية الان.
يقول مدير الطب العدلي في مدينة الموصل حسن رؤوف في تصريح خص به (كركوك ناو)، انه" تم العثور يوم أمس الأربعاء، 5 أيلول 2019، على 10 جثث قرب منطقة حمام العليل جنوب الموصل اثناء اعمال البحث التي تقوم بها فرق غوص مختصة بهذا المجال في نهر دجلة بالتنسيق مع الدوائر الأمنية والخدمية ".
وأشار الى ان" الجثث سيجرى تسليمها الى ذويها بعد مطابقة الحمض النووي، وفق الضوابط المحددة بهذا الشأن".
رؤوف أوضح ان" العدد الحالي للجثث التي تم العثور عليها لغاية الان بلغ 128 قتيلا، وان العمل والبحث مستمر للعثور على باقي الجثث الأخرى المفقودة جراء الحادثة".
تجدر الإشارة الى انه في يوم 21 اذار مارس 2019 تعرضت العبارة السياحية في الموصل الى الغرق وكان على متنها مئات المحتفلين بأعياد الربيع ما أدى الى فقدان قسم منهم ووفاة القسم الاخر، ونجاة البعض، الامر الذي شكل صدمة بين الأوساط الشعبية والسياسية.
انتظار على باب الطب العدلي
"ما ان سمعت بخبر العثور على جثث جديدة بحادثة العبارة حتى سارعت الى القدوم الى دائرة الطب العدلي والوقوف امام الباب بانتظار نتائج التحليل على امل ان يكون من بين الذين عثر عليهم ابني محمد ابن الـ 24 عاما".. تقول ذلك الحاجة الخمسينية بهية رسول.
تشير الحاجة بهية في حديث مع (كركوك ناو) " كان يوم الخميس 21 اذار 2019، عندما القى ابني محمد، السلام علي في تمام الساعة الـ 1 ظهرا، قبل ان يقرر الخروج والتوجه الى منطقة الغابات للاحتفال بأعياد الربيع مع أصدقائه دون ان اعلم انه الوداع الاخير".
وتشير الى ان" بعد ساعات وصلني خبر فقدان أبني الذي كان على متن العبارة ومنذ ذلك الحين ولغاية اليوم لم اعثر على جثته، وهذا ما ضاعف لدي الألم فلو عثرت على جثته لعملت له قبرا وارتحت من معاناة البحث والتفكير".
واشارت التحقيقات الامنية إلى أن العبارة السياحية كانت تحمل عدد من الركاب يفوق قدرتها الاستيعابية، حيث أنها تستوعب حوالي 50 راكبا، ولكن عدد الذين ركبوا فيها كانوا 287 شخصا، وهو الذي أدى بالتالي إلى غرقها.
71 شخصا مازالوا مفقودين
يقول مصدر في مديرية الدفاع المدني ان عدد الاشخاص الذين مازالوا في عداد المفقودين بحادثة العبارة والمسجلين رسميا في بيانات جهاز المديرية وشرطة نينوى يبلغ 71 شخصا بين طفل وامرأة ورجل.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خلال حديثه (لكركوك ناو) الى ان" القانون يمنع اعتماد الجهات الأمنية والطبية من اعتبار أي شخص متوفي وفق شهادات ذويه مالم تكون هناك جثة".
وبين ان" من توفي في حادثة العبارة ولم يتم العثور على جثته سيبقى في عداد المفقودين فهذه إجراءات من اختصاص القانون وليس من اختصاص اية جهة أخرى".
وكانت هيئة السياحة قد اكدت أن الجزيرة السياحية في غابات الموصل والتي وقعت فيها حادثة العبارة ليست ضمن أملاكها، ولم يتم منح أي أجازه لمزاولة العمل السياحي من قبلها للمرفق بشكل عام أو للعبارة بشكل خاص، وأن الجزيرة ليست من أملاك هيئة السياحة بل هي تابعة لدائرة عقارات الدولة وقد أعطيت استثمار عن طريق هيئة استثمار نينوى ولم يتم منح أي اجازة لمزاولة العمل السياحي من قبل هيئة السياحة للمرفق بشكل عام أو للعبارة بشكل خاص.
حقوق ضحايا العبارة
يشكو الحاج عبد الجبار عاصم من عدم استحصال حقوق ابنه وزجته وطفليهما الاثنين الذين ذهبوا في حادثة غرق العبارة السياحية.
ويقول الحاج عبد الجبار عاصم في حديث مع (كركوك ناو)، ان" جثة ابني هاني عثر عليها في مساء اليوم الذي غرقت به العبارة، وفي اليوم الثاني عثر على جثة زوجة ابني وحفيدتي مريم وبعد يومين او ثلاثة أيام عثر على حفيدي الاخر سعيد".
وأضاف، ان" ابني وعائلته ذهبوا ضحية الفساد ولغاية الان لم نحصل على حقوقهم المشروعة، وكل مرة نراجع الجهات المختصة يتم مطالبتنا بمجموعة من الكتب الرسمي التي يحتاج الحصول عليها الى أيام ومصاريف كثيرة".
وطالب ان" يكون القصاص من الأشخاص الذين يقفون وراء غرق العبارة هو التعويض المناسب لذوي الضحايا".
وكانت وثيقة صادرة من محكمة استئناف نينوى الاتحادية المرقمة بالعدد 1123 بتاريخ 24 مارس/أبريل 2019، توجه مذكرة قبض وتحر بحق صاحب العبارة السياحية عبيد إبراهيم علي بجريمه الإرهاب، وفقا للمادة الرابعة من الفقرة الأولى من قانون مكافحة الإرهاب في العراق، وتوجه أفراد الأمن والضبط القضائي باعتقاله، وقد تم اعتقاله بالفعل خلال تواجده في إقليم كوردستان الا انه لم يتم الكشف عن نتائج التحقيق معه لغاية الان.
