بعد مرور شهر على العثور على ثلاثة أطفال تركتهم والدتهم في احدى شوارع كركوك، قررت المحكمة السماح لجدتهم بضمهم وذلك بعد التوقيع على تعهد وبموجب عدة شروط.
الشقيقات الثلاث اللاتي تبلغ أعمارهن ثلاث سنوات، خمس سنوات، وست سنوات، عُثِر عليهن في 22 أيار على قارعة الطريق بالقرب من محكمة كركوك، وقد تم ايوائهن في منزل مختار حي الخاصة، قبل أن تحسم المحكمة مصيرهن قبل ايام.
ياور ألاويردي، مختار حي الخاصة قال لـ(كركوك ناو) "المحكمة قررت تسليم الأطفال لجدتهم، من جانبي قمت بتسليمها الأطفال بحضور الشرطة وممثلي عدد من المنظمات، المحكمة حددت عدة شروط ألزمت بموجبها الجدة بالاعتناء بالأطفال بصورة دائمة، كما أكدت على ضرورة قيام الجهات الرقابية بزيارة الأطفال والاطلاع على أوضاعهم بين فترة وأخرى."
الشقيقات الثلاث قضين أكثر من شهر في منزل مختار حي الخاصة، "لم يكن الأطفال مسرورين بالذهاب، لأنني كنت أعتني بهم وغالباً ما كنت ألعب معهم، لم أفرق بينهم وبين أطفالي"، حسبما قال ألاويردي.
وعبر ياور الاويردي عن استيائه من عدم ايفاء معظم المنظمات والجهات التي زارته بالوعود التي قدموها بخصوص تقديم العون للأطفال، مشيراً الى أن شخصاً واحداً فقط تبرع بـ100 دولار لشراء الملابس للأطفال.
وأظهرت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بأن تلك العائلة غادرت الى تركيا قبل خمسة سنين، إلاّ أن السلطات التركية سلًمت والد الأطفال الثلاثة الى العراق لأنه كان مطلوباً وفق المادة 4 ارهاب.
بعد تسليم والدهم، أصدرت محكمة عراقية قبل أربعة سنوات حكم الاعدام بحقه.
العائلة من أهالي قضاء الدور في محافظة صلاح الدين. بعد تسليم والدهم الى العراق، قرروا العودة من تركيا واستقروا في كركوك.
كركوك/ 22 أيار 2020/ زيارة ممثلي عدد من المنظمات للأطفال في منزل مختار حي الخاصة تصوير: كركوك ناو
بحسب ملفات شرطة القورية، والدة الأطفال عمرها 23 سنة ولا يُعرف مكانها حالياَ، لكنها أخبرت أطفالها بأنها ستعود الى تركيا.
حول القضية، أوضحت نضال ناظم، مديرة منظمة عين الطفل للدفاع عن حقوق الأطفال في حديثها لـ(كركوك ناو) "المحكمة ألزمت جدة الأطفال بالتوقيع على تعهد خطي بحضور عدد من الشهود للاعتناء بالأطفال، فيما فوضتني المحكمة بزيارة الأطفال ومتابعة أوضاعهم."
وكانت الجدة قد طلبت سابقاً الحصول على معونات مالية لكي تقوم بمهمة رعاية حفيداتها.
وأضافت نضال بأن أحد المقاولين وقع تعهداَ بتأمين مساعدات مالية شهرية لجدة الأطفال، وكخطوة أولى منح مبلغ 1000 دولار لشراء بعض الاحتياجات للأطفال.
قبل تسليم الشقيقات الثلاث لجدتهن، أبدى قرابة 300 شخص استعدادهم لتبني الأطفال.
شهد هذا العام تسجيل العديد من حالات رمي الأطفال في كركوك، لا يزال معظمها قيد التحقيق ولم تُحسم بعد.
