حداد ومجالس عزاء في الموصل تضامن مع ضحايا تظاهرات بغداد ومدن الجنوب

نينوى 2019، طلبة جامعة الموصل يؤدون صلاة الغائب على ارواح ضحايا التظاهرات الشعبية في بغداد ومدن الجنوب، تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

الموصل شهدت يوم الاحد، الأول من كانون الأول 2019 تعطيل الدوام الرسمي في مؤسساتها العلمية والتربوية، وتنظيم مجالس عزاء ووقفات احتجاجية تضامنا مع المتظاهرين في العاصمة بغداد ومدن الجنوب وتنديدا بقتلة المدنيين في الناصرية والنجف وكربلاء وبغداد، فيما عززت القوات الأمنية انتشارها في شوارع المدينة.

الناصرية جنوب العراق عاشت منذ مساء الأربعاء 27 تشرين الثاني 2019، أيام صعبة على وقع الاحتجاجات الشعبية وتصدي القوات الأمنية لها ما أدى الى وقوع 32 شخصا واصابة أكثر من 180 آخرين وفقا لمصادر طبية.

"أقمنا صلاة الغائب على أرواح ضحايا التظاهرات داخل حرم جامعة الموصل وامتنعنا عن دخول القاعات الدراسية تنديدا بقتل المتظاهرين السلميين على يد القوات الأمنية" يقول ذلك الطالب الجامعي يونس إسماعيل 19 عاما.

ويضيف ان الحداد على اراوح شهداء التظاهرات اقل ما يمكن تقديمه من قبل أبناء الموصل الى من يسعى تغيير واقع البلد والقضاء على الفساد والمحاصصة الحزبية وتحقيق الأفضل.

70 متظاهراً قتلوا وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين، في أكثر موجة دموية في الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 الموصل 11
رئاسة جامعة الموصل في وقفة تضامنية مع تظاهرات بغداد ومدن الجنوب

الامن الوطني- مديرية امن الموصل وقوات سوات انتشرت على مدار محيط جامعة الموصل وامام أبواب الحرم الجامعي بشكل مكثف ومنعت الطلبة الخروج الى الشوارع بمظاهرة حاشدة للتنديد بقتل المتظاهرين.

"الأوامر الأمنية العليا قضت بعدم السماح الى أي طالب الخروج الى الشارع حفاظا على سلامتهم من أي اذى قد يلحق بهم وللحفاظ على الاستقرار داخل الموصل" يقول ذلك مصدر أمني في حديث خاص مع (كركوك ناو).

مفوضية حقوق الإنسان العراقية، حذرت من تزايد دائرة المجزرة في محافظة ذي قار، داعية ممثلي التظاهرات ووجهاء وشيوخ عشائر ورجال دين إلى التدخل العاجل، لنزع فتيل الأزمة وتدارك الأمور وحقن دماء الشباب المتظاهرين.

"لا يحق لهم احتجازنا داخل الحرم الجامعي ومنعنا من التظاهر في الشوارع لمساندة اخوتنا في سوح التظاهرات وللمطالبة بالقصاص العادل من قتلة المتظاهرين السلميين" تقول ذلك الطالبة عذراء أيوب 20 عاما.

وتؤكد في حديث صحافي الى (كركوك ناو) ان "طلبة جامعة الموصل ورئاستها وقفوا الاحد 1 كانون الأول 2019 وقفة حداد والجميع أدى صلاة الغائب وبعد ذلك حاولنا كطلبة الخروج الى الشارع الا اننا تفاجئنا بجدار صد أمني يمنعنا وهذا مخالف للدستور والقانون".

ناشطون عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجهوا دعوة للبدء بعصيان مدني منذ مساء اليوم الاحد ويتوقع أن تشمل دعوات العصيان محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وهي المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة "داعش" قبل سنتين ونصف.

 تضامنية
حداد داخل جامعة الموصل

"قوات امنية مدججة بالسلاح والعتاد انتشرت بأعداد كبيرة جدا في مناطق المجموعة الثقافية والمنصة والنبي يونس وساحة الاحتفالات في الساحل الايسر لمدينة الموصل وهي المناطق الأكثر توقعا لتجمع شرائح مجتمعية موصلية للتظاهر" يقول ذلك مراسل (كركوك ناو).

ويضيف ان الحركة المرورية في الموصل شهدت اختناقا بالتزامن مع الانتشار الأمني، فيما كانت شرائح الطلبة هي الأكثر تفاعل في المجتمع الموصلي بمساندة التظاهرات الشعبية.

عادل عبد المهدي كان قد اوكل مهمة استعادة الأمن في الناصرية إلى الفريق الركن جميل الشمري الذي كان قائدا لعمليات البصرة خلال المظاهرات الدامية في صيف 2018، لكنه عدل عن القرار الخميس على خلفية تصاعد عمليات القمع ضد المحتجين.

المثنى، والديوانية، وديالى، وبابل، وميسان، وكربلاء، والبصرة، النجف، وذي قار أعلنت الحداد على أرواح قتلى التظاهرات المناهضة للحكومة، الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين.

 تضامنية في الموصل
وقفة تضامنية لشباب الموصل مع المتظاهرين في بغداد ومدن الجنوب

الاعدادية الشرقية وسط الموصل شهدت تنظيم وقفة تضامنية حدادا على أرواح الشهداء في النجف وذي قار.

وقال الطالب زيدون الربيعي في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، " طلبة الموصل بكل مراحلهم الدراسية مساندون لأبناء الوسط والجنوب، وان منعنا من النزول الى الشارع لا يمنع استمرار الاعتصام والمساندة ضد الفساد والظلم".

رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي، تقدم الجمعة، 29 تشرين الثاني باستقالته في محاولة للسيطرة على دائرة العنف المتزايد الا ان هذا لم يمنع العنف من أن يستعر في جنوب العراق، بما في ذلك اعتصام آلاف المحتجين في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية.

 الشرقية
طلبة الاعدادية الشرقية وسط الموصل خلال احتجاجهم على قتل المتظاهرين

جامعة تلعفر شهدت أيضا وقفة تضامنية لطلبتها مع شهداء التظاهرات في مدن العراق.

ونقل مراسل (كركوك ناو) من الحرم الجامعي أجواء الحزن التي خيمت على الطلبة في وقفتهم التي تخللها قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال التظاهرات الشعبية.

مجالس عزاء موصلية أقيمت حدادا على أرواح الشهداء في مقهى قنطرة الثقافي بمشاركة أطياف مجتمعية منوعة.

يقول المواطن مثنى عزام 49 عاما في حديث صحافي لـ(لكركوك ناو)، ان" أطفال ونساء ورجال وكبار سن شاركوا في مجلس العزاء واوقدوا الشموع في رسالة واضحة مفادها ان أهالي الموصل ضد الظلم والفساد واراقة دماء الأبرياء ومع المتظاهرين السلميين وان الاعتصامات سوف تستمر وصوت الموصل سيرتفع حتى رغم المضايقات.

-8
مجلس عزاء في الموصل حدادا على ارواح شهداء التظاهرات

وارتدى اغلب طلبة جامعة الموصل الكمامات في إشارة الى مساندة المتظاهرين في سوح التظاهرات منذ 60 يوما.

العراق يعيش منذ الأول من أكتوبر أكبر تحد على الإطلاق، على وقع انطلاق الاحتجاجات الحاشدة في العاصمة وجنوب البلاد، مطالبة بإقالة المسؤولين السياسيين، ورفض المحاصصة والفساد، وتحسين الأوضاع المعيشية.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT