الاتحاد الوطني الكوردستاني بالاعتماد على النظام الداخلي للحزب، يستوفي مبالغ مالية قسرا من القوات المنتمية اليه في صفوف البيشمركة كاشتراكات حزبية في الالوية التي شكلتها قوات التحالف الدولي وقامت بتسليحها، الا ان قانون وزارة البيشمركة وقانون العمل الحزبي في اقليم كوردستان يمنع جميع انواع التدخلات الحزبية في الشؤون العسكرية.
تدخلات الاتحاد الوطني، بدأت قبل ثلاثة أشهر في صفوف الالوية المشتركة، بخلاف قرارات وتعليمات الرئاسات الثلاث في اقليم كوردستان والامين العام الراحل للاتحاد الوطني والذي سبق وأعلن عن رفضه للتدخلات الحزبية في صفوف قوات البيشمركة وقوى الامن الداخلي.
هيمن نوري، اسم مستعار لمنتسب في اللواء الاول لقوات البيشمركة والذي اخذ منه ثلاثة الاف دينار الاسبوع الماضي للمرة الثالثة على التوالي قال لـ (كركوك ناو) "أرسل أمر الفوج شخصا الى جميع السريات وكان لديه قائمة بأسماء جميع المنتسبين الذين تعينوا عن حصة الاتحاد الوطني وأخذ من كل واحد منهم مبلغ ثلاثة الاف دينار عراقي كاشتراكات حزبية قسرا".
وتابع "دفعت مبلغ ثلاثة الاف دينار خوفا من نقلي أو إبعادي عن صفوف قوات البيشمركة"، مضيفا "لن ادفع المبلغ بإرادتي، الا انني دفعت المبلغ لتفادي العقوبات العسكرية التي من الممكن ان اتعرض لها".
لن ادفع المبلغ بإرادتي، الا انني دفعت المبلغ لتفادي العقوبات العسكرية
اثناء توزيع رواتب قوات البيشمركة الاسبوع الماضي، أتصل عشرات المنتسبين في اللواء الاول والثاني بـ (كركوك ناو) وعبروا عن قلقهم من اجبارهم على دفع اشتراكات حزبية من المنتسبين التابعين للاتحاد الوطني الكوردستاني فقط.
هؤلاء المنتسبون كانوا في صفوف قوات 70 للاتحاد الوطني الكوردستاني سابقا، ولكنهم نقلوا فيما بعد الى صفوف اللواء الاول والثاني مع منتسبين في قوات 80 للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتشكلت تلك الالوية بجهود التحالف الدولي لاسيما الامريكان والالمان.
بيشرو نوري، منتسب في اللواء الثاني لقوات البيشمركة قال لـ (كركوك ناو) "حتى وان كنت مؤيدا للاتحاد الوطني، الا انني لم ادخل العمل الحزبي قط، وسألت ممثل أمر الفوج وقلت له: بأمر من تستوفون المبالغ المالية منا، أجاب بأمر من مركز تنظيمات البيشمركة للاتحاد الوطني".
وأكد القائد الحالي لوحدات 70 لقوات البيشمركة والذي كان مسؤولا لمركز تنظيمات البيشمركة للاتحاد الوطني الكوردستاني الى حين بداية الاسبوع الجاري، استيفاء مبالغ مالية من منتسبي قوات البيشمركة، ولكن يرفض استيفاء تلك المبالغ بصورة قسرية.
مصطفى جاورش، قائد قوات الـ 70 التابعة للاتحاد الوطني قال لـ (كركوك ناو) "بالاعتماد على النظام الداخلي لحزبنا، نستوفي مبالغ مالية من منتسبينا في قوات البيمشركة، ولكن بصورة طوعية وليست قسرية وننفذ قانون الحزب".
وأكد مصدرين رفيعين في وزارة البيشمركة في حديث مع (كركوك ناو) على ان عدد من المنتسبين تقدموا بشكوى لدى الوزارة بخصوص استيفاء مبالغ مالية منهم وتم اخطار الوزير بذلك.
وبحسب قانون الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان العراق، "يمنع العمل الحزب في جميع المؤسسات التابعة لوزارة شؤون البيشمركة وقوات الامن الداخلي"، وكما ينص قانون وزارة البيشمركة ان مهام الوزارة هي "حماية الكيان السياسي للإقليم ونظام حكمه الديمقراطي والدفاع عن مؤسساته الدستورية".
وتعهدت وزارة البيشمركة بمتابعة قضية استيفاء مبالغ مالية من البيشمركة ومحاسبة الاشخاص الذين يقومون بذلك، هذا ما صرح به رئيس أركان قوات البيشمركة، جمال ايمنكي في حديث مع (كركوك ناو).
وخلافا لما قاله مصطفى جاورش، مسؤول تنظيمات البيشمركة أكد جمال إيمنكي ان "القانون يمنع استيفاء مبالغ مالية من البيشمركة ويعتبره غير قانوني... لا علم لنا بالموضوع، الا اننا نتابع ذلك عن كثب وسنحاسب كل من يتدخل في شؤون البيشمركة".
لا علم لنا بالموضوع، الا اننا نتابع ذلك عن كثب وسنحاسب كل من يتدخل في شؤون البيشمركة
قبل عام 2014، كانت اغلب الاحزاب السياسية تستوفي مبالغ مالية كاشتراكات حزبية من اعضائها المنتسبين في صفوف وزارة البيشمركة، وبحسب معلومات (كركوك ناو)، اوقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني جمع الاشتراكات الحزبية بعد انطلاق الحرب ضد داعش من منتسبيها في صفوف الاولوية المشتركة.
ويأتي استيفاء المبالغ المالية من منتسبين في قوات البيشمركة، بالتزامن مع مباحثات وزارة البيشمركة مع ثلاث فرق تابعة للتحالف الدولي من امريكا والمانيا وبريطانيا، بهدف وضع خطة لتوحيد جميع القوات، هذا بحسب ما قاله الشيخ جعفر مصطفى، نائب رئيس اقليم كوردستان.
وأصدر رئيس اقليم كوردستان والقائد العام للقوات المسلحة السابق مسعود البارزاني في عام 2014، لائحة تعليمات يمنع بموجبه العمل الحزبي في وزارة البيشمركة وأكد على "من يريد ان يُدخل الامور الحزبية الى وزارة البيشمركة، يجب ان يستقيل من منصبه ويعود الى صفوف حزبه لممارسة اعمال الحزبية".
وجاء في التعليمات، يجب توحيد قوات البيشمركة في أقرب وقت ممكن وبشكل معقول "مع إبعاد العمل الحزبي في صفوف البيشمركة".
وبدأت حكومة اقليم كوردستان في 2010، بتوحيد وتنظيم قوات البيشمركة، وتمكنت من توحيد 14 لواء للبيشمركة، ولكن العملية توقفت بسبب الصراعات السياسية والحرب ضد داعش والازمة المالية، هذا ما قاله جبار ياور، أمين عام وزارة البيشمركة.
تمكنت الحكومة من توحيد 14 لواء للبيشمركة، ولكن العملية توقفت بسبب الصراعات السياسية والحرب ضد داعش والازمة المالية
توحيد قوات البيشمركة لم يمنع التدخلات الحزبية في صفوف تلك القوات، وظهر ذلك للعيان اثناء احداث 16 تشرين الاول 2017، عندما انسحبت القوات التابعة للديمقراطي الكوردستاني في صفوف اللواء المشتركة باتجاه أربيل والقوات التابعة للاتحاد الوطني باتجاه السليمانية بأوامر من قياداتهم.