يرفض العديد من الاسر الكوردية النازحة من قضاء طوزخورماتو العودة الى ديارها بعد قرابة عامين على النزوح وتفجير محلاتهم ومنازلهم عقب احداث 16 تشرين الاول 2019.
ونزحت اغلب تلك الاسر في شهر تشرين الاول من عام 2017 باتجاه منطقة كرميان، ولم يتسلموا تعويضات مالية مقابل الاضرار الذي لحقحت بهم ولا يستطيعون اعادة اعمار محل سكناهم.
شيلان عثمان (39 عاما)، كانت تسكن بمنطقة حي الجميلة في طوزخورماتو قبل احداث تشرين الاول 2017، ومنذ عامين تعيش بيعدا عن منزلها وتسكن في ناحية رزكاري التابعة لقضاء كلار، وقالت لـ (كركوك ناو) "فجروا منزلنا في احداث 16 تشرين الاول 2017 ولا نستطيع اعادة اعمارها، وانهينا بناء المنزل قبل تفجيره بفترة وجيزة، ولا زلنا مطالبين بخمسة ملايين دينار عراقي لاصحاب محلات المواد الانشائية لم ندفعها بعد".
وتقول شيلان كان زوجي منتسبا في الشرطة وبصعوبة كبيرة تمكنا من الخروج من طوزخورماتو في 16 تشرين الاول 2017، وتعرضنا لاطلاق النار واصابة عدد من العيارات النارية سيارتنا ومنزلنا.
كما ويرفض العديد من اقارب شيلان العودة الى طوزخورماتو بعدما نزحوا الى منطقة كرميان ويفضلون العيش من النزوح بدلا من العودة.
"اغلب اقاربي يرفضون العودة الى طوزخورماتو، لان منازلهم تفجرت او احرقت ولا تصلح للعيش فيها مرة اخرى" هذا ماقالته شيلان.
اعادة قوات العراقية انتشارها في 16 تشرين الاول 2017 بقرار من القائد العام للقوات المسلحة العراقية السابق حيدر العبادي، في المناطق المتنازع عليها بعد انسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق.
أحمد عولا ذو الـ (53 عاما)، نزح من طوزخورماتو الى قضاء كلار، توفي زوجته في فترة النزوح بسبب المرض وتركت من بعدها سبعة اطفال.
وقال عولا في حديث مع (كركوك ناو) "تركت طوزخورماتو في 16 تشرين الاول 2017، ولم ارجع اليها وقررت عدم العودة مرة اخرى، احرقوا منزلي ولا استطيع اعادة اعماره مرة اخرى، خسرت كل شيء في يوم واحد".
احمد مواطن اخر كان يسكن طوزخورماتو قبل 16 تشرين الاول 2017، وهو موظف بدائرة الدفاع المدني بطوزخورماتو نزح الى كرميان بعد عودة القوات العراقية ويأتي يوميا الى القضاء لوحده لاداء واجبه وبنفس الراتب ويقول "صحيح راتبي قليل ويكفيني بصعوبة، الا انني مطمئن باننا ننام بأمان في الليل".
ونشر (كركوك ناو) تقريرا قبل اشهر بأن اكثر من 200 منزلا و100 محلا تجاريا تعرضت للنهب والحرق في منطقة الجمهورية في احداث 16 تشرين الاول، مع تفجير اكثر من 50 منزلا تعود ملكيتها للمسؤولين من القومية الكوردية وعناصر في قوات البيشمركة والمتطوعين، بعد الاشتباكات التي دارت بين القوات العراقية وقوات البيشمركة.
وقال سردار احمد فتاح، عضو مجلس قضاء داقوق عن الكتلة الكوردية لـ (كركوك ناو) "لم يعد اكثر من 15 بالمائة من النازحين الكورد من اهالي قضاء طوزخورماتو الى منازلهم بعد ولاسباب مختلفة، من بينها تفجير 93 منزلا واحراق 350 منزل اخر، ولم يستلم الاهالي تعويضات مادية من قبل الحكومة العراقية لاعادة اعمار منازلهم".
وأضاف، على الرغم من محاولاتنا العديدة مع الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان لتعويض المتضررين، الا انهم لم يلبوا طلب المواطنين المتضررين من احداث 16 تشرين الاول، مع الاسف الجميع كان مقصرا بحق المواطنين.
وبحسب تقرير لبعثة امم المتحدة في العراق (اليونامي) والذي نشره في اواخر عام 2018، فان اكثر من 1440 عائلة نازحة بسبب احداث شهر تشرين الاول 2017، لم ترجع الى قضاء طوزخورماتو.
وتابع عضو مجلس قضاء طوزخورماتو، ان عدد من تلك الاسر النازحة تركت منازلها قبل 16 تشرين الاول بسبب "مخاوف هجوم مسلحي داعش وعودة الحشد الشعبي الى القضاء وخصوصا في احياء رزكاري وحي الجميلة وتضررت تلك المناطق كثيرا".
وبحسب تحقيقات بعثة الامم المتحدة، فجرت واحرقت اكثر من 150 محلا ومنزلا للمواطنين في احداث 16 تشرين الاول 2017 في طوزخورماتو.
ومن جهته قال مسؤول مركز حمرين للاتحاد والوطني الكوردستاني، كريم شكور في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "نازحي 16 تشرين الاول لايمكنهم العودة، بسبب الوضع الامني والاضرار الذي لحق بمنازلهم وعدم تعويضهم عن الاضرار لحق بهم".
وطالب مسؤول الاتحاد الوطني، باعطاء ضمان حماية حياة النازحين في حال عودتهم الى طوزخورماتو وتمكينهم من العودة.
قضاء طوزخورماتو يتبع محافظة صلاح الدين اداريا، وهي المنطقة الوحيدة المتنازعة عليها في تلك المحافظة بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان ويسكنه خليط سكاني من العرب، الكورد والتركمان.