قصفت طائرات مقاتلة تركية عدة مناطق مختلفة في قضاءي سنجار ومخمور وأسفر القصف عن سقوط قتلى اضافةَ الى أضرار مادية.
في الساعة الثانية عشرة من ليلة أمس، الأحد 14 حزيران حام عدد من الطائرات التركية في سماء سنجار لثلاث ساعات، بحجة قصف مقرات تابعة لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني.
حسو ابراهيم، عضو مجلس الادارة الذاتية في سنجار قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "في القصف الذي تعرضت له سنجار استُهدف جبل سنجار والمناطق المحيطة بعشرين صاروخاً، هدير القصف الصاروخي كان قوياً لدرجة أن الناس لم تتمكن من النوم في تلك الليلة."
بحسب البيانات الأولية أصيب أربعة أفراد من وحدات حماية سنجار بجروح في القصف، واحترقت ثلاثة عجلات وبلدوزر تابعة لتلك الجهة.
"لا تزال الأضرار المادية الأخرى المتمثلة بالحرائق التي طالت حقول المواطنين غير معروفة"، حسبما قال حسو.
وأدى القصف التركي الى نشوب حرائق في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ولحين اعداد هذا الخبر لم تتم السيطرة على هذه الحرائق.
فهد حامد، قائممقام سنجار وكالةً قال لـ(كركوك ناو) "تركيا تريد اخافة مواطنينا لكي لا يجرؤوا على العودة الى مناطقهم الأصلية، لذا يقومون بقصف المنطقة بحجة تواجد وحدات حماية سنجار فيها، في حين أن أفراد هذه القوات هم أبناءنا ولعبوا دوراً في حماية المنطقة."
الأيام القليلة الماضية شهدت عودة أعداد كبيرة من النازحين الايزيديين من مخيمات دهوك الى مناطقهم الأصلية في سنجار.
"لا نعلم ما هي الأضرار التي خلفها القصف بالضبط، لكن الحرائق التهمت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في جبل سنجار وهي لا تزال تشتعل، كما أن القصف خلق حالة من الهلع والخوف بين الناس، خصوصاً النازحين."
وأكد فهد حامد بأن "هذه الهجمات تجعلنا أقوى ولن نخلي سنجار لأي من القوى، سندافع عنها ما دمنا أحياء ونطلب من الحكومة العراقية والأمم المتحدة باتخاذ مواقف."
خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية نددت في بيانٍ اليوم، الاثنين 15 حزيران بالخرق التركي للأجواء العراقية عن طريق 18 طائرة حامت فوق (سنجار، مخمور، كوير، أربيل) وصولاً الى الشرقاط بعمق 193 كيلومتراً بهدف قصف مخمور وسنجار.
بيان الخلية اعتبرت هذا النوع من التعامل خرقاً لسيادة العراق مما يضر بمصلحة الطرفين.
من جانبه قال رشاد كلالي، نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في مخمور لـ(كركوك ناو) "الطائرات التركية ظلت تحوم في سماء المنطقة لثلاث ساعات، وقامت بقصف جبل قرجوغ والمناطق المحيطة بمخيم مخمور 30 الى 40 مرة."
ويتواجد في مخيم مخمور الذي يبعد 60 كيلومتراً شمال اربيل حوالي 12 ألف من أكراد تركيا، بعد أن نزحوا من مناطقهم في (كوردستان تركيا) في تسعينات القرن الماضي في أعقاب العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش التركي لاستهداف حزب العمال الكوردستاني، المخيم مُسَجَّل رسمياً من قبل الحكومة العراقية ومنظمة الأمم المتحدة.
وفقاً لـ(رشاد كلالي)، القصف التركي لم يخلف خسائر في الأرواح لكنه تسبب بالذعر والهلع بين المواطنين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات التركية سنجار ومخيم مخمور. منذ أواخر العام 2018 لحد اليوم شنت القوات التركية هجمات على كلا المنطقتين بحجة استهداف مسلحي حزب العمال الكوردستاني، مسفرةً عن مقتل عدد من المواطنين.
سنجار ومخمور من المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى، القضاءان يتبعان الحكومة الاتحادية ادارياً وتتولى القوات العراقية ادارة الملف الأمني فيهما.