الشاب عادل كجو عُثر على جثته مشنوقا داخل خيمته في مخيم للنازحين بمحافظة دهوك في اقليم كوردستان، بعد يوم واحد من انفصاله عن زوجته.
كانت الساعة الثامنة صباحا من 5 شباط 2020، عندما عثر مواطنين في مخيم بيرسيف بقضاء زاخو على جثة عادل كجو مشنوقا داخل خيمته.
لم يكن لديه راتباً كان عاملاً ويعيش وحيدا بعد انفصاله عن زوجته
"لم يكن لديه راتباً، كان عاملاً ويعيش وحيدا وخصوصا بعد انفصاله عن زوجته وابتعاد اطفاله عنه، ربما كان ذلك السبب وراء انتحاره" مروان خديدا ابن عم عادل كجو قال ذلك اثناء حديثه لـ (كركوك ناو).
التحقيقات ماتزال مستمرة في قضية وفاة الشاب عادل كجو، وارسلت جثته الى دائرة الطب العدلي، واظهرت التحقيقات الاولية بأنه انتحر شنقا داخل خيمته.
انفصل عادل كجو رسميا عن زوجته يوم 4 شباط الجارٍ في محكمة دوميز لتنتهي حياتهما الزوجية بعد ذلك التاريخ.
عادل كجو انفصل عن زوجته حياة نواف بعد سبعة اعوام على زواجهما، ولديهما طفلين اثنين وهما فيان ذات الـ 5 اعوام وژيان ذات الـ 3 اعوام.
"عندما علمت بان عادل شنق نفسه، بكيت كثيرا، حاولت ان ارى جثته قبل ان يوارى الثرى، الا ان عائلته لم تسمح لي برؤية جثته وقالوا لي بأنني انا كنت سبب وفاته"، هذا ما قالته حياة نواف، الزوجة السابقة للشاب عادل كجو.
كان عادل وحياة على علاقة حب قبل ان يتزوجا لفترة طويلة، وقالت حياة "كانت حياتنا اشبه بالجنة، ولم يكن بيننا اية مشاكل، ولكن بسبب خلافات عائلية تحولت حياتنا الى جحيم".
تعيش حياة في الوقت الحالي مع طفلتيها الاثنتين، وقالت لـ (كركوك ناو) "تراكمت مشاكلنا وأصبحنا لا نتحمل بعضنا البعض، واتفقنا معا على الانفصال وبصورة ودية".
عائلة عادل كجو المكونة من خمسة أخوان واخت وحيدة تعيش في المانيا، وكان يعيش لوحده في مخيمات النزوح.
ذلك الشاب انتحر شنقا داخل خيمته
مدير مخيم بيرسف للنازحين بقضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك، ماهر رشو قال في تصريح لـ (كركوك ناو) "بحسب المعلومات الاولية، تبين بان ذلك الشاب انتحر شنقا داخل خيمته".
وأوضح بأن عائلته لم تسجل عن الحادثة اية شكوى ضد أحد لدى ادارة المخيم او الجهات الامنية.
"بعدما انفصل عن زوجته، تدهور وضعه من الناحية النفسية، لان جميع افراد عائلته يعيشون في المانيا، وكان ابناء عمومته هم الوحيدون الذين كانوا يعيشون بالقرب منه، ربما لم يتحمل انفصاله عن زوجته"، هذا بحسب ما اكده مدير مخيم بيرسيف للنازحين والذين كان يعيش عادل فيه ايضا.
وسلمت دائرة الطب العدلي، جثمان عادل الى ذويه لتدفن بقضاء سنجار، الموطن الاصلي للايزيديين.
وتعد هذه ثاني حالة "انتحار شنقاً" تسجل في مخيمات النازحين بمحافظة دهوك في الاسبوعين الماضيين.
وفي مساء يوم 24 كانون الثاني العام الجارٍ، وفي مخيم ايسيان للنازحين بقضاء سنجار، عُثر على جثة الشاب انور خدر علي (21 عاما) داخل خيمته مشنوقا.
ونشرت منظمة الهجرة الدولية قبل ايام، تقريرا حول ازدياد حالات الانتحار في مخيمات النزوح ونفذت حملة توعوية بهذا الخصوص في مخيم حسن شام.
وبحسب احصائيات سابقة لـ (كركوك ناو) والتي تم نشرها بتقرير، بالاعتماد على احصائيات صادرة عن منظمة مدنية وبورد شؤون الانسانية في محافظة دهوك، انتحر 20 شابا وشابة من معتنقي الديانة الايزيدية في عام 2018 بمخيمات النزوح.
وتعيش الاف الاسر الايزيدية في ظروف معيشية صعبة منذ اعوام بمخيمات النزوح، كما ولا تستطيع العديد منها العودة الى مناطقها بسبب انعدام الخدمات وعدم اعادة اعمار ما دمرته الحرب.