ألقت القوات الأمنية في ناحية التون كوبري (بردي) القبض على شخصين اعترفا فيما بعد باعتدائهم جنسياً على امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة وقاموا بتصوير واقعة الاغتصاب.
أحد المشخصين الذين تم اعتقالهما يعمل كشرطي ويُشتَبَه في تورط أُناس آخرين في الجريمة.
القضية انتشرت منذ أيام في شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم ولم يتضح بعد متى حدث الاعتداء الجنسي، غير أن الشرطة اعتقلت شخصين في السابع من هذا الشهر، اِعترفا بارتكابهم الجريمة، حسبما أفاد به مصدران لـ(كركوك ناو).
عبد المطلب نجم الدين، مدير ناحية التون كوبري، قال لـ(كركوك ناو) "حصلنا على المقطع المصور الذي يظهر حادثة الاغتصاب، الفعل الذي تم ارتكابه شنيع للغاية، ما توَصَّلنا اليه هو أن شخصين ارتكبا الجريمة وهما الآن رهن الاعتقال."
واضاف عبد المطلب "أحدهما قام باغتصاب الامرأة ولآخر قام بتصوير الجريمة."
أحد المعتَقَلَين كان يخدم في صفوف الجيش العراقي وتم فصله، ثم رجع مرة أخرى الى سلك القوات الأمنية وانتسب لقوات الشرطة، وذلك بعد أن استفاد من عفوٍ عام اصدرته الحكومة العراقي، كما أكد مدير ناحية التون كوبري.
الشخص الثاني هو من خارج محافظة كركوك، لكنه يسكن في قرية تابعة لناحية التون كوبري.
الأمرأة التي تعرضت للاعتداء الجنسي تبلغ من العمر ما بين 40 الى 45 عاما وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة وحالتها النفسية غير مستقرة. زوج الضحية عمره 70 سنة وهو أيضاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من اعاقة تمنعه من القدرة على المشي، ولهما طفل بعمر الخامسة.
الزوجان ليسا من أهالي ناحية التون كوبري، ولكن بسبب الحالة المادية والصحية المزرية لهذه العائلة، أمَّنَ لهم بعض الخَيِّرين مكانا في الناحية ليقيموا فيه.
حول هذه الحادثة، قال مصدر أمني في ناحية التون كوبري لـ(كركوك ناو) "بعد انتشار الخبر، تمكننا من جمع المعلومات واعتقال شخصين في السابع من نيسان."
وأضاف المصدر "اتضح بأن الشخصين قاما باغتصاب تلك المرأة لذا اعتقلناهما، واعترفا فيما بعد بارتكابهما الجريمة، أدعو الناس الى أن لا يصدقوا تلك الأقاويل التي تدَّعي بأن الشخصين المعتقلين هما من مقاتلي الحشد الشعبي."
وكان عدد من صفحات التواصل الاجتماعي قد أشارت الى مرتكبي الاعتداء على أنهما مسلحان في صفوف قوات الحشد الشعبي، فيما حاول البعض استخدام القضية لإثارة التعصب القومي. ويأتي هذا في حين أن الامرأة التي أُعتُديَ عليها هي كوردية وزوجها من المكون التركماني.
وأكد المصدر الأمني على أن "المجرمَين اعترفا بجريمتهما، وتم احالة القضية الى المحكمة... نناشد بأن لا تصدقوا ببعض المعلومات التي تُنشر في شبكات التواصل الاجتماعي والتي تهدف الى اثارة الفتنة بين القوميات المختلفة."
علي كريم، ناشط مدني في التون كوبري، وأحد أولئك الذين قاموا بتقديم المعونة لتلك العائلة تحدث الى (كركوك ناو) قائلاً "العام الماضي تم اعلامي بوجود عائلة فقيرة كانت تسكن في ناحية ليلان، قمنا بزيارتهم رفقة عدد من الشباب لتقديم المساعدة."
"في البداية عندما زرناهم وقلنا بأننا سنساعدهم، قالوا لنا أنتم مثل الآخرين تعطوننا وعوداً ثم تذهبون ولا تسألون بعد ذلك عنا، اذا كنتم صادقين اشتروا لنا سندويجا وعصيرا" يقول علي.
الناشط المدني بمساعدة عدد من الشباب المتطوعين من ناحية التون كوبري، قاموا بغسل الرجل وحلاقة رأسه ولحيته، ثم جاؤوا بامرأة لتساعدهم في غسل المرأة ذات الاحتياجات الخاصة و طفلها."
وأضاف علي "اصطحبنا الامرأة الى طبيب الأمراض النفسية، ثم اشترينا لهم منزلاً في ناحية التون كوبري بمساعدة أحد الخَيِّرين، فيما كان أهالي التون كوبري يُؤَمِنون لهم وجبات الطعام."
ويزور اليوم، الخميس 9 نيسان، وفد من مكتب كركوك للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق وعدد من ممثلي المنظمات الانسانية هذه العائلة بغرض الاطّلاع على القضية.