كانت ليلة صعبة ومريرة، المرضى مصابون بضيق التنفس وقناني الأوكسجين انعدمت في المستشفى، جميع من كانوا يرافقون المرضى المصابين بكورونا هرعوا لمحاولة انقاذ أحبائهم.
في ليلة 20 تموز، بث خبر توقف مصنع انتاج الأوكسجين وشحة القناني المتوفرة، الهلع في ردهات مستشفى كركوك العام.
"مصابو كورونا الذين كانوا في حالة حرجة ويعانون من ضيق التنفس قضوا واحدة من أصعب الليالي" كما قال أشرف عبدالله.
مصابو كورونا الذين كانوا في حالة حرجة ويعانون من ضيق التنفس قضوا واحدة من أصعب الليالي
أشرف، الذي كان يرافق أحد المصابين في المستشفى العام حاول كثيراً في تلك الليلة العثور على قنينة أوكسجين لكن دون جدوى.
وقال أشرف لـ(كركوك ناو) "اتصلنا بخلية الأزمة والمؤسسات الخيرية لتأمين الأوكسجين لنا، الحمد لله قاموا بجلب عدد من قناني الأوكسجين للمستشفى بعد ساعات قليلة."
مستشفى كركوك العام كان قد خُصِّصَ قبل اسابيع لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، ويرقد حالياً عدد كبير من المصابين في العناية المركزة ممن يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي.
أعداد المصابين بكورونا في كركوك وصلت الى ثلاثة آلاف و413 شخص، تماثل ألف و707 منهم للشفاء، فيما تسبب الفيروس بوفاة 184 شخصاً حتى الآن.
محمد فريدون، مدير مستشفى كركوك العام قال لـ(كركوك ناو) " دائرة الصحة لا تملك أي مصنع لإنتاج الأوكسجين، بل تعتمد كلياً على المعامل الأهلية، وقد توقفت هذه المصانع عن العمل لمدة يومين ولم تتمكن من تأمين الأوكسجين للمرضى."
في تلك الليلة، كثف أغلب المسؤولين الاداريين والصحيين ونواب البرلمان جهودهم لتوفير قناني الأوكسجين.
"قام عدد من المؤسسات الخيرية والمنظمات بتأمين الأوكسجين للمرضى"، حسبما قال مدير المستشفى.
لغاية يوم الثلاثاء، 21 تموز، قامت المؤسسات الخيرية، الأحزاب، الشخصيات، نواب البرلمان وأغنياء كركوك بإيصال المئات من قناني الأوكسجين لدائرة الصحة.
مروان العاني، المتحدث باسم خلية الأزمة لمواجهة كورونا في كركوك قال لـ(كركوك ناو) "سبب حدوث أزمة الأوكسجين يعود الى توقف مصانع الأوكسجين عن العمل بصورة مفاجئة،.... في الوقت الحاضر عادت مصانع انتاج الأوكسجين في شركة نفط الشمال للعمل وبدأت بتأمين الأوكسجين."
سبب حدوث أزمة الأوكسجين يعود الى توقف مصانع الأوكسجين عن العمل بصورة مفاجئة
بحسب بيان مكتب محافظ كركوك وكالة، راكان سعيد الجبوري فقد استأنفت مصانع تعبئة الأوكسجين في شركة نفط الشمال عملها وقامت بإيصال 200 قنينة أوكسجين الى المستشفى.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تحدث فيها أزمة قناني الأوكسجين في مستشفى كركوك العام. خلال الأسابيع الماضي، حدثت مشادة حول عدم توفر قناني الأوكسجين، قام على اثرها أحد مرافقي المرضى بتحطيم احدى أجهزة التنفس الاصطناعي في نوبة هستيرية.
جراء ذلك، قامت الشرطة بتكبيل ذلك الشخص الى سرير زوجته التي كانت مصابة بالفيروس، وبقي على تلك الحال الى أن توفيت زوجته أمام ناظريه.
دلير صمد، مسؤول العلاقات في خلية الأزمة صرح لـ(كركوك ناو) "توقف مصانع تعبئة الأوكسجين عن العمل كان وراء حدوث الأزمة في المستشفى العام، لذا كثفنا اتصالاتنا لمعالجة المشكلة."
بناءاً على توصيات وزير الصحة العراقي، قامت دائرة صحة محافظة صلاح الدين بتأمين 250 قنينة أوكسجين، فيما وفرت دائرة صحة ديالى 100 قنينة، أما المديرية العامة للموانئ فقد أرسلت 200 قنينة أوكسجين الى كركوك.
دلير صمد، اشار الى أن من المقرر أن يعمل مصنعا تعبئة الأوكسجين في كركوك بالتناوب لتفادي تكرار ما حصل.
في عموم العراق وصلت أعداد المصابين بكورونا الى 97 ألف و159 شخصاً، من ضمنها 64 ألف و950 حالة شفاء، وأدى الفيروس الى وفاة ثلاثة آلاف و950 شخصاً.