جامعة الموصل تشهد ولليوم الثالث اضرابا طلابيا عن الحضور الى القاعات الدراسة تأييدا للتظاهرات الشعبية في العاصمة بغداد ومدن جنوب العراق، اذ يحضر الطلبة الى الحرم الجامعي الا انهم لا يدخلون القاعات ويبقون في باحة الحرم الجامعي.
بغداد تشهد منذ ليل الخميس 24 تشرين الأول 2019، تظاهرات مناهضة للحكومة أغلقت على إثرها المنطقة الخضراء (المجمع الحكومي) وجميع الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد، رافق ذلك انتشار أمني كثيف بجميع مناطق العاصمة.
الامتناع عن حضور الحصص التدريسية اقل شيء يمكن ان يقدمه طلبة جامعة الموصل الى المعتصمين
"الامتناع عن حضور الحصص التدريسية اقل شيء يمكن ان يقدمه طلبة جامعة الموصل الى المعتصمين في سوح التظاهر منذ اثنا عشر يوما" تقول ذلك الطالبة الجامعية رهف عبد الباقي 19 عاما.
وتضيف في حديث الى (كركوك ناو) ان" سكان الموصل إذا كانوا ممنوعين من التظاهر خشية اتهامهم بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فهذا لا يمنع من العصيان المدني لإسقاط الفساد".
عراقيون متظاهرون قطعوا عدة شوارع في العاصمة بغداد ومدن أخرى منذ الأحد 3 تشرين الثاني 2019 ضمن دعوة إلى بدء "عصيان مدني" عام في البلاد، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
"طلبة جامعة الموصل اضربوا عن الدوام الرسمي ولم يلتحقوا بمقاعد الدراسة وقد شوهدوا في باحات الكليات تزامنا مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات وتعالي دعوات المتظاهرين الى اللجوء للعصيان المدني العام" تقول ذلك التدريسية الجامعية الدكتورة (ن، البياتي) والتي طالبت الاكتفاء بذكر الحرف الأول من اسمها خشية تعرضها الى المساءلة القانونية.
توضح البياتي في حديث خاص الى (كركوك ناو) ان الكادر التدريسي في جامعة الموصل مع قرار الطلبة بالإضراب عن الدوام لمساندة المتظاهرين الا ان الجميع يخشى التعرض الى الفصل من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حال أعلن عن مساندته".
قصي السهيل وزير التعليم العالي والبحث العلمي كان قد دعا طلبة الجامعات والكليات والمعاهد والأساتذة والموظفين في بغداد والمحافظات كافة الى الالتحاق بشكل طبيعي الى الدوام، وحذر من العصيان المدني او الاعتصامات داخل الجامعات والمؤسسات التابعة لها.
نقابة المعلمين العراقيين اعلنت تمديد الإضراب عن الدوام الرسمي، والذي كان من المحدد أن يعود الطلاب، والطالبات إلى مدارسهم يوم الأحد 3 تشرين الثاني 2019، ليتمدد اعتصامهم لمدة أسبوع أخر قابل للتجديد.
الاضراب عن الدوام هو للتضامن مع دماء الشهداء
الطالب في جامعة الموصل عبد العزيز ذنون يقول ان "الاضراب عن الدوام ليس الهدف منه عدم الانصياع لتعليمات النظام الجامعي ولأوامر رؤساء الأقسام انما التضامن مع دماء الشهداء الذين سقطوا والمرابطون في العراء من اجل الغاء المحاصصة والقضاء على الفساد وانهاء الظلم والتهميش الذي يعاني العراق منه".
وأضاف ان" الطلبة اتفقوا على البقاء داخل الحرم الجامعي والاضراب عن الدوام وعدم النزول الى الشارع لان الجميع يخشى ان تتهم مدينة الموصل بالتحريض على الإرهاب والعنف والضرب بوحدة العراق، لاسيما وان هذه التهم وغيرها أصبحت جاهزة بعد سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") عليها".
العصيان المدني والاضراب وسيلتان تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها والثأر على القوانين غير العادلة، وقد استخدم في حركات مقاومة سلمية عديدة موثقة كما حدث في الهند (حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية).
