المطر حول شوارع مدينة الموصل الى مستنقعات وبرك إصابة حركة المارة والعجلات بـ"شلل نصفي"، فيما طالب مواطنون بضرورة إيجاد الحلول الدائمة لمشكلة تصريف المياه التي تعاني المدينة منها، وتوقف المسؤولين عن إطلاق الوعود دون تنفيذ.
مجاري نينوى كانت قد شكت (لكركوك ناو) تلكؤ الشركات المنفذة للمشاريع الاستراتيجية في الموصل، ومعاناة شبكة المجاري من القدم والتهالك وتضرر اغلبها جراء حرب التحرير.
"الموصل غرقت بأغلب شوارعها مع اول زخة مطر تسقط، فما هو الحال بعد شهر من الان وكيف سنعيش" يقول المواطن فرزدق العبدلي (41) عاما.
ويضيف الى (كركوك ناو)، ان" احياء المالية والسكر والبلديات والميثاق والرفاق والمثنى والبريد وسومر ودوميز وفلسطين وسوق النبي يونس وكراج الشمال في الساحل الايسر لمدينة الموصل قد غرقت بعد ان استمر المطر بنحو غير قوي لمدة ساعتين او أكثر بقليل".
نسبة الاضرار في وحدة تصريف مياه الامطار لمدينة الموصل بلغت 30%، فيما بلغت نسبة الاضرار التي لحقت بوحدة محطات التصريف 25% بعد معارك التحرير حسب إحصائية حصرية حصلت (كركوك ناو) عليها من مديرية مجاري نينوى.
التجاوزات على شبكات تصريف المياه وراء اغلب الفيضانات التي شهدتها الموصل
"التجاوزات على شبكات تصريف المياه وراء اغلب الفيضانات التي شهدتها شوارع الساحل الايسر لمدينة الموصل امس الثلاثاء" يقول ذلك مدير صيانة مجاري الجانب الايسر محمود طه.
وأضاف في حديث الى (كركوك ناو) ان "النفايات المتراكمة قرب منافذ التصريف هي الأخرى كانت السبب في اتساع دائرة الفيضانات، فضلا عن سرقة اغطية فوهات المجاري من قبل بعض ضعفاء النفوس ما يؤدي الى تراكم الاوساخ فيها".
منصور المرعيد يؤكد استعداد المحافظة جيدا هذا العام لموسم الامطار
محافظ نينوى منصور المرعيد أكد يوم الاثنين 7 تشرين الأول الجارٍ (لكركوك ناو) استعداد المحافظة جيدا هذا العام لموسم الامطار من خلال توفير التخصيصات المالية اللازمة لمشاريع المجاري قصيرة الأمد، وأضاف ان ادارة المحافظة وجهت بإدخال شركات مساندة للعمل ضمن مشاريع المجاري صحبة الشركات المنفذة لغرض تسريع وانجازها قبيل حلول موسم الامطار.
"هذا هو الواقع وليس ما ذكره المحافظ بشأن عدم غرق شوارع الموصل بمياه الامطار هذا العام كالأعوام السابق" يقول ذلك المواطن رعد إبراهيم وهو يحاول العبور مع ابنه (8 أعوام) الشارع الغارق بمياه الامطار في منطقة المجموعة الثقافية شمالي الموصل.
ويضيف الى (كركوك ناو) منذ أعوام وهذا هو الحال في المدينة المنكوبة فمع اول زخة مطر لا يمكن السير حتى على الأرصفة وان طلبة الابتدائية هم الضحية فلا يستطيعون السير حتى.
شوارع الموصل شهدت منذ أمس الثلاثاء زخما مروريا بسبب غرق الشوارع ما ضاعف معاناة السكان لاسيما شرائح العمال والطلبة والكسبة، الذين وجدوا صعوبة في التنقل.
المواطن عبد الجليل رائد (29) عاما صاحب محال لبيع الاكسسوارات بسوق النبي يونس شرقي الموصل يقول ان المنطقة أغلقت بالكامل بعد غرقها بمياه الامطار.
ويضيف في حديث الى (كركوك ناو) ان كميات الامطار التي تساقطت كانت قليلة جدا الا ان المنطقة سرعان ما غرقت الامر الذي تسبب بخسائر مادية للعاملين في السوق، وهو ما ينذر بوقوع ازمة خدمية خلال فصل الشتاء.
