بعد مرور خمسة سنوات على استعادة مناطقهم من قبل القوات الامنية العراقية من قبضة تنظيم داعش، الا ان بعض سكان ناحيتي جلولاء والسعدية يفضلون البقاء في مخيمات النزوح بدلا من العودة الى ديارهم، بسبب وجود معوقات كثيرة تعرقل عودتهم.
ناحيتي جلولاء والسعدية تتبعان قضاء خانقين اداريا، سيطر عليهما تنظيم داعش في منتصف عام 2014، وتمكنت القوات الامنية من استعادتهما في شهر تشرين الثاني من نفس العام، الا ان الاف الاسر التي نزحت من تلك النواحي تعيش في ظروف صعبة في مخيمات النزوح ولكنها لا تنوي العودة الى مناطقها.
"منزلنا تهدمت بالكامل، لا نعرف ما ان كان تنظيم داعش أو الجماعات المسلحة قامت بذلك، .. اغلب سكان قريتنا لم يعودا الى منازلهم لنفس السبب، ومع كل ذلك؛ لم نستلم التعويضات من الحكومة لاعادة اعمار أو بناء منازلنا"، يوسف حمد (2 عاما) قال ذلك.
يوسف حمد، من اهالي قرية بني ويس التابعة لناحية السعدية، نزح قبل خمسة سنوات الى مخيم عالياوة بقضاء خانقين، ويسكن في الوقت الحالي برفقة عائلته في مخيم الوند بعدما اغلقت الحكومة العراقية مخيم عالياوة.
وبحسب المتابعات الصحفية لـ (كركوك ناو)، من اهم المعوقات التي تعرقل عودة نازحي ديالى الى مناطق سكناهم، هي عدم توفر فرص العمل، الخلافات العشائرية وتأخير التصريح الامني التي تصدر من القوات الامنية لتسهيل عودة النازحين.
في الايام الـ 10 الماضية وفي عدد من المناطق التابعة لناحية جلولاء، قُتل 12 مواطنا ومنتسبا في القوات الامنية بسبب الهجمات المسلحة.
وتسكن اكثر من تسعة الاف اسرة من سكان نواحي جلولاء، السعدية والمقدادية وعدد اخر من الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة ديالى بقضاء خانقين، وبحسب احصائيات وزارة الهجرة والمهجرين، 850 عائلة من مجموع تسعة الاف عائلة نازحة تسكن بمخيمي الوند 1-2.
مدير دائرة الهجرة والمهجرين في خانقين، علي غازي قال في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "بعض النازحين الساكنين في خانقين اصبحوا اصحاب عمل في القضاء ولا ينوون العودة مرة اخرى الى مناطقهم، والبعض الاخر لم توافق القوات الامنية على عودتهم الى مناطق سكناهم الاصلية بعد".
يخضع النازحين الذين ينوون العودة الى التدقيق الامني من قبل جهاز الامن الوطني لمعرفة ما ان كانوا مطلوبين لدى القوات الامنية ام لا بتهمة الانتماء الى تنظيم داعش.
ومن اسباب عدم عودة النازحين الى مناطقهم بحسب ما اشار اليه مدير دائرة الهجرة والمهجرين في خانقين، عدم توفر فرص العمل واثار الدمار الذي لحق بالمنطقة والخلافات العشائرية مع عدم تعويض المتضررين جراء الاشتباكات المسلحة.
وبسبب الاشتباكات التي دارت بين القوات الامنية ومسلحي تنظيم داعش في عدد من المناطق التابعة لمحافظة ديالى، تهدمت وتضررت مئات المنازل والبنى التحتية والخدمية في تلك المناطق.
"الخلافات العشائرية تعتبر من اهم الاسباب التي تعرقل عودة النازحين الى مناطقهم، البعض منا عاد الى منزله الا انه تعرض لمشاكل عشائرية ونزح مرة اخرى الى المخيمات، لذا نفضل البقاء في خانقين بدلا من العودة" ايهاب نجم، نازح من قرية سنسل بناحية المقدادية قال ذلك.
وقال ايهاب اثناء حديثه لـ (كركوك ناو) "تعرض بعضنا للاعتقال من قبل القوات الامنية بعد عودتنا الى قرانا كما وشهدت مناطقنا اعمال عنف وانفجار العبوات الناسفة، وعلى اثر ذلك نزح البعض منا مرة اخرى الى خانقين".
وتسعى الحكومة العراقية من خلال توزيع منح مالية على تشجيع النازحين للعودة الى مناطقهم واغلقت العديد من مخيمات النزوح بهدف اجبار النازحين على العودة.
ويقول مدير الهجرة والمهجرين في خانقين "منذ خمسة اعوام نحن مستمرون بتقديم المساعادات وتوفير المواد الغذائية للنازحين، الا ان عدد من المنظمات الدولية قللت مساعداتها للنازحين وتنفذ مشاريعها في المناطق المستعادة، لحث المواطنين على العودة الى مناطقهم".
ناحيتي جلولاء والسعدية، تعتبران من المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد وتتبعان قضاء خانقين بمحافظة ديالى، يسكنهما خليط سكاني من العرب والكورد والتركمان، سيطر عليهما تنظيم داعش في منتصف عام 2014، الا ان القوات الامنية تمكنت من استعادتهما في شهر 11 من نفس العام.