رجال الامن ينتشرون داخل حرم جامعة الموصل ومحيطها بكثرة
"رجال الامن ينتشرون داخل حرم جامعة الموصل ومحيطها بكثرة وان هؤلاء مهمتهم مراقبة تحركات الطلبة لاسيما المؤثرين منهم للتدخل والقبض عليهم قبل ان ينجحوا في توحيد موقف الطلبة" تقول ذلك الطالبة الجامعية (هـ، غ).
تتحدث الطالبة (هـ، غ) الى (كركوك ناو) قائلة "أبناء الموصل احرار وطنيون متضامنون مع أبناء العراق في كل الازمات الا ان تهم "داعش" هي من تكسر ظهرهم ولا تسمح لهم بالحديث والتعبير والمساندة ورغم هذا جميع الطلبة مستمرون بالاعتصام لحين تنفيذ مطالب المتظاهرين السلميين".
مدارس ومؤسسات حكومية عدة اغلقت أبوابها في بغداد ومدن جنوبية عدة الأحد، أول أيام الأسبوع في العراق الذي يشهد احتجاجات دخلت شهرها الثاني للمطالبة بتغيير النظام السياسي.
الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول - أكتوبر الماضي، شهدت أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل 257 قتيلا على الأقل، بحسب أرقام رسمية.
ووسط دعوات الناشطين إلى عصيان مدني، أدى إعلان نقابة المعلمين الإضراب العام الأحد إلى شلل في معظم المدارس الحكومية في العاصمة بغداد والجنوب.
الموصل لم يسمح لها من قبل الجهات الأمنية العليا بالتظاهر لمساندة تظاهرات بغداد والجنوب، حسبما افاد ناشط مدني موصلي في وقت سابق (لكركوك ناو) مشترطا عدم ذكر اسمه، وقال "تقدمنا بطلبين الى قيادة عمليات نينوى لاستحصال موافقة رسمية للخروج بوقفة تضامنية وسط الموصل، مع سكان بغداد الا انها رفضت بدون بيان الأسباب الحقيقية".
الفريق الركن نومان الزوبعي قائد عمليات نينوى، كان قد قال في 9 تشرين الأول 2019 بحديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان أهالي الموصل يرفضون التظاهر لأنهم يعلمون ان التظاهر هو خارج عن القانون.
واكد ان" نينوى بجميع اقضيتها ونواحيها لم تشهد تظاهرات على غرار تظاهرات بغداد والمدن الأخرى لأنهم فهموا الدرس والمخطط الذي كان يحاك عليهم من قبل الأعداء ويهدف إعادة المدن المحررة الى المربع الأول".
مسيحيون من بلدة القوش في سهل نينوى كانوا قد نظموا في 27 تشرين الأول 2019 وقفة تضامنية مع التظاهرات الشعبية التي تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
وعلى وقع التظاهرات، أصدر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قراراً يقضي بإعادة المفصولين من الداخلية والدفاع والحشد، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية، الا ان ذلك لم ينفع في اخماد التظاهرات.
ساحة التحرير وسط بغداد، ما تزال تشهد توافد المئات من الموظفين، وطلبة الجامعات، للوقوف مع المتظاهرين المطالبين لحين تلبية مطالبهم بإقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، وحل البرلمان، ومحاكمة الفاسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين، وإعلان حكومة إنقاذ وطني، مع مطالب أخرى من توفير فرص العمل، والخدمات، والحياة الكريمة.
منطقة العلاوي في بغداد استقبلت مساء أمس الاثنين تعزيزات أمنية بعد ان شهدت تظاهرات امام مبنى رئاسة الوزراء، ومقر الحكومة ووزارة الخارجية.
الفيسبوك، وتويتر، وإنستغرام شهد منذ اول أمس، دعوات من قبل ناشطين لإعلان عصيان مدني، داعين الموظفين في دوائر الدولة للانضمام إليهم في التظاهرات المستمرة بأعداد مليونية.