193 "كلبا سائبا" مصابا بأمراض خطرة منتشرة في شوارع مدينة الموصل جرى التخلص منها خلال الايام القليلة الماضية من قبل الجهات المختصة بهذا الشأن، فيما تأتي هذه الحملة بعدما تزايدت عدد الكلاب السائبة في الموصل، فيما طالب اطباء بيطريين ونشطاء مدنيين بانشاءء اماكن خاصة لهذا النوع من الكلاب والعمل على منع تكاثرها بطرق علمية.
الموصل وبعد الخروج من الحرب تعرضت لضرر "الكلاب السائبة" التي تكاثرت وانتشرت بشكل غير مسبوق خلال فترة الحرب، ليتفاجأ النازحون العائدون إلى مدنهم بأعداد هائلة منها تنتشر في كل مكان.
""الكلاب السائبة" التي جرى التخلص منها في شوارع الموصل مصابة بامراض خطرة، معدية كالجرب وداء الكلب (السعار) وان التخلص منها جرى بواسطة فريق من المشفى البيطري في نينوى عن طريق الطعم السام" يقول ذلك الدكتور البيطري احمد وائل.
الدكتور البيطري احمد وائل يوضح في حديث صحافي الى (كركوك ناو) ان" الطعم السام فعال جدا واستخدم في اوقات الليل ضمن رقع جغرافية تنشط بها "الكلاب السائبة الخطرة" وتحت مراقبة من قبل لجان خاصة لمنع تعرض الحيوانات الاخرى الى ضرر، وان التخلص من هذه الكلاب كان لابد لانها تشكل خطرا كبيرا على الإنسان والصحة العامة، حيث تنقل أمراضا للإنسان مثل داء الكلب (السعار) والاكياس المائية، وغيرها من الأمراض، والتي قد تكون فيروسية أو طفيلية أو فطرية، وقد تهاجم هذه الكلاب الضالة الإنسان محدثة إصابات بالغة الخطورة خاصة لدى الأطفال".
"الكلاب السائبة" كانت قد هاجمت في 18 كانون الاول 2020 طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام في حي النصر شمالي الموصل اذ وصلت الى المشفى وهي بحالة خطرة جدا بعد تعرضها الى جروح خطرة في مناطق الرأس والصدر والبطن والاطراف، حسبما اكد والدها الى (كركوك ناو) حينها.
"الرفق بالحيوان يجب ان يطبق في الموصل ونينوى عامة اذ لا يمكن قتل الحيوانات للتخلص منها فهناك عشرات الطرق لفعل ذلك دون اللجوء الى القتل" تقول ذلك الدكتورة البيطرية سهى العلي والتي تملك عيادة لمعالجة الحيوانات في حي الحدباء بالساحل الايسر لمدينة الموصل.
(كركوك ناو) اجرى مع الدكتورة البيطرية لقاء صحافي حول ظاهرة الكلاب السائبة في المدينة وكيفة حماية المواطن من مخاطرها فتحدثت موضحة، ان" الكلاب لا تتحول الى مفترسة او حاملة للامراض الخطرة الا بعد اهمالها من قبل الجهات الطبية المختصة بهذا الامر، فمن المفترض ان تعمل تلك الجهات على جمع الكلاب ووضعها في اماكن خاصة ومعالجتها، دون اللجوء الى استخدام الوحشية ضدها".
واشارت الى ان معالجة المشكلة يجب ان يكون من الاساس فاليوم تم التخلص من نحو 200 كلب لانها مصابة بامراض خطرة على البيئة، وماذا عن باقي "الكلاب السائبة" الاخرى؟ فهي سوف تتحول الى شرسة وتصاب بامراض اخرى وعندها يجب ايضا التخلص منها بطريقة القتل.
يقدر عدد الكلاب السائبة في نينوى، بأكثر من 15 ألف كلب حسب مصادر طبية بيطرية ذكرت ذلك (لكركوك ناو)، وهي تنتقل طليقة في شوارع الموصل وعلى مقربة من منازل السكان في وقت يتواصل هلع الأهالي الذين يؤكدون غياب المعالجات الحكومية لهذه الازمة.
فواز فاضل علي رئيس قسم الانتاج الحيواني في المعهد التقني- موصل بالجامعة التقنية الشمالية اعتبر ان الجزء الاكبر في الحد من ظاهرة الكلاب السائبة يقع على المنظمات الراعية لحقوق الحيوان والجهات ذات العلاقة (الصحية والبيطرية والزراعية) في نينوى.