شبكة مجاري الموصل من النوع الكونكريتي القديم، اذ يعد استبدالها بشبكة حديثة من النوع البلاستيكي مكلف جدا بسبب ان العراق لا يمتلك مصانع لإنتاج الانابيب البلاستيكية لذا لابد من استيرادها من الخارج.
المهندس عمر قبع بمديرية مجاري نينوى حمل المواطنين في منطقة النبي يونس مسؤولية الغرق الناجم عن انسداد شبكات المجاري نتيجة تراكم النفايات.
يقول قبع بحديث الى (كركوك ناو)، ان" 10 الاف قنينة ماء فارغة جرى استخراجها من احدى شبكات تصريف المياه في منطقة النبي أمس وهذا يدل على اهمال المواطن وعدم تعاونه وبالتالي التسبب بأزمة خدمية حادة".
مجاري نينوى كانت قد شرعت وبالتعاون والتنسيق مع منظمة whh الألمانية قبل أسابيع بحملة تسليك وتنظيف شبكات المجاري في مدينة الموصل استعدادا لمواجهة موسم سقوط الامطار.
"لا يوجد تنسيق بين عمل الدوائر الخدمية في الموصل وهذا أدى الى تراجع المستوى الخدمي لا بل انهياره" تؤكد ذلك المواطنة رحاب خيرو وتعزز كلامها بدليل قيام مديرية بلدية الموصل بإكساء فتحات تصريف المياه خلال حملات تبليط الشوارع بمناطق الميثاق والوحدة والسكر وتقاطع النبي يونس.
تقول المواطنة رحاب بحديث الى (كركوك ناو)، ان" تبليط فتحات المجاري يدل وبشكل قاطع على غياب التنسيق بين البلدية والمجاري والفساد في عملهما وهو ما يجب على المحافظ منصور المرعيد فتح تحقيق بهذه المسألة".
بلدية الموصل تنفي عدم التنسيق مع مديريتي مجاري وماء نينوى
المهندس فراس سلطان مدير المشاريع في مديرية بلدية الموصل ينفي عدم التنسيق مع مديريتي مجاري وماء نينوى خلال حملات تبليط الشوارع في الموصل والتي تجاوزت مليون ونصف متر مربع في جانبي المدينة.
سلطان وفي معرض رده على سؤال نقله (كركوك ناو) اليه بشأن تبليط فوهات المجاري في بعض المناطق، أجاب بوقوع بعض الأخطاء خلال عملية تنفيذ المشاريع، مؤكدا ان بلدية الموصل اشتركت أمس في مساعدة الدوائر الأخرى لتصريف مياه الامطار.
"المنطقة القديمة وسط الموصل غرقت بالكامل مع زخة مطر خفيفة فكيف هو الحال مع امطار تشرين الثاني وكانون الأول والثاني وشباط؟" يتساءل المواطن جعفر سلام من سكنة منطقة السرجخانة وسط المدينة.
ويضيف بحديث الى (كركوك ناو) ان أنقاض المبان التي خلفتها الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ما تزال في احياء المنطقة القديمة وعند الامطار تغلق المجاري ما يتسبب بدخول المياه الى المنازل كالأعوام السابقة وتكبيدهم خسائر مادية كبيرة.
الحاجة ام عبد الوهاب تنتقد حكومة نينوى المحلية وخاصة المحافظ منصور المرعيد تجاه الواقع الخدمي في المنطقة القديمة.
تقول ام عبد الوهاب الى (كركوك ناو)، ان" اغلب مناطق ايمن الموصل غرقت وان المحافظ المرعيد عندما تسلم المنصب كان عليه ان يهتم بالجانب الخدمي لاسيما المنطقة القديمة لأنها أكثر من تضرر بسبب الحرب وان منازلها على وشك السقوط ومنخفضة وان دخول المياه على العائلات سيزيد معاناتهم أكثر".
ام عبد الوهاب طالبت المحافظ بثورة تجاه الواقع الخدمي في الساحل الأيمن قبل دخول فصل الشتاء رسميا.
الموصل ومنذ حوالي تسعينات القرن الماضي لم تشهد أي تحديث أساسي للتصميم، اذ غادرها التخطيط العمراني منذ أكثر من 28 سنة ولم تدخل أي دراسة استشارية لتحديث استخدامات الأرض في المدينة الى يومنا هذا حسب مختصون.