٣٠٠ لتر ماء حصة المواطن اليومية في الموصل

الموصل 2019 ،مشروع ماء الايمن الجديد في مدينة الموصل، تصوير: كركوك ناو

الموصل/ عادل كمال

في الموصل وتحديدا الجزئين الغربي والجنوبي، يواجه السكان شحة في المياه الصالحة للشرب والاستخدامات الأخرى، ويكمن السبب في ان البنى التحتية الخاصة بهذه الخدمة اما ان تعرضت الى التلف او تضررت بشكل جزيي جراء العمليات العسكرية، والتي هي بالأصل متهالكة لقدمها.

التجاوزات على شبكة المياه

"حصة الفرد الواحد من المياه في الموصل تبلغ (300) لتر يومياً وهذا يتوافق مع النسب المقررة عالميا" يذكر ذلك مدير ماء نينوى المهندس نيلسن فيلبس، (لكركوك ناو).

ويتابع، ان" المشاريع الموجودة تكفي لإنتاج ما يسد حاجة ثلاثة ملايين شخص في الموصل أي نحو ضعف عدد السكان الفعليين لكن التجاوزات على الشبكات تشكل تحدياً كبيراً أمام دائرته".

وأشار إلى أن" من بين مهام مديرية ماء نينوى تعقيم المياه وضخها مع صيانة المشاريع والمضخات والخطوط الناقلة والشبكات وتوفير كمية (80) طن من الكلور شهريا مع مواد التصفية الأخرى أي عمل وجهد يومي كبيرين".

مشروع ماء الايمن في الموصل

تطوير الكفاءات

يقول المهندس عماد الصفار، الخبير في مجال تأسيس شبكات نقل المياه، ان" الكوادر الهندسية لماء نينوى يجب الزج بها في دورات تقيمها كلية الهندسة في جامعة الموصل وكذلك التي تقيمها المنظمات الإنسانية العاملة في الموصل، لتطوير الكفاءات ومواكبة العصر لاسيما فيما يتعلق بالأعمال الإنشائية".

يرى الصفار، خلال حديثه الى (كركوك ناو) أن" مواكبة التقدم مهم جداً كون التصاميم تجري الآن بحسب البرامج العلمية الحديثة وهو ما تفتقر اليه مديرية ماء نينوى إذ ان التصاميم توضع بنحو عشوائي وينعكس ذلك على الأداء بالمحصلة، وتؤثر في النهاية على خدمة المواطن".

"الاسكادا"

"انشاء منظومة مراقبة (الاسكادا) للسيطرة على المشاريع مركزيا في مقر مديرية ماء نينوى له أهمية بالغة في الإدارة والإشراف وتلافي المشاكل الحاصلة بنسب توزيع المياه"، تؤكد ذلك المهندسة في مجال المياه عبير الغانم في حديثها لـ (كركوك ناو).

(والاسكادا)، هو نظام التحكم المركزي الذي يتكون من واجهات شبكة التحكم، دخل/خرج، تجهيزات الاتصال والبرمجيات، وتستخدم أنظمة SCADA لمراقبة المعدات والتحكم فيها في العملية الصناعية التي تشمل التصنيع، الإنتاج، والتطوير، وتشمل عمليات البنية التحتية توزيع الغاز والنفط، الطاقة الكهربائية وتوزيع المياه، اذ يأخذ نظام SCADA قراءة العدادات ويتحقق من حالة المستشعرات خلال فترات منتظمة بحيث يتطلب أقل تدخل من الإنسان.

وتتابع الغانم، ان" مشاريع الماء في الموصل بحاجة الى الحداثة ولابد الإفادة من التطور الحاصل في مجال تنفيذ المشاريع العالمية لتحقيق الأفضل في هذا المجال لاسيما وان نهر دجلة يمر عبر الموصل ويقسمها الى قسمين شرقي وغربي".

خزانات تجميع المياه في الساحل الايسر للموصل

 

بدائل مطروحة لتعقيم المياه

يؤكد المهندس علي احمد أحد المسؤولين في قسم التشغيل بدائرة ماء نينوى، ان" الدائرة بصدد الاستعانة ببديل جديد عن مادة (الشب) تسمى (ACF) كفاءتها عالية جداً في مجال التعقيم".

ويوضح (لكركوك ناو)، انه" سيتم التغلب بواسطة المادة الجديدة على العكورة التي تصل في بعض الأحيان إلى (3000) وحدة وبالتالي تتوقف المحطات عن الضخ وتكون هنالك شحة في المياه داخل المدينة".

ولفت إلى ان المادة" خضعت لسلسلة طويلة من الدراسات آخرها في وزارة الصحة، وستتكفل دائرة الماء بشرائها من خلال وارداتها وربما تساهم منظمات إنسانية في هذا الجانب".

وأضاف، ان" مدينة الموصل بحاجة إلى دراسة هيدروليكية لشبكات انابيب مياه الإسالة وأن منظمة الصليب الحمر بالاشتراك مع الكوادر العاملة في الدائرة تقوم بدراسة الشبكات في مختلف مناطق مدينة الموصل لبيان أسباب الإخفاقات فيها".

خزانات تجميع المياه في الموصل

أجور خدمة الماء في الموصل

"دمج أجور المياه مع خدمات البلدية وشبكة المجاري ليس جيدا ويعد سببا رئيسا في عدم دفع المواطنين للمبالغ التي بذمتهم لكونهم مستاؤون من الواقع البلدية وتردي شبكات المجاري"، يقول ذلك المهندس زيدان عمار أحد مسؤولي صيانة شبكة الماء في نينوى.

 

يوضح (لكركوك ناو)، انه" لو تم فصل أجور خدمة الماء عن الخدمات الأخرى، والتي لا تشكل العائدة منها إلى الماء في العادة عن الربع، من المجموع الكلي للخدمات الاخر، فسيسددها المواطنون وبالتالي سترتفع واردات الدائرة وسيساعد ذلك كثيراً في تطوير عملها على حد تعبيره".

وبين بأن" دور المنظمات الانسانية كان كبيراً جدا بعد تحرير الموصل من داعش في 2017، إذ نفذت (231) مشروعا للمياه أنجز منها (145) مشروعاً، تكفلت منظمة (undp) بـ (48) مشروعا، مما يعني أن المنظمات هي التي نفذت كل المشاريع المركزية التي تخص المياه في نينوى".

ازمة المياه خارج الموصل

وفيما يخص المناطق خارج مدينة الموصل فأشار المهندس في مديرية ماء نينوى وائل يحيى "إلى وجود قرض ألماني لإنشاء (25) مشروعاً في العديد من القرى التي تعاني من شحة في المياه".

وعن أزمة المياه المستمرة في ناحية تل عبطة (جنوب غرب نينوى) قال يحيى في حديث (لكركوك ناو)، بأن" هنالك مشروع سيضخ المياه من ناحية القيارة الى الشورة وصولا الى تل عبطة توقف العمل به بسبب الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال الفترة السابقة، وسيتم العمل من جديد به بعد اطلاق الأموال المخصصة بميزانية نينوى المالية".

وتابع، ان" ناحية تل عبطة تحصل على احتياجها من المياه في الوقت الحالي بواسطة السيارات الحوضية، وان هذه الاجراء فيه جهد وصرف مالي كبير فلابد من الاستغناء عنه واعتماد الحلول الدائمية".

ازالة التجاوزات واصلاح احد انابيب نقل المياه في الموصل

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT