رواتب صحة نينوى المقطوعة منذ شهرين صرفت لشهر واحد فقط، فيما لوح منتسبو الصحة بتجديد إضرابهم وجعله شاملا في حال لم تصرف مستحقاتهم المالية على نحو كامل وبموعدها المحددة.
منتسبو صحة نينوى كان قد اضربوا في 15 تشرين الأول 2019 عن العمل احتجاجا على تأخر صرف مرتباتهم المالية منذ شهر أيلول الماضي، وعدم منحهم الراتب المدخر لشهر حزيران 2014.
اذ توقف نحو 50 ألف موظف في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة الى صحة نينوى عن تقديم الخدمات الى المراجعين المرضى، ما تسبب بأزمة صحية حقيقية عاشتها المحافظة ذلك اليوم.
"راتب شهر أيلول الماضي لمنتسب صحة نينوى جرى صرفه فيما راتب شهر العاشر ينتظر موافقة مجلس الوزراء العراقي" يقول ذلك مدير صحة نينوى جاسم إبراهيم المعماري مدير صحة نينوى.
ويضيف في حديث صحافي الى (كركوك ناو) ان المشاكل المالية الخاصة بمديرية صحة نينوى يجب ان تحل من قبل حكومة بغداد على أسرع وجه للحفاظ على الوضع الصحي الراهن في المحافظة.
جاسم إبراهيم المعماري أكد ان راتب شهر حزيران عام 2014 المدخر لدى الحكومة الاتحادية سيصرف، وليس هناك اية ازمة تخص المستلزمات الطبية في مشافي نينوى ومراكزها الصحية.
رواتب مؤسسات نينوى الحكومية لشهر حزيران – يونيو 2014 حجبت من قبل الحكومة الاتحادية بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الموصل، فجرى صرفها بعد التحرير الى بعض الدوائر فيما لاتزال دوائر أخرى بانتظار الصرف ومنها صحة نينوى.
"الراتب حقنا هذا مقابل الخدمات التي نقدمها ليل نهار ولا نستجدي من أحد، وعلى الرئاسات الثلاث (الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء) ان تفهم ان موظفي صحة نينوى حقوقهم مسروقة" تقول ذلك المنتسبة في مديرية صحة المحافظة ريم خليل (36) عاما.
تبين في حديث الى (كركوك ناو) ان راتب شهر التاسع (أيلول) جرى صرفه في شهر الحادي عشر (تشرين الثاني)، وان راتب شهر العاشر تشرين الأول لم يصرف الى اليوم فأي مسؤول في الحكومة يستطيع ان يتحمل عدم استلام راتبه الشهري؟.
ريم خليل تشير ان رسالتنا الى الحكومة "إذا لم تنصف موظفي صحة نينوى وتسرع في صرف مستحقاتهم المالية فسوف نعلن الاضراب الشامل عن العمل هذه المرة".
7 الاف موظف جرى تعيينهم في صحة نينوى خلال الأعوام الماضية من دون تخصيص ميزانية مالية لرواتبهم، وكانت الأجور تدفع لهم من الميزانية التشغيلية والامانات ونتيجة الى التراكمات أصبحت الصحة تعاني من عجر مالي كبير جدا في الوقت الحالي حسب ما أكدته صحة نينوى (لكركوك ناو).
" تورهان المفتي رئيس سكرتارية الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات وممثل الحكومة في مجلس النواب وعد بصرف رواتب صحة نينوى خلال الأيام القليلة القادمة" يقول ذلك النائب خليل المولى.
يوضح المولى في حديث صحافي خاص لـ (كركوك ناو)، ان وزارة الصحة وجهت كتابا الى رئاسة مجلس الوزراء لسد العجز المالي الذي تعاني منه صحة نينوى منذ عام 2013 ولغاية اليوم وقدره 114 مليار دينار.
وزارة المالية كانت قد اخلت مسؤوليتها من ازمة رواتب منتسبي صحة نينوى لشهري أيلول وتشرين الاول، وأكدت صرفها وحملت دائرة صحة المحافظة مسؤولية التأخير، لمطالبتها بزيادة مبلغ الرواتب ورفض تسلم المبلغ الحالي وهذا بالتالي أدى الى حدوث ازمة رواتب.
"الاضراب القادم لكوادر صحة نينوى سيكون شاملا ومستمرا في حال واصلت الحكومة الاتحادية قطع رواتبنا وحجب راتب شهر السادس (حزيران) عنا" يقول ذلك المنتسب في مديرية صحة المحافظة علي عبد الله 47 عاما.
الدكتور علي عبد الله يوضح في حديثه الى (كركوك ناو)، ان " الحلول الترقيعية لازمة الرواتب لم تعد تجدي نفعا وان العجز المالي الذي تواجهه صحة نينوى تتحمله الحكومة الاتحادية التي عليها التحقيق في الامر".
التخصيصات المالية للدوائر الحكومية زيادتها ليس من مهام وزارة المالية، انما تتم بكتاب رسمي يرفع من الدائرة ومن ثم يصادق عليه المحافظ ويرسل الى مجلس الوزراء لدراسته ومن ثم المصادقة عليه او رفضه حسب الحاجة والمضمون، حسبما ما أكدته وزارة المالية (لكركوك ناو) في 15 تشرين الأول 2019.
الشارع الموصلي ما يزال يترقب تطورات الاحداث في ملف الصحة ويخشى تجدد اضراب الكوادر الصحية عن العمل لما لهذا الاضراب ما اثار سلبية على مرافق الحياة بنحو عام.
