الدفاع المدني في الموصل أعلن مواصلة تطهير بعض المناطق من الجثث مجهولة الهوية التي خلفتها معركة استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش")، فيما بلغت الحصيلة النهائية للجثث التي عثر عليها 2132.
عمليات انتشال الجثث المتفسخة تتواصل من تحت أنقاض مدينة الموصل، رغم مرور أكثر من عامين على استعادة القوات العراقية السيطرة على المدينة، وسط توقعات بوجود مئات الجثث الأخرى تحت مباني المنازل التي ما زالت مهدمة بفعل القصف الجوي والصاروخي الذي شهدته المدينة.
مدير الدفاع المدني حسام خليل قال في حديث صحافي خص به (كركوك ناو) ان" 7 جثث مجهولة الهوية جرى انتشالها قبل 72 ساعة من مناطق الشهواني والميدان والزنجيلي في الجانب الأيمن لمدينة الموصل".
مفوضية حقوق الإنسان كانت قد كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي عن دفن ألفي جثة في مقبرة جماعية بمواقع سمّتها "الطمر الصحي" دون أن تؤخذ لها عيّنات للحمض النوويين بما يمكن ذويها من معرفتها فيما بعد.
حسام خليل أضاف ان الجثث التي جرى انتشالها هي عبارة عن هياكل عظمية مجهولة الهوية استخرجت من تحت أنقاض المنازل.
مصادر طبية عراقية أكدت أن اغلب الجثث تعود على ما يظهر لمدنيين، بينهم نساء وكبار سن، حيث يبدو ذلك من طول عظام الساق والجمجمة والملابس والشعر، وقد قضوا داخل منازلهم خلال عمليات القصف الجوي والبري التمهيدية لعملية تحرير المدينة.
مدير الدفاع المدني حسام خليل أكد تسليم الجثث بمحضر رسمي لدائرة الطب العدلي في الموصل لإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة هويات أصحابها".
الناشط المدني أكرم موفق من جانبه قال ان ثلاث سنوات مرت على انتهاء الحرب ولغاية اليوم هناك جثث يجري استخراجها من تحت الأنقاض وهذا دليل على تقصير الجهات الحكومية والمجتمع الدولي تجاه الموصل.
وأضاف في حديث الى (كركوك ناو) انه يجب تطهير المنطقة القديمة وسط الموصل وباقي المناطق كليا من الجثث، كذلك يجب حسم ملف الجثث مجهولة الهوية كون الكثير من العائلات اليوم دون مأوى وباب رزق بسبب ان رب العائلة فقد ولا يعرف مصيره ان كان على قيد الحياة او قضى ولا وجود لجثته وبالتالي ضياع حقوقه عائلته لدى الدولة.
مختصون في مجال حقوق الانسان انتقدوا تباطؤ الجهات المسؤولة في عمليات انتشال الجثث المتفسخة، مؤكدين ان مئات الجثث ماتزال تحت الأنقاض بحاجة لجهود كبيرة لانتشالها.
اتهامات وجهت إلى ناشطين ومنظمات مدنية أجبرتهم على ترك عمليات انتشال الجثث، ما عقّد الأمر كثيراً، وخاصة في الجانب الأيمن من المدينة الذي يضمّ أعداداً كبيرة من الجثث لمدنيين، بينهم أسر بكاملها تحت الأنقاض حتى اللحظة.