يشغل الايزيديون اقل عدد من المناصب الادارية والحكومية في قضاء سنجار رغم أنهم يشكلون الأغلبية فيها.
بحسب احصائيات ادارة سنجار، من مجموع احدى عشر دائرة مدنية داخل القضاء، يترأس الايزيديون ثلاثة منها فقط، فيما آلت البقية للمكونات والقوميات الأخرى لقضاء سنجار ومحافظة نينوى.
فهد حامد، قائممقام قضاء سنجار وكالةً قال لـ(كركوك ناو) "مدراء ثلاثة من الدوائر الاحدى عشر ايزيديون اضافة الى توليهم لمنصب أمني، في حين أن 80% من سكان القضاء هم من المكون الايزيدي وعلى هذا الأساس كان من المفترض أن تُمنَح أغلبية المناصب لمرشحين ايزيديين."
يُقَدَّر عدد سكان سنجار بالنواحي والقرى التابعة لها بأكثر من 100 ألف شخص، وذلك حسب احصائيات ادارة القضاء.
وأشار فهد حامد، وهو أيضاً من المكون الايزيدي، الى أن دوائر الزراعة، البلديات والتربية بيد المكون الايزيدي الى جانب توليهم منصب مدير الشرطة.
هناك ادارتان في قضاء سنجار، احداهما في مركز القضاء وتدير شؤون سنجار وكالةً، وقد تشكلت هذه الادارة بعد أحداث 16 تشرين الاول 2017، أما الأخرى والتي تشكلت في عام 2013 فتدير مهامها من خارج القضاء.
قائممقام سنجار وكالةً قال لـ(كركوك ناو) "طالبنا المسؤولين العراقيين عشرات المرات بمنح منصب مدير عدد من النواحي لمرشحين ايزيديين لكن دون جدوى، لا نحصل على أجوبة منهم، نشعر بإحباط تام"، ويعتقد فهد حامد بأن "الظلم" الذي يتعرض له الايزيديون في العراق له جذور تاريخية ولا يمكن تجاوزه بسهولة.
في عموم محافظة نينوى، تسنم الايزيديون منصباً رفيعاَ وحيداَ وذلك بعد تعيين سيدو جتو كرئيس مجلس المحافظة في عام 2018، غير أنهم فقدوا ذلك المنصب أيضاَ بعد حلّ مجالس المحافظات من قبل البرلمان العراقي.
"الايزيديون في العراق واقليم كوردستان يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية، يلجؤون اليهم فقط أثناء الحملات الانتخابية وبعد ذلك لا تُترجم وعودهم الى أفعال"، هذا ما قله ناجي حجي علولـ(كركوك ناو).
يقول ناجي، وهو أحد النشطاء المدنيين في سنجار بأنه منذ سقوط نظام البعث في 2003 ولحد الآن أغلبية المناصب كانت بيد المكون العربي.
وتحدث ناجي لـ(كركوك ناو) عن وجود العديد من الخبراء الاداريين وأصحاب الشهادات العليا بين الايزيديين دون أن تتم الاستفادة من امكانياتهم، "حتى لو تجاوزت نسبة الايزيديين في سنجار 80% وأصبحت 95% فلن يُمنحوا المناصب الادارية."
يعتقد ناجي بأنه لووضعوا حجم التضحيات والمآسي التي مر بها الايزيديون كمعيار بدلاً من النسبة السكانية فسوف يبخسون الايزيديين حقهم في المناصب الادارية.
خُصِّصّ للايزيديين مقعد كوتا وحيد في البرلمان العراقي، وحاولوا الحصول على مقعد كوتا في برلمان اقليم كوردستان، إلاّ أن مطالبهم لم تلقَ آذاناً صاغية.
شرف نايف، مدير دائرة الزراعة في سنجار، وصف الكيفية التي تم بها توزيع المناصب في سنجار بـ"ظلم كبير جداً."
وقال شرف، "معظم الدوائر الحكومية بيد القوميات والمكونات الدينية الأخرى في سنجار"، موضحاً بأ، هذه المناصب تشمل رئيس المحكمة، رئيس دائرة كاتب العدل، ومدير الكهرباء، مدير المستشفى العام، مدير الماء والمجاري، مدير البيطرية، مدير دائرة التعويضات والتسجيل العقاري.
وعزا مدير دائرة الزراعة الأمر الى "عدم وجود دعم قوي لحقوق الايزيديين."
قُدِّرَت اعداد الايزيديين في العراق بحوالي 550 ألف شخص، تعرض 360 ألف منهم للنزوح، فيما هاجر 100 ألف آخرون خارج البلاد، وذلك وفقاً لإحصائية أعلنتها المديرية العامة لشؤون الايزيديين في حكومة اقليم كوردستان.
الغبن الذي يشتكي منه الايزيديون طال مسيحيي نينوى كذلك، الذين طالبوا أكثر من كرة بأن يكون لهم دور رئيسي في الادارات المحلية وأن يُمنحوا استحقاقاتهم من المناصب.
قضاء سنجار يبعد 120 كم غرب الموصل ويتبع محافظة نينوى اداريا، سيطر تنظيم داعش على القضاء في آب 2014 قبل ان يتم استعادته في تشرين الثاني 2015.