محمد كريم جباري، الشخص الذي تم تكبيله بسرير زوجته المتوفية بفيروس كورونا بسبب قيامه بتحطيم احدى الأجهزة الطبية في المستشفى اثر نوبة غضب انتابته، قد أُطلق سراحه بكفالة لكي يتمكن من المشاركة في مراسيم دفن جثمان زوجته.
زوجة محمد توفيت مساء يوم الاثنين، 13 تموز، في مستشفى كركوك العام بعد اصابتها بفيروس كورونا.
وأظهر مقطع فيديو محمد كريم مكبلاً بالسرير الذي وُضِع عليه جثمان زوجته في المستشفى.
أحمد كريم، شقيق محمد، قال لـ(كركوك ناو) "دخل أخي في مشادة مع أحد كوادر المستشفى وأثناء ذلك وجه أخي لكمةً أصابت الجهاز فانكسر."
بحسب بيان مديرية صحة كركوك فإن الجهاز الذي تحطم كان جهازا للتنفس الاصطناعي وسيسجلون شكوى ضد ذلك المواطن.
محمد كريم فقي جباري (43 سنة)، يعمل مدرساً وزوجته منى اسماعيل (44 سنة) كانت موظفة في شركة غاز الشمال، ولديهما طفلان، يوسف (12 سنة) وآلان (10 سنوات).
أصيبت زوجة محمد بكورونا قبل أكثر من اسبوع وقد تم نقلها الى المستشفى بعد تعرضها لضيق في التنفس.
"محمد أعطى يوم الأحد (12 تموز) خمسة آلاف دينار لأحد العاملين في المستشفى كبخشيش لكي يساعدهم في تأمين قنينة أوكسجين، لكن بعد توصيل الأوكسجين للمريضة أراد العاملون في المستشفى أخذه واعطاءه لمريض آخر، وعلى اثر ذلك حدثت المشادة."
وتابع شقيق محمد قائلاً "أخي ظل في المستشفى على مدار تسعة أيام متتالية للاعتناء بزوجته التي لم اكن قادرة على الحركة، أمر كهذا يجعلك تنهار نفسياً حتى لوكنت جبلاً."
"محمد أخبرني بأنه وجد نفسه بعد ذلك داخل سيارة الشرطة، وقد ركله أحد أفراد الشرطة في وجهه أثناء اقتياده الى مركز الشرطة."
دائرة صحة كركوك أبلغت مركز الشرطة بأن محمد ايضاً مصاب بفيروس كورونا، لذا أعادوه الى المستشفى من جديد.
"ذهبت الى مدير المستشفى وأخبرته بأن الوضع الصحي لزوجة أخي سيء جداً، رجاءاً دعوا أخي يتولى رعايتها بنفسه، وسنقوم بتصليح الجهاز المكسور أو سنشتري جهازاً جديداً"، يقول أحمد الذي أضاف بأنه تم احضار أخيه ليبقى الى جانب زوجته.
عندما توفيت زوجة أخي، وكان جثمانها لا يزال في المستشفى، كان محمد مكبلاً الى السرير الذي وضع عليه جثمان زوجته.
"رَجَونا الضابط الأمني للمستشفى بأن يفك قيوده لكي يتمكن من نقل جثمان زوجته ودفنها لكنه لم يقبل."
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، بمبادرة من اللواء علي مطشر، معاون قائد شرطة كركوك وبالتنسيق مع مسؤولي مركز شرطة القورية ومدير الصحة، أُطلِق الليلة الماضية سراح محمد كريم فقي جباري بكفالة لتمكينه من المشاركة في مراسيم دفن زوجته.
سيوارى جثمان زوجة محمد الثرى اليوم، الثلاثاء 14 تموز، في مقبرة بنجا علي بمدينة كركوك.
وقال أحمد "محمد يستحق أن يحاسب، لكن يجب مراعاة وضعه الصحي والنفسي كذلك."
المسؤولون في مستشفى كركوك العام قدروا كلفة الجهاز المحطم بحوالي 60 ألف دولار في حين أن سعر الجهاز يتراوح بين 60 ألف و70 ألف دولار.
دائرة صحة كركوك، في بيانها الثاني حول الحادث، والذي أصدرته ليلة أمس، 13 تموز، أوضحت بأن "محمد جباري حطم جهاز التنفس الاصطناعي نتيجة للضغوط النفسية التي كان يعاني منها، في حين أن هذا العدد المتوفر من هذا الجهاز قليل ونحن بحاجة ماسة اليه."
وأشارت دائرة الصحة الى أن قرار اطلاق سراح محمد جباري بكفالة جاء بعد مناشدة من أناس خَيِّرين وأعضاء خلية الأزمة وبالاتفاق مع محكمة كركوك.
أعداد المصابين بفيروس كورونا في محافظة كركوك في ازدياد، وقد خصصت دائرة الصحة خلال الأسابيع الماضية مستشفى كركوك العام لاستقبال وعلاج المصابين بالفيروس.
مجموع حالات الاصابة بفيروس كورونا في كركوك وصل الى ألفين و422 شخص، تماثل ألف و92 شخصاً منهم للشفاء، فيما تسبب الفيروس حتى الآن بوفاة 127 شخصاً.