ادارة كفري والمتظاهرون أطلقوا حراكاً مشتركاً مع تجار ومستثمري القضاء الهدف منه الاستثمار، تأسيس المصانع وتهيئة فرص العمل للشباب. وفي هذا الاطار تم تعليق التظاهرات بصورة مؤقتة لإعطاء الفرصة للحكومة المحلية في كفري لكي تفي بوعودها.
هذا الحراك الذي بدأ منذ عدة أيام بعقد اجتماعات وتشاورات مكثفة، تجسد يوم أمس، 10 حزيران، بإكمال الاستعدادات لإعادة تشغيل مصنع للحديد كان قد أُغلِق العام الماضي.
شوان جلال، الذي شارك في الاجتماعات كأحد ممثلي المتظاهرين قال "وقَّعنا مع ادارة القضاء والجهات المعنية اتفاقاً يتضمن عدة مطالب للمتظاهرين."
وفقاً للاتفاق، تتكفل ادارة قضاء كفري بتقديم التسهيلات للمستثمرين، التجار ورجال الأعمال لاستثمار رؤوس أموالهم في مشاريع داخل القضاء.
وأضاف شوان "على سبيل المثال، تتمثل احدى المطالب بإعادة تشغيل مصنع حديد كفري الذي أُغلق عام 2019 بسبب نشوء بعض العراقيل والمعوقات."
تتمثل احدى المطالب بإعادة تشغيل مصنع حديد كفري الذي أُغلق عام 2019
وقد شُكِّلَت لجنة مشتركة تضم ممثلي المتظاهرين والجهات المعنية في كفري للاشراف على تنفيذ الاتفاق الموقع بينهم.
"اللجنة ستزور رجال الأعمال والتجار لإبلاغهم بالتسهيلات التي وعد بها قائممقام كفري من خلال توفير الأراضي للاستثمار"، حسبما قال شوان.
في الثامن من حزيران الجاري، نشر قائممقام كفري بياناُ موجهاً لمستثمري القضاء واقليم كوردستان أكد فيها استعداد ادارة كفري لتنفيذ مشاريع متنوعة في كافة القطاعات في القضاء من أجل توفير فرص العمل للشباب.
"بإمكاننا تقديم التسهيلات لهم من خلال تيسير معاملاتهم ونؤكد بأننا لن نسمح لأي شخص بالتدخل في أعمالهم أو مضايقتهم.... سنصبح مدافعين عنه"، كما جاء في البيان.
هذه الخطوات الجديدة جاءت بعد تظاهرات نظمها شباب قضاء كفري واستمرت لأربعة ليال، أعلنوا فيها رفضهم لإجراءات حظر التجوال المتّبَعة جراء انتشار فيروس كورونا وطالبوا في الوقت نفسه بتوفير فرص العمل لهم.
المتظاهرون أكدوا على أن الحكومة ليس لها الحق بفرض حظر التجوال في حين لم تقم بتأمين معيشة المواطنين.
العديد من الأغنياء والتجار مستعدون للاستثمار في كفري وقد تواصلوا معنا بهذا الخصوص
"العديد من الأغنياء والتجار مستعدون للاستثمار في كفري وقد تواصلوا معنا بهذا الخصوص"، يقول شوان جلال الذي أشار الى أن من المقرر عقد مؤتمر حول تطوير السياحة بعد زوال مخاطر كورونا، وذلك لمناقشة سبل تطوير القطاع السياحي في كفري بالاستفادة من السدود الثلاثة الموجودة فيها.
رغم أن الخطوة الأولى لتلك المحاولات أتت أُكُلها باكتمال الاستعدادات لإعادة فتح مصنع الحديد في كفري، غير أنه لم يتضح بعد ان كانت المطالب التي بنى عليها متظاهرو كفري آمالهم ستتحقق أم لا.
هونر محمد، أحد رجال الأعمال في كفري، قال لـ(كركوك ناو) "أملك أرضاً تجارية، تقدمت بطلب للحصول على اجازة فتح محطة تعبئة وقود، حصلت على موافقات 11 دائرة، غير أن قائممقام كفري رفض طلبي."
وأضاف "تواجهنا عراقيل كثيرة، لذا لم نتمكن من انشاء أي مصنع، محطة تعبئة وقود أو مطعم وبالتالي توفير فرص عمل، اذا زالت العوائق سأوفر العشرات من فرص العمل."
تواجهنا عراقيل كثيرة، لذا لم نتمكن من انشاء أي مصنع، محطة تعبئة وقود أو مطعم وبالتالي توفير فرص عمل
حسين علي، أحد تجار كفري، يقول بأنه على اطّلاع بالجهود التي يبذلها القائممقام والمتظاهرون ويأمل أن تُوَفّر لهم التسهيلات، حيث قال "أملك محطة تعبئة وقود، مرآب للسيارات، وأردت فتح مطعم كبير وسط قضاء كفري على قطعة أرض أمتلكها، أكملت التصاميم لكنهم صنعوا لي العراقيل في حين كان بإمكاني توفير العشرات من فرص العمل.
الى جانب توفير فرص العمل، تشمل مطالب المتظاهرين توفير الخدمات، الوحدات السكنية وتقديم التسهيلات في قطاعات التربية، الزراعة والثقافة.
يشارك 15 شخصاً يمثلون المتظاهرين في اللجنة، وقد اتفق جميعهم على أنه في حال واجهت خطواتهم العوائق، فلا مناص من العودة الى الشوارع واستئناف التظاهرات.