وقال في حديث صحافي مع (كركوك ناو) ان" الكلاب الضالة في جميع دول العالم تتواجد ولكن يجب الافادة من طريقة تعامل تلك الدول مع الكلاب فهي تستخدم الملاجئ لاحتوائها، وعقم الذكور لعدم تزايد أعدادها، واعتماد البعض منها في اعمال الحراسة داخل المزارع والمخازن وغيرها".
حجم الأضرار التي خلفتها الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية ("داعش") في الجانب الأيسر لمدينة الموصل بلغ نحو 70%، فيما بلغ حجم الأضرار في الجانب الأيمن للمدينة 90%، وحسب مختصون فان النفايات ومخلفات الحرب وأنقاض المبان تعد بيئة ملائمة لتكاثر "الكلاب السائبة".
المواطن الموصلي منذر وعد لفت الى ان التخلص من "الكلاب الضالة" ظاهرة حضارية فلا يمكن العيش بمدينة عام 2020 زمن التطور والتقدم و"الكلاب" في الشوارع والازقة والاماكن الترفيهة وفي كل مكان.
يقول منذر وعد في مقابلة صحافية اجراها معه (كركوك ناو) ان" دعوات حماية الحيوان مرحب بها لكن يجب ان يعلم مطلقي هذه الدعوات ان تلك الحيوانات ان لم يتم السيطرة عليها فهي تهدد حياة السكان وتشوه منظر الموصل وتشكل خطرا على النظام البيئي".
فرع الجراحة وعلم تناسل الحيوان في كلية الطب البيطري بجامعة الموصل نضم ندوة علمية بعنوان (السيطرة على الكلاب السائبة جراحياً وهرمونياً) نهاية كانون الثاني 2020 جرى خلالها مناقشة مشروع المحمية لحل ظاهرة الكلاب السائبة باعتباره احد أهم المشاريع الحضارية المعتمدة في دول العالم من أجل حصر الاعداد السائبة من الكلاب ضمن محميات ومعالجتها بشكل علمي يعتمد أسساً علمية وبحثية في تحسين انواعها في اطار مشروع يخدم المجتمع بتخليصه من تداعيات انتشارها بشكل عشوائي في المدينة.
الناشط المدني عثمان النعاس يقول ان انزعاج الشارع الموصلي من ظاهرة "الكلاب السائبة" كبير جدا وهذا حق طبيعي ومشروع فالمدن المتقدمة عندما تسير بشوارعها لا تشاهد هكذا مظاهر، ولكن هناك حلول كثيرة جدا منها انشاء اماكن خاصة لهذا النوع من الحيوانات والعمل على منع تكاثرها بطرق علمية دقيقة.
واضاف في حديث صحافي مع (كركوك ناو) ان" ديوان محافظة نينوى والمشفى البيطري ومنظمات الرفق بالحيوان تقع عليهم مسؤولية ايجاد وتأسيس مركز معالجة بيطرية في الموصل وملجأ مناسب لاحتواء تلك الحيوانات اما المطالبة بعدم التخلص منها دون توفير حلول للحد من انتشارها في الشوارع غير صحيح".
محافظ نينوى نجم الجبوري كان قد وجه بتخصيص المبالغ اللازمة للبدء بحملة القضاء على الكلاب السائبة المنتشرة في عدد من احياء مدينة الموصل.
وقال نجم الجبوري في حديث مع (كركوك ناو) ان" هناك خطة موضوعة بالتعاون مع الجهات الساندة ومن خلال شراء المواد السمية والطعوم المستخدمة لتنفيذ حملة كبيرة الهدف منها التخلص من الكلاب السائبة".
قانون مكافحة الكلاب السائبة رقم (48) لسنة 1986 ينص في المادة الرابعة على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية بالقتل او القنص او اية طريقة اخرى، ولوزير الزراعة حق اصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك على ان تتولى الجهات المختصة جمع الكلاب الهالكة والتي تهلك بالمكافحة وحرقها في اماكن بعيدة تخصص لهذا الغرض.
مؤسسة حماية الحيوانات في كوردستان تقوم برعاية الكلاب السائبة وتلقيحها ومن ثم معالجتها ومساعدتها للعيش في مركز خاص مع ان عدد الكلاب السائبة في كوردستان ليس بقليل وهذا ما يطالب به الكثير من سكان الموصل.