تشهد ابرز ساحتي التظاهرات في العراق حالة من التاهب في صفوف المتظاهرين، وذلك بعد مقتل وجرح منهم في اقتحام ساحة التحرير وسط بغداد من قبل افراد مسلحين.
ففي ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، ذكر مصدر لـ(كركوك ناو) ان المتظاهرين في حالة تاهب بعد هجوم قام به افراد مسلحين اطلقوا النار باتجاه المتظاهرين اسفر عن مقتل متظاهرين اثنين وجرح عشرين اخرين.
واضاف المصدر الذي شهد الهجوم ان "افراد مسلحين بعضهم ملثمين هاجموا المتظاهرين بالاسلحة الرشاشة قرب ساحة الخلاني المجاورة للتحرير، ثم انسحبوا بدون ان تعترضهم قوات الامن المنتشرة حول الساحة".
واوضح ان عدسات الكامرات وثقت عملية اطلاق النار ومن قام باطلاقها.
مسلحون هاجموا المتظاهرين بالاسلحة الرشاشة قرب ساحة الخلاني ثم انسحبوا بدون ان تعترضهم قوات الامن
من جهتها قيادة عمليات بغداد، في بيان صدر عنها عقب الحادثة، ان "القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين في ساحة التحرير تتخذ الاجراءات القانونية اصوليا، بعد وقوع مشاجرة بين احد أصحاب المحال التجارية المدعو (ج. ص) والمتظاهرين".
واضاف البيان ان "صاحب المحل تعرض للضرب من قبل بعض المتظاهرين، سبقتها مشادة كلامية"، مشيراً الى ان "ثلاثة مسلحين من أقرباء صاحب المحل التجاري قاموا بفتح النار من خلال بنادق نوع كلاشنكوف على المتظاهرين باتجاه ساحة الخلاني".
وتابع البيان ان "عدد من اصحاب المحال قدموا شكوى من خلال مركز الشرطة، ومازالت الاجراءات القانونية مستمرة بحقهم جميعاً".
وففي ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار جنوب العراق) التي تعتبر من ابرز الساحات التظاهرات، تاهب المتظاهرون ايضا عقب حملة اعتقالات شهدتها الساحة يوم امس.
وذكر مصدر من الساحة لـ(كركوك ناو) ان "المتظاهرين في الناصرية متاهبين لعمليات تقوم بها عناصر من المليشيات المسلحة ضدهم".
المتظاهرون في الناصرية متاهبين لعمليات تقوم بها عناصر من المليشيات المسلحة ضدهم
واضاف ان خلال الايام الماضية تعرض على اقل ثلاثة متظاهرين للاعتقال على يد القوات الامنية.
وفي يوم امس، اصدرت الساحة بيانا نددت به بالاعتقالات، وذكرت إن "المتظاهرين في ساحة الحبوبي ملتزمين بتعليمات خلية الأزمة الخاصة بمكافحة كورونا".
وتابع البيان: "لكن للأسف الأجهزة الأمنية استغلت الوضع، وداهمت منازل العديد من المتظاهرين وتم اعتقالهم".
ومنذ الاول من تشرين الاول 2019، انطلقت مظاهرات في عدة مدن عراقية تطالب بالاصلاح النظام السياسي والاقتصادي للبلد، وعلى الرغم من سلمية التظاهرات الا انها واجهت بموجة من العنف من قبل جهات لم يتم الكشف عنها لغاية الان.
في آخر احصائية قدمتها مفوضية حقوق الانسان في العراق عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرين العراقيين والتي وصلت الى 650 قتيل، 25000 جريح، و5000 معاق، من بينهم نساء حسب ما أكدته عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق فاتن الحلفي في شهر اذار الماضي لـ(كركوك ناو).